20/09/2015 - 16:47

"بين سكين التهجير وحلم النجاة" لوحة فنية للطفل عيلان

عامر اللحام هو الاسم الغالب على الفنان عامر عواد من مدينة طمرة، ذلك أنه ينتقل من حدة سكينه التي يستخدمها في مهنته "بيع اللحوم" إلى رقة ريشته التي تداعب مشاعر الإنسانية في روحه فتنقله من واقع الإنسانية الأليم إلى يقظة الأحلام في عالم الخيال.

بين سكين التهجير وحلم النجاة

عامر اللحام هو الاسم الغالب على الفنان عامر عواد من مدينة طمرة، ذلك أنه ينتقل من حدة سكينه التي يستخدمها في مهنته 'بيع اللحوم' إلى رقة ريشته التي تداعب مشاعر الإنسانية في روحه فتنقله من واقع الإنسانية الأليم إلى يقظة الأحلام في عالم الخيال.

الفنان عواد واحدٌ من الفنانين الواعدين، الذين لم تسمح لهم ظروفهم باقتحام عالم الرسم عندما كان طفلا، لكن الفقر الذي كان يعيشه غالبية الناس أنذاك جعله يتخذ من الفن وسيلة ليعيش أحلامه في الرخاء، فبدأ يتعلم الفن من خلال متابعة الأعمال الفنية لخاله عامر عبد الرحيم عواد، فنضجت رسوماته بنضوج خبرته في الفن.
وقال عواد لـ'عرب 48' إن 'الفن ليس علم بل موهبة، لكن بالرغم من ذلك فقد تعلمت أسس الفن في بيت الكرمة على يد الفنان عبد عابدي، الذي أفتخر بأنني تعلمت على يده'.

 

لوحات تعرض للمارة

استطاعت لوحات الفنان عامر عواد أن تفرض نفسها في طمرة حيث يشاهدها جميع المارة في الشارع الشمالي للمدينة بجانب محل بيع اللحوم خاصته، فعواد صاحب ملحمة، ويعمل منذ فترةٍ طويلة في بيع اللحوم للزبائن، ولعلّ كثيرين يجدون متعة بدخول ملحمة تعرض رسوماتٍ تستحق الاهتمام، كذلك فقد قدم العديد من لوحاته الخاصة هدايا لعدة مؤسسات في طمرة.

لوحة للطفل عيلان الكردي

تعصف بعض المشاهد بروح الفنان عامر عواد فتراه لا يقوى إلا على مخاطبة العالم من خلال فنه، فكان وجعه الأخير قضية اللاجئين السوريين والتي تجسدت بصورة لجثة طفل غريق تمددت على شاطئ بحر، الأمر الذي دفعه أن يرسم لوحة صغيرة للطفل عيلان الكردي، لكنه أكد أنه بالرغم من حجم اللوحة الصغير إلا أنها تصف ألما كبيرا، وقال 'إنني أردت أن أصرخ بوجه العالم العربي خاصة فلم أجد لصوتي قوة ولا صدى، فلطالما صرخ الشعب الفلسطيني من رحم آلامه في وطنه وفي أرض الشتات ولم تستجب لصرخاته ضمائر الأمة، وها هو اليوم الشعب السوري ينضم لقافلة الشعب الفلسطيني في نكبته'.

ويتساءل الفنان عواد 'إلى متى ستستمر المعاناة؟ وكيف ستنتهي؟ ألا تخجل الدول العربية أمام هذا الألم العربي النازف في كل بقاع الأرض؟'.

لم ينجز الفنان اللوحة بعد، لكنه يفكر بعرضها في معارض هامة علها تؤثر على الضمائر الغارقة في سبات عميق، بحسب قوله.

لوحات فنية تملؤها الرطوبة

وذكر الفنان عامر عواد 'أمتلك لوحات عديدة في مرسمي الخاص والتي تملؤها الرطوبة ذلك أن الفنان العربي لا يحصل على دعم، فتجد أن إحساس الفن يموت عند غالبية الفنانين إلا من قاوم التجاهل وعدم التقدير، ولكي أنقذ فني وأقدم لوحات عديدة لمؤسسات مختلفة إيمانا بأن تقدير الفن يجعلني نابضا دائما'.

وتابع 'أنا أهوى الفن وما أكسبه من بيع لوحات فنية استخدمه للفن، كذلك توجد عدة لوحات لا أعرف مصيرها بعد أن شاركت في عدد من المعارض، وقد ساعدني الأستاذ الفنان أحمد كنعان بعرض عدد من لوحاتي في معارض عديدة، ومنها ما تم بيعه بمبلغ زهيد من المال'.
رغم ذلك يشعر عامر عواد أنه كافح وسيواصل كفاحه من أجل إيصال فنه، وأنّه يعتز بمن يشجعه ويرى فيه فنانًا جديرًا بالاهتمام.

التعليقات