24/02/2016 - 11:11

طمرة: فنانة تبعث الحياة بلوحات فسيفسائية

تتلاحم وتتشابك قطع صغيرة الحجم من الحجارة ذات ألوان مختلفة، لتشكل صورا وأشكالا تنبعث من تراصف بسيط، لتشكل لونا رائعا في فن الزخرفة الإسلامية بالفسيفساء.

طمرة: فنانة تبعث الحياة بلوحات فسيفسائية

الفنانة ورود دبوري

تتلاحم وتتشابك قطع صغيرة الحجم من الحجارة ذات ألوان مختلفة، لتشكل صورا وأشكالا تنبعث من تراصف بسيط، لتشكل لونا رائعا في فن الزخرفة الإسلامية بالفسيفساء.

فقط من خلال استخدام أدوات بسيطة يتمكن فنان موهوب من تشكيل لوحة خلاقة تترجم فلسفات حضارية كاملة في ألوان متعددة عبر قطع مكعبة الشكل لا يتعدَّى حجمها السنتمتر الواحد، من الرخام أو الزجاج أو القرميد أو البلور أو الصدف أو أية مواد أخرى ثابتة اللون قابلة للقطع والصقل.

يسعى بعض الفنانين لإعادة مجد الزخرفة الإسلامية ونشره في صفوف طلاب المدارس وأروقة المؤسسات التربوية خاصة، ويتخصص عدد من الفنانين كذلك في فن الزخرفة الإسلامية وخاصة من خلال استخدام الفسيفساء كالفنانة ورود دبوري من طمرة والتي تمارس العديد من مجالات الفنون منذ عشرة أعوام تقريبا كالرسم على الجدران والزجاح وفن النحت بالفخار، إلا أنها اتخذت من فن الزخرفة الإسلامية باستخدام الفسيفساء مسلكا فنيا ثابتا تسبر أغواره، فتبحث عن مكنونات فن يحمل تاريخا وتراثا منذ آلاف السنين.

التقينا في عـــ48ـرب الفنانة ورود دبوري والتي ذكرت في مستهل حديثها أنها 'منذ أربع سنوات تخصصت في فن الزخرفة الإسلامية بالفسيفساء'، وقالت: 'أمارس مهنة الفن كموهبة ومهنة من خلال تعليم مجموعات طلابية أسس فن الزخرفة الإسلامية، كذلك المشاركة في برامج مدرسية فنية'.

تاريخ الزخرفة الإسلامية

وعن تاريخ الزخرفة الإسلامية ونشأتها ذكرت الفنانة ورود دبوري أن 'نشأة هذه الزخارف ومردها هو الإسلام، ولم يتأثر هذا الفن بالتقاليد والعقائد التي تحكم وتطبع غيره من الفنون الأخرى في الحضارات المختلفة، وقد وقفت هذه الزخارف صامدة عبر الأزمنة المتعاقبة لا تتأثر بما حولها من ثقافات البلدان المجاورة، وهذا ما جعل الأسلوب الإسلامي يتمتع بالتفرد والسيادة على مر العصور محافظاً على خصوصيته وتميزه، وعدم ذوبانه في الآخر'.

إحياء الزخرفة في الحياة اليومية

تجتهد الفنانة ورود دبوري بنشر ثقافة الزخرفة الإسلامية من خلال عملها كفنانة، وهي تعتقد أنه 'يتوجب على المؤسسات التربوية جميعا تعليم أسس الفن الإسلامي ومن ضمن هذا الفن الزخرفة الإسلامية والتي نجدها كذلك منتشرة في دول غربية عديدة لجمالها وتميزها فهي مبنية على أسس علمية واضحة من هندسة وتنسيق بين الألوان، كما أن اللغة العربية تتميز بخطوط خاصة في الزخرفة الإسلامية وتبرز جماليات الخط العربي وأثر التصوف والروحانيات فيه، ونرى استخدامه في غالبية المساجد والمقدسات الإسلامية'.

لوحات الفسيفساء

وعن لوحات الفسيفساء في الزخرفة الإسلامية ذكرت الفنانة دبوري إنها 'زخرفة مختلفة الأحجام، تشكل أرضيات أو لوحات جدارية في المنازل والمعابد والقصور والكنائس والجوامع، وهي تتشكَّل من قطع صغيرة من الأحجار والرخام والجرانيت والبلُّور والخزف والأصداف والأخشاب، ترصف في تناسق جنبًا إلى جنب لتؤلف لوحات تستخدم في إكساء واجهات المباني أو أعمال الزخرفة الداخلية والخارجية والأرضيات، وهي تتميَّز بثبات ألوانها وأشكالها لأنها مبنية من مواد طبيعية'.

تستخدم الفنانة ورود ألوانا أساسية في الفسيفساء، الأصفر، الأحمر والأزرق، وذكرت أنه ' في مرحلة معينة من تعلم الزخرفة الإسلامية وخاصة الزخرفة بالفسيفساء هناك تركيز على تعلم رسم الأشكال الهندسية ومرحلة تنسيق الألوان، وهي خطوات أساسية جدا حتى تولد أعمالا فنية تليق بالفن الإسلامي'.

وأضافت: 'ابني طالب هندسة في التخنيون بحيفا، وزوجي يعمل مصمم ديكور منازل الأمر الذي يجعل عملي أكثر متعة وإتقانا، فهناك مشاركة عائلية وأسرية حتى أنتج العمل، الفن، وهناك تبادل آراء وأذواق بيني وبين أفراد أسرتي'.

طموح

واختتمت الفنانة ورود دبوري بالحديث عن رؤيتها المستقبلية كفنانة، قائلة: 'أطمح إلى أن أرى الجدران في مدن الداخل وقد جرى تزيينها بلوحات من الفسيفساء الحديثة، كذلك تزيين أرضيات المنازل والمباني العامة بهذا النوع الرائع من الفن، وتجسيد الزخرفة الإسلامية بشكل عملي وعلمي في المؤسسات التربوية لنحافظ على هذا الموروث الثمين الذي حافظ على نفسه عبر امتداد العصور'.

التعليقات