08/10/2018 - 16:09

"هذا الوقت سيمر": ياسين محمد يرسم الحياة في السجون المصرية

يعرض الأسير المصري السابق ياسين محمد، رسومات أنجزها وهو في السجن، وتعرض حياته هو وسجناء مصريين آخرين، في الزنازين الصغيرة، ورؤاهم وأحلامهم.

الرسّام ياسين محمد (أ ب)

يعرض الأسير المصري السابق ياسين محمد، رسومات أنجزها وهو في السجن، وتعرض حياته هو وسجناء مصريين آخرين، في الزنازين الصغيرة، ورؤاهم وأحلامهم.

وتستحوذ مشاهد ضيق الزنازين التي تحددها القضبان والأبواب المغلقة، على الواقع الذي تشهده السجون المصرية، حيث يُسجن عشرات الآلاف من المصريين لأشهر أو لسنوات دون توجيه تهم لهم، في أقسى حملة قمع ضد المعارضة في تاريخ مصر الحديث.

ويتمسك محمد بالأمل، إذ كتب على إحدى لوحاته أن "هذا الوقت سيمر".

(أ ب)

أُطلق سراح محمد الشهر الماضي، بعد أن قضى حكما بالسجن لعامين لمشاركته في تظاهرة، ووثق الحياة اليومية في زنزانته بالعشرات من التخطيطات واللوحات، مقدما نظرة نادرة وحميمية لداخل شبكة السجون المصرية الكبيرة.

ومنذ عزل الرئيس المنتخب، محمد مرسي، سجن النظام الحالي آلاف الإسلاميين، فضلا عن عدد من الليبراليين وناشطين علمانيين منادين بالديمقراطية، والذين لعب بعضهم دورا رئيسيا في انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك.

وتنظر السلطات المصرية، تحت حكم عبد الفتاح السيسي، إلى أي معارضة حتى لو كانت معتدلة، على أنها تشكل تهديدا لنظامها. وتم حظر الاحتجاجات وحظر المئات من المواقع الإلكترونية وصدرت قوانين غامضة تجرم نشر "الأخبار الكاذبة".

(أ ب)

وقضى محمد في السجن عامين، شاركه في زنزانته، التي تبلغ مساحتها ستة أمتار عرضا و15 مترا طولا، قرابة الـ30 سجينا، من إسلاميين وجهاديين ويساريين ليبراليين.

وتمكن محمد من الرسم عند زاوية زنزانته، حيث لا يتمكن الحراس من رؤية ما يرسم، وخوفا من إقدام الحراس على إتلاف ما رسمه، قام بتهريب لوحاته إلى الخارج.

وأوقعت إحدى الصور محمد في مشاكل، إذ كانت عبارة عن كاريكاتير مسيئ للسيسي، والتي عثر عليها الحراس في عملية تفتيش مفاجئة لزنزانته. واختارت سلطات السجن عدم توجيه اتهام له، وبدلا من ذلك تم الزج به في الحبس الانفرادي.

وتظهر صورة ذاتية مستوحاة من تلك التجربة جلوسه في زاوية زنزانة رمادية وسوداء، منزو في أحد أركانها، فيما يدخل شعاع شمس وحيد يضيء الزنزانة من خلال النافذة.

(أ ب)

وتُظهر اللوحات الأخرى دلائل نادرة على الحياة الطبيعية أو حتى الجمال، فهناك صورة لحمامات السجون، وفيها دلاء القمامة التي يستخدمها السجناء لتخزين المياه بسبب الانقطاعات المتكررة للمياه،  كما يوجد على جدران الحمامات كتابات تقول: "أرجوك، اترك الحمام كما تحب أن تراه!"

بالإضافة لباقة من الزهور ذات الألوان الزاهية معلقة فوق الحمام، وهي هدية ذكرى زواج من زوجة أحد السجناء.

(أ ب)

وفي لوحة أخرى، تتدلى الصناديق الكرتونية التي تحولت إلى أماكن لزراعة الزهور من القضبان الحديدية فوق ممر. وقال محمد إن السجناء يحتفظون بالصناديق الكرتونية التي تستخدمها عائلاتهم لتوصيل الطعام وجمع التربة من أكياس البطاطس التي يحصلون عليها من مطبخ السجن. وأضاف أن "النباتات والزهور هناك (يقصد السجن) مثل الحياة وسط الموت".

ومنذ إطلاق سراح محمد في 20 أيلول/سبتمبر أي بعد يوم واحد من عيد ميلاده الرابع والعشرين، جاب القاهرة لجمع الأعمال التي قام بتهريبها من السجن. وقال إنه يرغب في إقامة معرض يضم حوالي 50 لوحة، لكن من غير المرجح أن تقوم أي من معارض الفنون القليلة في مصر بعرض أعماله خشية إثارة غضب السلطات.

لكنه يخطط عوضا عن ذلك لعرضها في شقته في وسط القاهرة.

التعليقات