الطيب صالح: الترجمة تقلل الجهل التام بالعرب

-

الطيب صالح: الترجمة تقلل الجهل التام بالعرب
يقول الروائي السوداني الطيب صالح ان نقص ترجمة الأدب العربي عزز من الأحكام المسبقة المتحيزة ضد العرب في الغرب وان نشر الأدب العربي بصورة أكبر في الخارج من شأنه أن يقلل من "الجهل التام" بالمنطقة. ولا يحظى الأدب العربي بكثير من الإعتراف العالمي لكن صالح يدافع عنه ضد الانتقادات التي تعتبره محدودا وخاضعا لهيمنة الدين. وهو يقول ان الرواية العربية لديها الكثير لتقدمه مثل أدب أمريكا اللاتينية الذي قدم مجموعة من الكتاب الذين أشاد بهم العالم في العقود الأخيرة.

لقد ترجم أبرز الناشرين في الغرب وطبعوا رواية صالح الشهيرة جدا (موسم الهجرة الى الشمال) التي كتبها عام 1966. الا أنه يقول ان ناشري الادب باللغة الانجليزية غير مستعدين لمنح الكتاب العرب فرصة حقيقية. قال صالح (76 عاما) المتزوج من اسكتلندية والذي عاش معظم سنوات حياته في انجلترا "لو وجدت ناشرا مقتنعا بالأدب العربي وقرر أن يخوض المغامرة وليس مجرد طبع آلاف قليلة من النسخ فستجد له قراء."

وأضاف "وصلت الرواية العربية الى مستوى رفيع جدا يمكن مقارنته بأي مستوى آخر في أي مكان بالعالم. كون أنه ليس معترفا به في الخارج هي أما مسألة تتعلق بالمعايير أو نقص في الحماس للأدب الاجنبي." وأصبح الروائي المصري الشهير نجيب محفوظ أول روائي عربي والوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في الادب في عام 1988. وتحكي "موسم الهجرة الى الشمال" التي نشرت مترجمة في السبعينات واعتبرت من كلاسيكيات الأدب العربي قصة مصطفي سعيد السوداني الذي يعيش في لندن ويستغل ملامحه الغريبة لإغواء النساء. ويقتل مصطفى إحداهن فيما فسره القراء على أنه انتقام من الاستعمار البريطاني للسودان. قال صالح "كتبت هذه الرواية في الستينات حيث كانت مسألة الاستعمار مازالت حاضرة في أذهان الناس."

وتابع "للأسف سوء التفاهم نفسه مازال قائما لكن بأشكال مختلفة. مركز الثقل تحول من اوروبا الى الولايات المتحدة." ويقول صالح الذي غادر السودان في 1953 للعمل في القسم العربي بهيئة الاذاعة البريطانية ان نقص الادب العربي المترجم عبر عقود لم يساعد في مزيد من الفهم للعالم العربي والاسلامي في أوساط الغرب.

وتابع "أصبح العرب والمسلمون هم الآخر (أي) هذا الكم غير المعلوم. يتبنى الناس مثل هذه الافتراضات والأخطاء المريعة بشأن العرب من باب الجهل الشديد. لا أريد أن أقول الحقد. لكنه التجاهل." وأضاف "عندما تكون هناك أزمة سياسية يقفز الناس الى الاستنتاجات الخاطئة لانه ليس ثمة مرجعيات."
وكان صالح الذي مازال يعيش في لندن يزور القاهرة للحصول على جائزة الرواية العربية التي تقدمها الحكومة المصرية. وقال "من موريتانيا الى عمان ستجد هناك الكثير من المهرجانات الثقافية. لا أعتقد أن ثمة فراغ أو عقم في حقل الثقافة بالعالم العربي."

وقال تقرير من الأمم المتحدة بشأن التنمية البشرية في عام 2002 ان ثمة "نقص حاد" في التأليف بالعالم العربي. وقال التقرير ان جزءا كبيرا من السوق العربية تتشكل من كتب دينية وتعليمية ذات مضمون ابداعي محدود. وانتقد التقرير أيضا نقص ترجمة الكتب الاجنبية الى اللغة العربية.

ويظهر عدد الكتب المنشورة في المنطقة أن العرب الذين يزيد عددهم عن 280 مليون يقرأون القليل للغاية. والكتاب الذي يبيع ما بين خمسة آلاف الى عشرة آلاف نسخة يعتبر انه حقق مبيعات قياسية في منطقة تتفشى فيها الامية. الا أن صالح يقول ان العرب يقرأون بنهم أكثر مما يقول المنتقدون.

وتابع "الناشرون لا يريدون أن يعترفوا بحجم المبيعات الحقيقي. انهم لا يريدون أن يمنحوا المؤلفين حقوقهم." وغالبا ما يضطر القراء للتحايل على قرارت رسمية من السلطات الدينية والحكومية بحظر نشر بعض الكتب من أجل الحصول على بعض الروايات.

قال صالح "الناس تحصل عليها في النهاية. موسم الهجرة الى الشمال مازالت محظورة في بعض الدول العربية." وتابع "الرواية ليست ضد الدين بصورة مباشرة لكن بعض الشخصيات ربما تقول أشياء هي محل اعتراض السلطات الدينية. انهم يعتقدون انه اذا ما كان هناك أي كلام سلبي (على لسان بعض الشخصيات في الرواية) فلابد أنها وجهة نظر الكاتب." وأضاف "الأمور تتجه نحو مزيد من التحرر. تدريجيا أصبحت الأصوات الدينية غير فعالة في هذه الأمور."

التعليقات