16/02/2016 - 13:33

خزيمة حامد من الناصرة: الفن يعكس الواقع

تبدع ابنة مدينة الناصرة، الفنانة خزيمة حامد، في رسوماتها التشكيلية، والتي أثارت الإعجاب من خلال مشاركاتها في المعارض في مختلف البلاد أو في الخارج.

خزيمة حامد من الناصرة: الفن يعكس الواقع

الفنانة خزيمة حامد

تبدع ابنة مدينة الناصرة، الفنانة خزيمة حامد، في رسوماتها التشكيلية، والتي أثارت الإعجاب من خلال مشاركاتها في المعارض في مختلف البلاد أو في الخارج.

وبهذا الصدد، حاور 'عرب 48' الفنانة التشكيلية خزيمة حامد عن آخر أعمالها ومسيرتها.

استهلت الفنانة التشكيلية، خزيمة حامد، حديثها بالقول، إن 'الفن التشكيلي عبارة عن ما يراه العين من أشكال وألوان، حيث له عدة عدة جوانب ظاهرة وباطنة، والفن التشكيلي هو الذي يعيد اكتشاف الواقع ممزوجاً بالخيال من خلال رؤيا الفنان التشكيلي ونظرته الخاصة التي تثير التأمل والتساؤل وتثري الخيال وتسلط الضوء على الكثير من جوانب الواقع'.

وأضافت أن 'الفنون وخصوصا الفن التشكيلي في أغلب الأحيان يتم تجربتها إلى عالم مثير الحس الملموس، حيث تعمل حواس البصر واللمس والاتزان لدى الرسم، على الرغم من أن الرسومات لا تشعر ولا تنطق، لكنك تستطيع أن تشعر بالأفكار المقدمة من خلالها وتنفعل معها'.

وبين المشاريع التي تقوم وتهتم بها الفنانة حامد هو مشروع تسميه 'فلسفة الأبيض والأسود'، وأكدت أنها أجرت دراسة وبحث نظراً لأهمية هذين اللونين في حياتنا اليومية ويمثلان أموراً على أرض الواقع، مثل الأسود عبارة عن الموت فيما يتمثل الأبيض بالحياة، أضف إلى الفقير والغني والخير والشر والمرأة والرجل والظلم والعدل، وما إلى ذلك من أمور متناقضة.

أم الشهيد

وحول آخر أعمالها قالت الفنانة خزيمة حامد إن 'آخر لوحاتي ضمن فلسفة الأبيض والأسود كانت من خلال مشاركتي الدولية في عمان تضامناً مع فلسطيننا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام المنصرم، حيث قدمت لوحة أطلقت عليها اسم 'أم الشهيد' من منطلق ما يعانيه شعبنا الفلسطيني وطرح قضية النكبة، حيث يرمز اللون الأسود بلوحتي إلى الظلم الراهن بحق شعبنا، وعلى أثره قمت بمعالجته باللون الأبيض الذي يرمز إلى السلام والحب الذي سوف يقهر الظلم في النهاية'.

بداية مسيرتها الفنية اتسمت بالإبداع والتميز، قالت إنني 'أتقن الفن التشكيلي بالأسلوب التجريبي والتعبيري والرمزي، حيث كانت بداية مسيرتي بالفن التشكيلي قبل نحو 15 عاماً منذ أن كنت في الثامنة عشر من عمري، إذ اكتشفت نفسي من خلال مشاركتي بدورات الفنون وإبداعي بالرسم بمفردي بعد ذلك، ومن هنا بدأت العمل على نفسي أكثر من أجل التطور والتقدم في مجال الفن التشكيلي'.

ثقافة ولقمة عيش

وعن مشاركاتها المحلية والدولية، أجابت: 'شاركت بمعارض دولية عدة من بينها اسطنبول وشرم الشيخ وباريس، أضف إلى معارض أخرى في البلاد من بينها الناصرة وحيفا وتل أبيب، حيث لمست بأن لدينا وعي في البلاد، لكنه غير كافٍ، مع الإشارة إلى أننا نتمتع بالثقافة، وبحسب اعتقادي فإن السبب يعود للضغوطات الاقتصادية والسياسية التي يتم ممارستها ضدنا، وسط سعي رب المنزل للعمل من أجل توفير لقمة العيش'.
وعن الإقبال الدولي والمحلي، وصفت قائلة إن 'كل فنان لديه معاناة أينما ذهب، وبدوري شعرت بالاختلاف في الخارج بعد لقائي بفنانين أوروبيين والتقاء ثقافة بلد مع أخرى، لكن لا أنكر مجدداً أن هنالك معاناة للفنان في أوروبا، ومن هذا المنطلق يجب أن نعمل على أنفسنا من أجل رفع الوعي والمشاركة'.

وعبرت عن اعتزازها بكل لوحاتها، فلكل لوحة تعبير معين وتعكس صورة واقعية لرؤية معينة.

مسيرة صعبة

وعما إذا واجهتها عراقيل أو صعوبات خلال مسيرتها، رأت النانة خزيمة حامد أن 'مسيرة الفنان ليست بالأمر السهل، ولكن بنفس الوقت لا يوجد هنالك شيء صعب أمام الإرادة، مع الأخذ بعين الاعتبار الضغوطات والسياسة الممارسة ضدنا، إذ أننا نختلف عن الأوروبيين كفنانين تشكيليين، كونهم متفرغين للفن ولا يشغلون بالهم بأمور بأخرى'.

وأوضحت أن 'رجال الأعمال في الخارج يدعمون وينافسون بعضهم البعض من أجل شراء اللوحات، ومن هنا ألوم رجال الأعمال الذين يسمح لهم وضعهم المادي لعدم دعم الفن التشكيلي في البلاد'.

وحول الاهتمام بالفن التشكيلي في بلادنا، قالت إنه 'ليس بالقدر الكافي، لذلك يجبر الفنان التشكيلي على التعامل مع مجتمع آخر كونه يعي قيمة الفن'.

وعن طموحاتها وأهدافها بالفن التشكيلي، قالت إنني 'أطمح نحو العالمية وتكوين رسالة خاصة بي، فأنا أجتهد من أجل تحقيق حلمي وسأواصل تقديم كل ما بوسعي لتحقيق مرادي'.
وعن الرسالة التي تود إيصالها من خلال لوحاتها، قالت إنها 'رسالة إنسانية كإنسانة عربية في الداخل الفلسطيني، فمعظم لوحاتي تحمل رسائل إنسانية من منطلق تأثري بها وانتمائي لهويتي وقوميتي'.

وأنهت حديثها بكلمة أخيرة لمن يشق طريقه بالفن التشكيلي، قائلة إن 'كل إنسان لديه هواية أو رغبة بتحقيق هدف معين عليه مواصلة مشواره وأن يتحدى العراقيل والصعوبات التي تعترض طريقهم حتى بلوغهم القمة ونجاحهم'.

التعليقات