28/10/2015 - 23:13

فلسطينية تجسد من بصمة إصبعها انتفاضة فنية

لم تستطع الفتاة الفلسطينية، تسنيم الجمل، أن تبقى جالسة أمام شاشة التلفاز تشاهد ما يجري من هبة شعبية، لنصرة الأقصى، دون أن تكون جزءًا من هذا المشهد، فقررت أن تنتفض على طريقتها، مستخدمة بصمة إصبعها في رسم لوحات فنية تحكي الواقع.

فلسطينية تجسد من بصمة إصبعها انتفاضة فنية

لم تستطع الفتاة الفلسطينية، تسنيم الجمل، أن تبقى جالسة أمام شاشة التلفاز تشاهد ما يجري من هبة شعبية، لنصرة الأقصى، دون أن تكون جزءًا من هذا المشهد، فقررت أن تنتفض على طريقتها، مستخدمة بصمة إصبعها في رسم لوحات فنية تحكي الواقع.

الجمل، البالغة من العمر 20 عامًا، والتي تقطن مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، أرادت، كما تقول، أن تترك من خلال عملها هذا، رسالة بأن المقاومة على الأرض لا تقتصر على راشق الحجر فقط، وإنما الفنان بما يملك من الأدوات ما يمكن أن يكون مقاومًا بما يُبدع.

داخل إحدى غرف منزلها، تجلس تسنيم، أمام مرسمها، وإلى جانبها علبة من الألوان المائية، تمزج فيها ما تحتاجه لوحتها، مستخدمة بصمة إصبعها، لتبدأ بإكمال فكرتها التي خطت إطارها الخارجي بالقلم، لتنتهي بملامح شاب يلف نصف وجهه بالكوفية الفلسطينية.

وتقول الجمل إنها كانت ترغب بشدة في التضامن مع شعبها الفلسطيني في القدس، والضفة الغربية، وغزة، بطريقة مختلفة، ولم يكن أمامها سوى التضامن برسم اللوحات الفنية بواسطة بصمات أصابعها.

لتستدرك قائلة "لم أكن أعرف في بداية الأمر كيف أشارك الفتيات الثائرات والشبان في انتفاضتهم، الآن أعمل على نشر قضيتنا من خلال هذه اللوحات".

ومنذ الأول من الشهر الجاري، تدور مواجهات في قطاع غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة أمنية إسرائيلية مشددة.

 وبدأت الجمل التي تدرس في كلية الفنون الجميلة، في إحدى جامعات القطاع، برسم لوحات فنية، من خلال استخدام "البصمات" منذ نحو أربعة أشهر، حيث رسمت لوحتين عرضتا في كليتها، ولاقت بعدهما تشجيعًا كبيرًا من زملائها وأساتذتها، حسب قولها.

وتضيف "جسّدت بعض المواقف التي بقيت خالدة في ذهني خلال الهبة التي ما تزال متواصلة، على شكل لوحات فنيّة، أريد أن أوصل للعالم معاناتنا من خلال هذه اللغة العالمية القوية".

 وبعد أن رسمت بواسطة سبابتها عين فتاة تتوشح بالكوفية، أعربت تسنيم عن سعادتها بهذه اللوحة التي قالت إنها "تُبرز دور المرأة الفلسطينية الثائرة التي تشارك الرجل في انتفاضة وطننا بوجه المحتل".

وشهدت المواجهات المتواصلة في الضفة الغربية، تواجداً لافتاً للفتيات اللاتي كنّ يرشقن الجنود الإسرائيليين بالحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة، ويسعفن الشبان المصابين.

وما إن تعود من جامعتها إلى المنزل، تهرول الفتاة، كما تقول، نحو المواقع الإخبارية كي تختار وتبحث عن أكثر الصور تأثيرًا من وجهة نظرها، وتقوم بطباعتها ومن ثم رسمها.

وبينما كانت تضع لمساتها الأخيرة على إحدى لوحاتها، تابعت حديثها "الرسم بواسطة بصمات الإصبع جميل جدًا، بإمكان الفنان أن يستغني عن جميع أدوات الرسم التقليدية، ويجعل من أصابعه... قلمه وفرشاته".

ووفق الجمل، فإن الرسم بالبصمة غير منتشر بين الفنانين الفلسطينيين في قطاع غزة، معتبرة إياه "إبداع في عالم الفن ويميّز الفنان عن غيره".

تبتسم وهي تنظر إلى إبهامها وسبابتها، قائلة "إنهما دائمًا مصبوغين بألوان مختلفة، لكن لا يهم أحب هذه الطريقة في رسم اللوحات".

وفي زوايا المرسم وعلى جدرانه، اصطفت 11 لوحة فنية أنجزتها الجمل، بواسطة البصمات، تعبر من خلالها عن أحداث "انتفاضة القدس، والضفة، وقطاع غزة" كما تحب أن تطلق عليها.

وفي إحدى اللوحات، تظهر فتاة في مُقتبل العمر، تحمل بيدها مفتاح العودة، وتشير الجمل للوحة، قائلة: "لن نفرط بحق عودتنا".

وفي لوحة ثانية، يظهر خنجر على شكل خارطة فلسطين التاريخية، وأسفله كتبت هاشتاج #ثورةـالسكاكين، وعن هذا المشهد تقول: "أجسد هنا أداة الرعب لدى إسرائيل، إنها السكين، على شكل خارطة وطني المنتفض".

وإلى جانبها، طفل في العاشرة من عمره، يمسك بيديه حجارة، يظهر في اللوحة وكأنه يسير صوب تجمع للجيش الإسرائيلي.

وابتكر فنانون فلسطينيون من قطاع غزة، مؤخرًا، عدة طرق لرسم لوحات فنية، كان أبرزها الرسم بمساحيق التجميل، الفحم، الرمال الناعمة والقهوة.

التعليقات