13/01/2019 - 14:50

مسرحية "شابكة": واقع عربي أليم بمشاهد ساخرة

قدم المخرج المغربي، أمين ناسور، عرضا مسرحيا يسخر من الواقع المأساوي السائد في غالبية الدول العربية، بطريقة تدمج بين إضحاك الجمهور وحثّهم على البكاء، ناقشت من خلاله شخصيات مسرحية "شابكة"، التحولات الاجتماعية العربية كانعكاس للمستقبل المنشود والمتوقع في آن واحد 

مسرحية

(تويتر)

قدم المخرج المغربي، أمين ناسور، عرضا مسرحيا يسخر من الواقع المأساوي السائد في غالبية الدول العربية، بطريقة تدمج بين إضحاك الجمهور وحثّهم على البكاء، ناقشت من خلاله شخصيات مسرحية "شابكة"، التحولات الاجتماعية العربية كانعكاس للمستقبل المنشود والمتوقع في آن واحد. 

وتتناول أحداث المسرحية، مُدرسة متقاعدة واسمها "صالحة"، وتتميز باتسامها بالإصرار على قيمها ومبادئها، والتي باتت تعيش مع زوجها المتقاعد أيضا "عبد العال"، حالة من الفراغ واجترار آلام العمر الذي مر دون جني مال أو وصول لمنصب.

تنغلق صالحة وزوجها على نفسيهما في البيت ومعهما ابنهما سلطان ولا يربطهم بالعالم الخارجي سوى المذياع الذي يعرفون منه الأحداث، وذات يوم تستمع العائلة إلى نبأ تولية "رابح ولد رابح" وزيرا لثلاث وزارات وهو الذي كان تلميذا فاشلا لـ"صالحة" في المدرسة.

تأخذ الأحداث منعطفا شديد التوتر في المنزل الهادئ الرتيب إذ يحث "عبد العال" و"سلطان" المعلمة السابقة على الذهاب إلى الوزير ومحاولة الاستفادة منه إلا أنها ترفض وتستنكر من الأساس اختياره وزيرا وتصر على أن خللا ما في القيم والذمم هو الذي أوصله لذلك المنصب.

العرض لفرقة الـ"أوركيد المغربية" وهو من بطولة حنان خالدي، وعبد الله شيشة، ونبيل البوستاوي، وعادل إضريسي، ومأخوذ عن نص "على باب الوزير" للكاتب عبد الكريم برشيد.

ويتنافس العرض الذي قدم يوم السبت على خشبة المسرح القومي بالقاهرة ضمن ثمانية عروض على "جائزة الشيخ سلطان القاسمي" في الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي المقام حاليا في مصر.

ويحمل العرض روحا شابة مرحة تناقض ما تعانيه شخوص الرواية من فقر وقهر ليسلط الضوء على أكثر القضايا قسوة بعين ساخرة. وتلعب الموسيقى دورا كبيرا في العرض سواء بإدخال أغنيات مغربية ومصرية تعود لحقب مختلفة أو بالعزف الحي لآلات الكمان.

وقال المخرج أمين ناسور، الذي تخرج في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ويملك في رصيده 12 عرضا مسرحيا إن "رهاني في العروض هو على الفنان متعدد المواهب، أبحث دوما عن الممثلين الذين يعرفون الرقص، يعرفون الغناء، لأن هذا يساعدني على خلق عرض ثري جدير بالمشاهدة".

وأضاف "بالنسبة للموسيقى والأغاني هي من اختياري مئة بالمئة، واخترت حقبتي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، فاشتغلت على الأغاني المصرية مثل أغاني عبد الحليم وأم كلثوم لأنها الموسيقى التي تربينا عليها، فلم يخل بيت مغربي آنذاك من أغاني كبار المطربين المصريين، واشتغلت أيضا على الموسيقى المغربية من خلال نجاة عبد السلام ومجموعة غنائية اسمها 'لمشاهب' نشطت في أواخر السبعينات والثمانينات وأظن أن هذا حقق صداه لدى المشاهدين الذين تفاعلوا معها كما لو أنهم يسمعونها لأول مرة اليوم".

وتميزت لغة المسرحية بالسلاسة والوضوح فجاءت بلغة عربية بسيطة خالية من أي مفردات أجنبية أو لهجات محلية تعوق وصول النص إلى المشاهد.

وقال ناسور "كنت أمام تحد كبير في هذا الصدد، فأنا قادم إلى مهرجان للمسرح العربي وبالتالي سيكون الجمهور من جميع الدول، وهناك لهجات مختلفة مثل اللهجة المصرية واللبنانية والمغربية لذلك حرصت على الاعتماد على لهجة جامعة تستوعب جميع هذه اللهجات".

وتستمر عروض مهرجان المسرح العربي حتى 16 كانون الثاني/ يناير موعد الختام وإعلان العرض الفائز بالجائز إلا أن مخرج "شابكة" يعتبر أنه فاز بالفعل بما هو أهم وأكبر.

وقال: "أهم جائزة عندي الآن هو التفاعل الذي وجدته هنا، أن تأتي إلى مصر، مهد المسرح، وتقدم عملك ويتفاعل معه العرب والمصريون ويعجبهم.. فأي جائزة تحتاج بعد ذلك؟".

 

التعليقات