أسمهان أميرة الغناء العربي \ خلدون عزام

الأساطير والروايات لا تروي القصص العادية, بل تنسج من ذلك الخيال اللامحدود افقها, اما الاشخاص الذين تسطر حكاياتهم هم ابطال لهم سحر ورومانسية كتأثير الهة الإغريق, أسمهان التي ولدت أميرة في بيت اميري عزف العود إلى جانب اهتمامه بالمقاومة المسلحة ضد الفرنسيين, عاشت أميرة في قصة أخرى جعلتها كأقواس قزح تلون الدنيا بجمال صوتها العذب الذي اجتمع كل النقاد في عصرها والمؤلفين الموسيقيين وما زالوا على انه صوت فريد متفوق في المعايير العالمية فقالوا عن ذلك الصوت في كل منشوراتهم انه من حيث مساحته يضم من التصنيفات الاوربيه للصوت النسائي فئتي السوبرانو والموتسوسوبرانو, وقالوا أيضا انه صوت اوبرالي مرتفع في منتهى الدفء والحنان والشجن والتعبير الفني السليم دون صراخ, أما التعبير الإنساني فيبقى أعظم ما في غناء أسمهان وهو تعبير يكاد يشمل كل المشاعر و الحالات الوجدانية ففي أغنية " ليالي الأنس في فينا " تنتقل أسمهان بصوتها بين حالات وامزجه شعورية مختلفة وهذا ايضا مسموع في أغان مثل " يا حبيبي تعال الحقني" وفي أغنية " أنا الي استأهل" نسمع هذا الشجن وذلك المزيج من الأحاسيس.

إن ذلك السحر الذي يحيط بهذه الشخصية وشخصيات اخرى تابعنا عنهم مسلسلات لم تكن موضوعيه بغض النظر عن تفاصيل الاحداث, فقد اظهر مسلسل نزار قباني شاعرا ماجنا همه الجنسي هو ما يدفعه وليس همه الفني والإنساني كما إن المسلسل لم يتطرق لشخصية نزار قباني سياسيا, وكان مسلسل أم كلثوم مبالغا فيه من ناحية إظهار المطربة الكبيرة بصورة مثالية, علما إن شخصيتها لم تك بذلك الشكل, انطلاقا من هذا لا أتعجب كثيرا عندما يغوص المسلسل في تفاصيل بحياة أسمهان تظهر المغنيه بصورة الفتاة السهلة, ان شخصيتها لا تهمني ولن اجعل المسلسل يقف حاجزا أمام إعجابي وإحساسي بالشجن حين سماع صوت أسمهان.

.