النموذج اللغوي للعالم / *د. سعيد الجعفر

-

النموذج اللغوي للعالم / *د. سعيد الجعفر
جرى في العقود الأخيرة من القرن العشرين إهمال الدراسات النظرية في اللسانيات. ويعود الأمر الى البراغماتية التي دخلت جميع مناحي العلوم وأدت كما هو معروف الى تراجع الدراسات الفلسفية. ولذا فإن البحث في موضوع النموذج اللغوي للعالم كان أمراَ شاقاًٌ. فرغم كون اللسانيين الروس مشهورين بالدراسات النظرية في الوقت الحاضر، قياسا الى الباحثين في البلدان الأوربية والولايات المتحدة، فإنني لم أجد سوى بضعة مصادر في الموضوع لا تتجاوز أصابع اليد. وكان بعض تلك البحوث من تأليف مختصين في الفلسفة وليس لسانيين. ولذا فإن بحثي هذا يعد واحداً من بحوث قليلة في مجال النموذج اللغوي للعالم.

وقد كانت المادة التي أستخدمت في البحث هي مادة أسماء النباتات مرتبة ضمن النظام المعجمي المسمى" الحقل الدلالي" Semantic Field وهو واحد من الأنظمة المعجمية الصغرى الى جانب المجموعة التيماتية والمجموعة المعجمية الدلالية وغيرها. بيد أن الحقل الدلالي أعقدها وأكثرها غنى. وقد قمت بعمل ميداني تألف من مجموعة من التجارب النفسية اللسانية أو تجارب التداعيات أجريتها في روسيا والسويد لمعرفة طبيعة العلاقة بين الناس والطبيعة المحيطة بهم. بيد أن الإستنتاج الذي توصلت اليه كان متشائماً وتلخص في كون الأجيال الشابة، ومن ضمنها طلاب الدراسات الإنسانية، لا يعرفون الكثير عن نباتات بلادهم.

يرتبط الموضوع اللساني ( النموذج اللغوي للعالم) إرتباطاً وثيقاً بدراسة العامل الإنساني في اللغة. وقد جرت الإشارة اليه للمرة الأولى فى فلسفة اللغة من قبل مؤسس اللسانيات الحديثة فلهلم هومبولت. فكما يعتقد هو فأن اللغة هي واحدة من "البدايات المؤسسة للإنسان": الإنسان يصبح إنساناً فقط من خلال اللغة لكونها تخلق نظرة الإنسان للعالم, تخلق رؤيته للعالم, وهنا لا يقصد بذلك اللغة بشكل عام بل لغة شعب محدد". ويضيف مؤكداً" إن الفرق بين اللغات في جوهره ليس فرقاً فحسب بل فرقاً في الجوهر بين اللغات في تأثيره على الوعي وعلى المشاعر وبذا يصبح فرقا في النظرة الى العالم"( هومبولت 1985: ص 372).

طرح مصطلح النموذج اللغوي للعالم لأول مرة في الفيزياء من قبل العالم الشهير هيرتز وكان ذلك في العقد الأخير من القرن التاسع عشر. وينظر هو الى العالم كمجموعة من العلاقات الفيزياوية أو كما يعبر هو" مجموع الصور الداخلية للأشياء الخارجية، التي يمكن من خلالها وبإنتهاج الأسلوب المنطقي الحصول على المعلومات الخاصة بسلوك تلك المواد". (لوحة العالم في العلوم الطبيعية: 1973ص 208) والعالم الثاني الذي إستخدم مصطلح لوحة العالم بشكل واسع هو ماكس بلانك الذي يعتبر لوحة العالم هي صورة العالم التي يصنعها علم الفيزياء عاكسا فيها القوانين الحقيقية للطبيعة. وقد كان هو العالم الأول الذي وضع حدوداً واضحة بين اللوحة العملية للعالم واللوحة العلمية للعالم. الأولى إعتبرها التصور المتكامل عن العالم المحيط والتي يكونها الإنسان تدريجياً من خلال معاناته، بينما تشكل اللوحة العلمية للعالم نموذجاً للعالم الحقيقي بالمعنى المطلق وليس من خلال الرؤية الخاصة للأشخاص المختلفين أو التفكير الإنساني العام" (المصدر نفسه ص 104- 106) العالم الآخر الذي تناول الموضوع وطوره هوالبرت آينشتاين الذي كتب يقول:" يحاول الأنسان وبطريقة ما دقيقة ان يكون لنفسه لوحة مبسطة وواضحة للعالم لكي ينفصل عن عالم المشاعر كي يحاول حين يصل الى مستوى معين أن يغير هذا العالم الذي أوجدته تلك اللوحة. ويقوم بذلك الفنان والشاعروالفيلسوف المنظر والباحث في العلوم الطبيعية ولكن كل على طريقته. وينقل الإنسان الى هذه اللوحة مركز الثقل في نشاطه الحياتي الروحي كي يحصل من خلالها على الطمأنينة والثقة التي لا يستطيع أن يحصل عليها في الدورة اليومية لحياته التي لاتمنحه سوى الدوار" ( آينشتاين: 1967 ص 136) .أما مصطلح "اللوحة اللغوية للعالم" فقد طرح في منتصف القرن العشرين من قبل اللساني الألماني الكبير ل. فايسجيربر ويجري تداول المصطلح بصيغته الألمانية في الأوساط اللسانية والفلسفية وهو" Das Sprachliche Weltbild". ولقد إحتدم النقاش طويلاً في اللسانيات السوفيتية حول هذه المسألة وكان ذلك مرتبطاً بنقد نظرية النسبية اللغوية Linguistic Relativity والتي كان فيسجيربر أحد واضعيها بالإشتراك مع العالمين الأمريكيين أدوارد سابير وبنجامين وورف. ولذلك لا يزال نظام المصطلحات في هذه المسألة غير منظم حتى وقتنا الحاضر( ماركوفكين,ماركوفكينا 1997: ص49-50). أما في المعجم الموسوعي- السوفيتي- للسانيات فلا نجد مادة معينة تخص الموضوع ولا حتى يجري ذكره في المعجم.

وقبل الدخول في موضوع اللوحة اللغوية للعالم نلقي نظرة على مجموعة من آراء الفلاسفة واللسانيين في اللغة وطبيعتها. وسيتبين لنا أن اللغة لربما المسألة الشائكة الكبرى إذا إستثنينا مشكلة الوجود التي إحتدم حولها الصراع الفكري والفلسفي منذ جلجامش وحتى وقتنا الحاضر.

يقول كاسيرر" اللغة ليست ميكانيزم ولا كائن ، ليست حية ولا ميته. هي بشكل عام ليست بالشيء لو كنا نضع الأشياء المادية تحت هذا المصطلح. اللغة هي نشاط إنساني ذو طبيعة خاصة جداً بحيث لا يجوز وصفها من خلا ل مصطلحات الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا".( أي. كاسيرر 1945. المجلد الأول ص 110). أما أدوارد سابير فيكتب" اللغة ليست جرد منظم لعناصر الخبرة الحياتية ذات العلاقة بالإنسان الفرد فحسب، بل نظام أبداعي ورمزي مغلق لايرتبط بالخبرة الحياتية فقط- بل يتجاوزها أحياناً بشكل أو بآخر- بل أنها تقولب لنا الخبرة الحياتية من خلال تركيبتها الشكلية وبناءاً على ذلك فإننا وبشكل غيرواعي خصائصها الى عالم الخبرة الحياتية"( أ. سابير 1931 المجلد 47 ص 578). أما بنجامين وورف فيورد الرأي التالي" النظام اللساني- أو بتعبير آخر النحو- لكل لغة ليس آلة إيصال الأفكار المسموعة بل أقرب الى مايكون هو الخالق للأفكار، المبرمج والموجه للنشاط العقلي لأفراد المجموعة البشرية، لتحليل إنطباعاتهم ولتمثيل مفرداتهم الروحية"( ب. وورف. 1952 ص 5).

ترتبط لوحة العالم " بمجموعة من المفاهيم الأساسية المعبرة عن الإنسان ووجوده عن علاقته الجدلية بالمحيط والشروط الأهم لوجوده في هذا العالم" ( دور العامل الإنساني في اللغة 1988: ص 11). وتعرف الباحثة باستوفلوفا لوحة العالم بكونها " صورة العالم الأساسية الكونية الكامنة في رؤية الإنسان للعالم والممثلة للخصائص الجوهرية له الموجودة في فهم الناس تلك الصورة التي تتولد نتيجة لكامل النشاطات الروحية للإنسان.( المصدر السابق: ص 21). في حين تعتبر لوحة العالم " فئة معرفية" من قبل باحثين آخرين(ماركوفكين, ماركوفكينا 1997:49).

ولا يجب المطابقة بين لوحة العالم والفلسفة. فمهمة الفلسفة كانت دائماَ طرح التصورات المجردة والمثالية عن الإنسان والعالم. في حين أن لوحة العالم لا تنتج من التفلسف الواعي أو عن أيديولوجيا محددة. فهي" تنبثق في الأفعال المختلفة للإحساس بالعالم, والشعور به , وإستيعابه , وتقويمه, وإستبيانه"دور العامل الإنساني في اللغة 1988:ص 20). أي أنه حين يتم تشكيل لوحة العالم لا يشارك في العملية الوعي لوحده:" فأي وعي للعالم هو نوع من المعاناة المزوقة بالإنفعال"( المصدر نفسه).

بيد أن العلم المعاصر أثبت أنه إذا تعذر تحديد لوحة العالم- أي عن اية لوحة يجري الحديث- فإنه لا يمكن إعتبارها محددة بدقة من الناحية العلمية. وإنه لمن الضروري أخذ بنظر الإعتبار تواجد مصطلحين بشكل متزامن وهما " لوحة العالم" و" نموذج العالم". ويؤثر قسم من الباحثين المصطلح الأول بينما يعتبره البعض الآخر" ذا محتوى غير واضح المعالم وغير محدد من الناحية البنائية"( كاراؤولوف 1976:267). بيد أن لوحة العالم أصبح هو المطلح الذي يميل اليه الكثير من الباحثين السوفييت حتى الذين عارضوه في البداية( كاراؤولوف 1994: ص 217، كاراؤولوف 1989: ص5). وأنا أعتقد أن مصطلح لوحة العالم هو المصطلح المناسب لذلك النشاط اللساني الإبداعي غير الواعي، الحي والمتنوع كاللوحة، والذي يكون أخيراً اللوحة اللغوية للعالم. ويبدو موضوع اللوحة اللغوية للعالم وكأنه يحاول أن يمنح اللغة مكانها الصحيح الذي فقدته خلال العشرة آلاف سنة الأخيرة. فلا يضاهي اللغة كأداة للتفكير أي عنصر أخر كالموسيقى والتصوير فهي تقف بلا منازع لوحدها كأداة لعكس المشاعر والأفكار.

لقد أصبح من المهم رسم حدود كل من" اللوحة المفاهيمية للعالمConceptual worldview" و" اللوحة اللغوية للعالم". فالباحثة كوبرياكوفا تعتقد أن اللوحة المفاهيمية للعالم هي نظام مفاهيمي معين( مجموعة المعارف والتصورات عن العالم)، مادته هي المفاهيم والهيئات والتصورات والبنى المعروفة للنشاط والسلوك وماشابه( دور العامل الإنساني في اللغة 1988: 141). أما مصطلح اللوحة اللغوية للعالم فهو" ذلك الجزء من عالم المفاهيم لدى الإنسان الذي يملك " رابطة" باللغة يجري تحطيمها من قبل البنى اللغوية( المصدر ذاته: ص142). ويعتقد ماركوفكين أنه في اللوحة اللغوية للعالم يدخل ذلك الجزء من معرفة العالم الدي تلقننا إياه لغتنا الإم، لكن هذا الجزء" يعادل بكميته ونوعيته عدة أضعاف المعرفة التي نحصل عليها من كل المصادر الأخرى مجتمعة"- أي المعرفة التي نحملها بالفطرة عند الولادة والمعرفة العملية والتي تمنحها لنا النصوص والنشاط الفكري)( ماركوفكين، ماركوفكينا 1984: ص 51).

ولقد وجدت أنه من الضروري بمكان معرفة ما إذا كانت اللوحة اللغوية للعالم علمية أم ساذجة. ولا يقصد" بالساذجة" هنا المعنى السلبي للكلمة بل أن الساذج هنا يقابل العلمي، وبذا يراد به الشعبي أو العامي. فاللوحة العلمية للعالم هي نتيجة للوعي النظري الموجَه للعالم والذي يتصف بكونه "يبتعد بمسافة معينة عن الواقع" ( دور العامل الإنساني في اللغة 1988: ص 49)، وبكونه عام وتجريدي وصارم. وتشتمل اللوحة العلمية للعالم على مجموعة اللوحات الخاصة بمختلف العلوم. فهناك اللوحة الفيزياوية للعالم واللوحة البايولوجية للعالم ..الخ.
أما اللوحة الساذجة للعالم فهي بحسب أوفيمتسوفا" النظرة للعالم التي تسبق العلم". وتضيف" هي التصورات عن العالم المتشكلة بشكل عفوي والملتحمة مع الحياة العملية اليومية" ( دور العامل الإنساني في اللغة 1988: ص 117)." والمقصود بكونها ساذجة هو أنها في الكثير من التفاصيل الملموسة تختلف عن اللوحة العلمية للعالم"( أبرسيان 1995 أ: ص 350- 351) وبذا فإن اللوحة الساذجة للعالم لاتتراجع في تعقيدها أمام اللوحة العلمية للعالم بل" قد تتفوق عليها"( أبرسيان 1995 ب: 630).

والتفكير الساذج الذي وسم التفكير البشري لفترة طويلة وأرتبط بكون العلم كان حينها في مرحلة الطفولة, بدأ ينحسر بعد الأنقلابات العلمية والتقنية الكبرى منذ الإستكشافات الجغرافية وحتى عصر الكومبيوتر. بيد أن هنالك مفاهيم ساذجة لا زلنا نستخدمها حتى الآن رغم معرفتنا المطلقة بكونها ساذجة. فنحن نقول أحبك قلبي ونحن نعلم الآن أن القلب لا يملك علاقة بالمشاعر لا من قريب ولا من بعيد. كما أن أكبر عالم في الفيزياء يردد عبارة اللون الأسود وهو يعلم علم اليقين أن الأسود في الفيزياء هو غياب الألوان. ولا زلنا نقول شروق الشمس وغروبها ونحن نعلم أن الأرض هي التي تدور حول الشمس.

لكن الكثير من معاقل التفكير الساذج أحتلت من قبل التفكير العلمي منها المقاييس بمختلف أنواعها التي كانت مرتعاً للتفكير الساذج. فنحن لانقول مصاب بالحمى بل نحدد درجة الحرارة ولانقول مسافة طويلة بل نحددها بالأمتار أو الكيلومترات ولا نهدأ قبل أن نعرف مامدى قوة الهزة الأرضية على مقياس ريختر...الخ

وفي حين أن أسماء النباتات مثلاُ هي مصطلحات بايولوجية بيد أنها في الوقت نفسه كلمات تدخل ضمن الإستخدام اليومي. لكن ماأجريته من بحث حول موضوع أسماء النباتات أثبت أنه لا يوجد تطابق مطلق بين الأسماء العلمية للنباتات والأسماء المستخدمة في الكلام الدارج. وأنا أعتقد أن هذا الفرق ما هو ألا فرق بين اللوحة العلمية واللوحة الساذجة للعالم. ولذا فمن الصعوبة القبول بفكرة كون" اللوحة المفاهيمية واللوحة اللغوية للعالم متطابقتان تماماً"( دور العامل الإنساني في اللغة 1988: ص124). وليس عجيباً أن يواجه الباحث في موضوع أسماء النباتات مشاكل كبرى حين يحاول المطابقة بين الأسم العلمي والأسم المستخدم بين عامة الناس، أو حين يحاول مطابقة المكافئات المختلفة لأسماء النباتات في اللغات المختلفة. وفي الحقيقة فإن الأمر لا يعدو كونه فرق بين اللوحة اللغوية الساذجة والعلمية. فالمختصون في البايولوجيا في جميع أنحاء العالم لا يختلفون في أمر ما بشأن أسماء النباتات بل يرجعون دوماً الى الأسم اللاتيني الذي ينتمي الى اللوحة البايولوجية التي هي جزء من اللوحة العلمية للعالم.

ولقد عملت العالمة اوفيمتسوفا على مواد لفاينرايخ وفيلمور وإقترحت التفريق بين لوحة العالم ومخطط العالمmapping. والمفهوم الضمني لهذين المصطلحين كما أعتقد يكشف بشكل واضح الفرق في جوهريهما. فلوحة العالم تفترض النشاط اللساني الإبداعي وغياب الإنعكاس الكامل. ويعني الأمر حسب هذا أن" اللوحات تتعدد بقدر عدد الراصدين"( دور العامل الإنساني في اللغة 1988: ص 32). فنحن نتواجد في هذا العالم لكننا ننظر الى الأشياء ونحس بالظواهر كل من زاويته. ولذا فإن" لوحة العالم هي ليست صورة في المرآة بل هي دوماً نوع من التفسير"( دور العامل الإنساني في اللغة 1988 ص:29). لتوضيح الأمر أضرب مثلاً في كون الجحيم في الإسلام هو دائماً نار حارقة بينما الجحيم في الميثولوجيا الإسكندنافية قارس البرد. وصفات الجمال والحب التي يغدقها الغربي على كلبه تلاقي الإستهجان والغرابة لدى العربي.
تخطيط العالم هو خريطة وهو في الوقت نفسه إستنساخ دقيق، لا يسمح بالتفسيرات الذاتيه، المرتبطة بشكل عشوائي بالأصل. كما أنه في الوقت نفسه جاف غريب عن البدايات الإنفعالية وهو تعقيم للواقع من الفانتازيا من الشعر. اللوحة تكون بدون تلك البدايات الروحية الإنسانية ميتة. تكتب إحدى الباحثات بهذا الصدد" تثبَت اللغة في مضمون وحداتها وبمقادير متساوية كونها- أي المضامين- صفات إنعاكسية واقعية ( موضوعية) للأشياء الدينوتاتية وكونها صفات الأشياء التي تسجلها المخيلة الإبداعية"( فارينا 1976: 234).

والكلمة بصفتها الطريقة التي يتم من خلالها تخطيط العالم هي في تلك الحالة مجرد إشارة أو أتيكيت أوعلامة، في حين أن الكلمة بصفتها وحدة لوحة العالم هي إشارة خاصة تنبثق بشكل عشوائي و تلقائي لكنها تصبح الإشارة الأولى لفهم الشيء. وكما كتب هومبلت فإن " اللغات المختلفة هي ليست إختلافات في تسميات الشيْ ذاته بل هي رؤيات مختلفة لذلك الشيء"( هومبلت 1995: ص 348).

كل ماقيل للتو لايسمح لي بالموافقة على رأي العالمة أوفيمتسوفا بكون المفردات الأولية هي أقل المفردات مطابقة للوحة اللغوية للعالم. فهي تقول أن " ملاحظة المعنى المعجمي الذي يحمل بإلكاد صفات دينوتاتية فإن هذه الكلمات تقوم بدور تقني صرف في جانبها الدينوتاتي بحيث أنها لا تحمل أي شيْ جديد في النظرة الى العالم"( دور العامل الإنساني في اللغة 1988: ص 133).

بيد أن العالمة في الوقت نفسه تؤكد" أن المفردات الأساسية الخاصة بفئة معينة قد تختلف في مستوى التفاصيل في أطار الأشياء أوطبيعة الحالة التعليلية أو مستوى توزيع الكلمات الخاصة بتلك الفئة"( المصدر نفسه: ص 134). فحول كلمة "جمل" في العربية تنتشر شبكة من المفردات التي لا تجد لها مكافئاً في اللغة الروسية. بينمالاتمتلك الكلمة العربية " بتولا" حقلاً واسعاً من التداعيات قياساً للغنى الواسع بالكلمات المتعلقة بأسم هذه الشجرة في اللغة الروسية.
بيد أن أسباب تلك الظواهر قد لا تكون مباشرة. فقد كتب الباحث اللساني بانفيلوف " أن التسميات الخاصة بالزهور تغيب عن لغات الشعوب القاطنة في الشمال القصي، حيث لا توجد حاجة حياتية ملحة لها هناك"( بانفيلوف 1983: 38)، فغياب الكلمات لا يرتبط بغياب النباتات في تلك المناطق- فأسماء نباتات التايغا والتندرا ممنهجة في المعاجم الزراعية- بل يرتبط بعدم أهميتها في تلك الثقافة. وتبدو أسماء النباتات للوهلة الأولي وكأنها تناسب بشل مثالي مخطط العالم. فهي لاتملك تقريباً معان مجازية، كما أنهالاتتميز بوجود المترادفات ولا العبارات الإصطلاحية أو الظواهر اللغوية الأخرى المرتبطة باللوحة اللغوية للعالم. ولكن دراستي لأسماء النباتات في لغات مختلفة- الروسية والعربية والسويدية والإنجليزية- أثبت أن هنالك الكثير من النقاط تدحض هذه الفكرة، وأن فئة أسماء النباتات كقسم من المفردات الأساسية هي جزء لا يتجزء من اللوحة اللغوية للعالم.

لو راجعنا التسمية الطبيعية والأصطناعية لأسماء النباتات لوجدنا أن التسمية الطبيعية هي" عملية واعية خارجة عن السيطرة وغالباً خارج إرادة الشيء المرتبطة به"( كوبوجيفا, ص:6). ولقد كتب عالم اللسانيات الأمريكي أدوارد سيبر بخصوص التسميات " يعتمد غياب أو وجود أية مجموعة من المفاهيم على مدى إهتمام الناس بتلك المجموعة الموجودة في المحيط"( سيبر 1993:271). ثم يستطرد قائلاً" إن إهتمام المتكلمين بلغة معينة بخصائص العالم المحيط هوالذي يحدد النصاب اللغوي قبل كون تلك الخصائص موجودة أم لا. فالذي لايمارس علم النبات كمهنة ولا يهتم بالطب الشعبي يستطيع بإلكاد معرفة الأسماء التي لا تعد ولاتحصى لأنواع النباتات المختلفة المتواجدة في محيطه والتي يختصرها جميعاً بتسمية "أعشاب"( المصدر نفسه: ص273).

ومن الأمور التي تختلف فيها التسميات اللغوية عن المصطلحات العلمية هو أن التسميات اللغوية تتميز بتوسع الأكستنسيونال(شكل المعنى المعجمي أو المفهوم- س أ). وهنالك قانون يقول"يتناسب الأنتنسيونال( محتوى المعنى المعجمي أو المفهوم- س أ) تناسباً عكسياً مع الأكستنسيونال. فكلما كان الإنتنسيونال غنياً( المعنى، الأسماء) وكلما زادت الصفات التي يحملها كلما كان الأكستنسيونال فقيراً وكلما كانت الأشياء( الدينوتاتات) التي ترتبط به أقل والعكس صحيح"( نيكيتين 1997: ص 40). وهذا الأمر يجعل المصطلحات العلمية فقيرة بالأنتينسيونال وهذا أمر ليس بالغريب فالمصطلحات في علم اللغة تسمى بما وراء اللغة وهي تقترب كثيراً من كونها إشارة متميزة بذلك عن جميع فئات الكلمات، إذا إستثنينا الحالة الإشارية التي تتصف بها فئة كلمات الندبة والإستغاثة. ويرد في المعجم اللساني الموسوعي مايلي بخصوص المصطلحات العلمية" هي ليست مجرد قائمة بالمصطلحات بل نظام سيميوتيكي بمعنى آخر تعبير عن نظام محدد للمفاهيم، يعتبر بدوره إنعكاس لنظرة علمية معينة للعالم"( المعجم اللساني الموسوعي:ص 509), أي لوحة علمية معينة للعالم. وتنبثق المصطلحات في اللحظة التي تصل فيها العلوم أو الفنون أو التقنية الى مرحلة عالية من التطور تكفي لظهور المصطلحات. أي أن "المصطلح يظهر حين يكون مفهوم معين تطور وتشكل، بحيث يمكنه حيازة تعبير علمي كامل التحديد"( المصدر نفسه).

بيد إن الكثير من المصطلحات النباتية، بل وحتى اللآتينية، كانت في يوم ما كلمات عادية. فنبات الحوذانButter cub يسمى باللاتينية Ranunculus وتترجم الضفدع الصغير" وترتبط بكون هذا النبات يعيش في المستنقعات أي يعيش مع الضفادع"( القاموس النباتي: ص 260). ويكشف التصغير الذي حدث للكلمة أنها كانت يوماً ما أسم لزهرة عادية. قارن أيضاً" إسم نبات المستحية Impatiens noli tangere حيث يعني إسم الجنس" لا أتحمل" أما إسم النوع فيعني لا تلمسني"( القاموس النباتي: ص 380- 381).

تسمح لي مراجعة المادة الضخمة الخاصة بأسماء النباتات بالإستنتاج بأن الحقل الدلالي" النباتات" ليس منظما على أساس التصنيف النباتي العلمي.

فقد تكون التسميات العديدة في اللغة لاتعني علمياً سوى نوع واحد، كما قد تكون أسماء العديد من الأنواع المثبتة علمياً تختصر بإسم واحد في اللغة، والنقطة الثالثة هي أن التسميات المختلفة في اللغة قد تعني الشيء نفسه، أما النقطة الرابعة فهي أن الأسم العلمي قد يقابل إسمين أو أكثر في اللغة.

الموضوع الآخر المتعلق بهذا الأمر هو أن التصنيف العلمي للنباتات يعتمد بشكل عام التشابه بين أجزاء الزهرة كأساس للتصنيف. ولذا تجمع الكثير من النباتات تحت سقف عائلة واحدة. فحين تقول للإنسانم العادي أن البطاطا والباذنجان من عائلة واحدة يندهش. فهو يعتقد أن القرابة قد تقع بين البطاطا واللفت والجزر.

حين نبحث عن تعريف الزهرة في القواميس المختلفة سواء الروسية أو العربية نجد أنها تعرف دوماً بكونه" مجموعة أعضاء التناسل في باديات الزهر...."( المنجد في اللغة والأعلام: ص 308). أما معجم اللغة الروسية لمؤلفه أوزيجوف فيرد فيه التعريف التالي" في النباتات عضو التكاثر..."( معجم اللغة الروسية لأوزيجوف: ص904). وفي المعجم الحديث للغة السويدية تجد أن جزءاً من لعريف الزهرة يرد فيه كونها" مسؤولة عن التكاثر"( المعجم الحديث للغة السويدية 1999: 106). المثير للدهشة هو أنه من مجموع التداعيات التي ناهزت الألف على مفردة "زهرة" والتي أجريتها في أماكن مختلفة في روسيا والسويد لم أجد حتى تداعياً واحداً يتعلق بمسألة كون الزهرة عضو التناسل أو التكاثر.

من الأمور التي تنفي التطابق بين اللوحة العلمية والساذجة في موضوع أسماء النباتات هو مأستطيع أن أسميه الإنزياح الدلالي. فنحن في منطقة الأهوار نسمي السيسبان صفصاف ونسمي الصفصاف الغرب وبذا نحصل على ثلاثة أسماء في حين أن هنالك نباتان فقط. وهنا يحدث إنزياح دلالي أستطيع أن أضرب عليه أمثلة عديدة في اللغة الروسية، لكنه قد لا يثير حماساً لدى القاريْ العربي الذي لا يعرف شيئاً عن النباتات التي تنمو في روسيا. ويعلق على هذه الظاهرة الباحث جيرنيخ قائلاً" إن نقل المعنى من أسم شجرة الى أسم شجرة أخرى هي ظاهرة غير نادرة في تأريخ اللغة"( جيرنيخ 1: 333). والأمثلة كثيرة في هذا المجال الذي يقودنا ثانية الى المقارنة بين اللوحة العلمية والساذجة للعالم. هذه الأمور مجتمعة تجعل التطابق بين التصنيف العلمي النباتي والتسمية المتعارف عليها بين الناس شيء مستحيل.

الموضوع الآخر الذي يرتبط بشكل وثيق بموضوع موقع أسماء النباتات في اللوحة اللغوية للعالم هو مايسمى بمفهوم الهيئة الداخلية للكلمة و التعليلية. جرى تناول موضوع ظهور الكلمة أو تسمية الشيء حتى من قبل الفلاسفة اليونانيون وبشكل خاص إفلاطون. والأمر المعروف لدى الكثير هو مقولة الفيلسوف الألماني فيورباخ:" ماهي التسمية؟ هل هي علامة فارقة، أم صفة تجذب اليها النظر، تجعلني أعتبرها ممثلة للشيء، مشكلة لطبيعته، الى الدرجة التي تجعلها تمثله من خلالها بشكل شمولي"( العبارة مأخوذة من مدفيدوف1989:ص 86) وفي لسانيات القرن التاسع عشر تصدى ولهلم هومبولت للموضوع فكتب يقول" الكلمة ليست مكافئاً للشيء الذي تشعر به الحواس، بل معادلاً للكيفية التي جرت فيها إدراكه من خلال الفعل الكلامي الإبداعي في اللحظة الملموسة لإستنباط الكلمة"( هومبلت 1984: 103).
وقد طور هذا المفهوم العالم الروسي الكبير بوتبنيا في عمله" الفكر واللغة" حيث يقول" ليس من الصعب إستخراج من مجموعة الكلمات من أية لغة، بحيث أن الكلمة لا تعبر عن الفكرة بكاملها بل صفة واحدة من صفاتها<...>الهيئة الداخلية للكلمة هي العلاقة بين محتوى الفكرة والوعي، وهي تظهر كيف تعبر الأفكار الخاصة بشخص ما عن ذلك الشخص"( بوتبنيا 1992: ص 74).

وقد جرى طرح هذه الفكرة في اللسانيات المعاصرة. ففي المعجم المختصر للسانيات يرد التعريف التالي:" الهيئة الداخلية للكلمة هي الصفة الكامنة في أساس التسمية والتي تمثل القاعدة لخلق التعليلية في الكلمة المقصودة"( المعجم المختصر للمصطلحات اللسانية1976: 58). وهنا يجري ربط علاقة بين الهيئة الداخلية للكلمة والتعليلية.ولكي أوضح معنى التعليلية أضرب مثلاً في نبات" المستحية" التي يوحي إسمها بأن تلك النبتة تنكمش حين تلمسها. ولذا فإذا خلق لدينا الإسم إنطباعاً معيناً قلنا أن الإسم يحمل تعليلية. في حين أن مفردة مثل نخلة أو صفصاف أو سنديان لا تخلق أي إنطباع عن ماهية النبات ولذا تسمى كلمات غير تعليلية. وقد قال فيورباخ معبراً عن الموضوع بأن التعليلية هي رسم الفكرة بالكلمات.

ترتبط الهيئة الداخلية للكلمة بعملية التسمية. وكل كلمة في لحظة ظهورها هي تعليلية وهذه التعليلية تخلق إنطباعاً لدى المتكلمين بلغة معينة كونها هيئة داخلية حية للكلمة. بيد أن تلك التعليلية تختفي تدريجياً. فكلمة نخلة الأكدية الأصل كانت تحمل تعليلية في تلك اللغة لكنها فقدت تعليليتها بعد تلك الآلاف من السنين. وليس صحيح ما يورده الراز ي في كون إسم النخلة أخذ من كونها الشجرة المصطفاة فإسم النخلة هو ليس عربي أصلاً بل أن الكلمة مستعارة من اللغة الأكدية. وحين يجري إقحام الإيديولوجيا في الإيتمولوجي يحصل هذا الخلط. وهذا موضوع كبير يتعلق باللحمة التي لاتنفصم بين الإسلام كفكر واللغة العربية بحيث يصبح موضوع اللوحة اللغوية العربية للعالم موضوع فريد من نوعه بين جميع لغات العالم- إذا إستثنينا اللآتينية التي هي في كل الأحوال لغة ميته- يصعب بل يمنع فيه التمييز بين الغيبي والوضعي.

ويقدم كتاب التسمية اللغوية شرحاً مفصلاً لمسألة التعليلية كونها جزء من نظرية التسمية. ويفرق الكتاب بين التعليلية الصوتية الموجودة في الأفعال الصوتية مثل قهقه وتأتأ وأز وصر وغيرها وهذا ما لانصادفه في أسماء النباتات، والتعليلية الدلالية التي نحن بصددها ومثالها زهرة الجريس التي يوحي إسمها بأن شكلها يشبه الجرس الصغير.

و الذي يمثل أهمية بالنسبة لهذا الموضوع هو أن في أساس التسمية تكمن صفة واحدة." فحين يتعرف الإنسان على شيء أوظاهرة جديدة فإن من بين الكثير من الصفات التي يملكها هذا الشيء أو الظاهرة يختار صفة واحدة يعتقد أنها صفة تعطي الشيء سمته أو شخصيته لتسمية الشيء الجديد".( التسمية اللغوية: ص 160).

العوامل التي تؤثر على عملية إختيار الصفة المميزة تلك مختلفة: الخصائص الفيزياوية للشيء، علاقته بالأشياء الأخرى، علاقة مادة الإفهام به. كما أن هنالك خصائص شخصية لدى القائم بفعل التسمية منها: توفر " خبرة معينة ورد فعل أو تداع أو تحفز وتطور مستوى الفطنة والإهتمام بالشيء" لدى القائم بالتسمية.( المصدر نفسه: ص 168).

ومن خلال دراستي لأسماء النباتات إكتشفت أن التعليلية هي من خواص أسماء الزهور بينما الأعم الأغلب من أسماء الأشجار هو غير تعليلي. وهذا الأمر ينطبق على اللغات الأربعة التي قارنتها. والسبب كما أعتقد هو أن أسماء الأشجار كانت موجودة منذ الوف السنين وهي أعطيت تسميات قبل زمن طويل قد يصل الى عشرات الآلاف من السنين لكونها تدخل في الأستخدام اليومي لإنتاج الثمار وللبناء وللحصول على الحطب وتدخل كذلك في الطقوس والإحتفالات والثقافة والكثير غير ذلك. في حين إن دخول الزهور الى الحياة العامة للناس حدث بتأثير الثقافة الفرنسية ، أما قبل ذلك فقد إقتصر على دورها في الطب الشعبي. ولذا فإن التعليلية في أكثر تلك التسميات لا زالت موجودة. يقول أدوارد سيبر أنه " من خلال كون الوحدة المعجمية تملك أو لا تملك طبيعة شفافة ( أي تعليلية- س أ) يمكن الحكم، وعلى أسس معروفة، على الوقت الذي ظهر فيه المفهوم في اللغة"( سيبر 1993: ص274).

وتقل التعليلية في أسماء الزهور في اللغة العربية الفصحى وقسم من التعليل هو ترجمة لأسماء تعليلية بالأنجليزية مثل رجل الغراب أو زنبق الوادي أو اللبلاب التي هي تحوير صوتي لكلمة اللفلاف أي الذي يلتف، وهي أيضا بالمناسبة تملك المقابل ذاته باللاتينية. بينما تزداد التعليلية في اللهجة وتنحى منحى عشوائياً يتراوح بين التسميات المتعلقة بالطب الشعبي مثل حشيشة السعال وبقلة الرئة، أو التسميات المتعلقة باالثقافة الهابطة مثل آذان الفار، كما تجد في كل بلد إسمه الخاص به أو قد يوجد أكثر من إسم في البلد الواحد. وكما أعتقد فأن اللغة العربية بطبيعتها تفتقر في البداية الى أسماء الزهور أو النباتات غير الصحراوية ولذا فقد إستعارت الكثير من الكلمات في هذا المجال من اللغات الأخرى وبالدرجة الرئيسة من لغات بلاد الرافدين وبلاد الشام واليمن واللغة الفارسية. وهذا الأمر هو السبب في قلة التعليلية في أسماء النباتات ، والزهور بالذات، في العربية الفصحى في حين تطغى التعليلية على أسماء النباتات في اللهجات العربية المختلفة. ويوجد منحى مشابه في اللغة الروسية التي إستعارت الكثير من أسماء الزهور من اللغات الأوربية وبالذات اللغة الفرنسية، مما جعل تسميات الزهور غير تعليلية في الروسية الفصحى كما تعددت أسماء النبات الواحد في اللهجات الروسية المختلفة التي تميزت بوجودالتعليلية العالية فيها.

يقول الباحث كياك" التعليلية هي ذلك الكم المعلوماتي المخزون في الهيئة الداخلية للكلمة الذي وجد إنعكاسه فيما يقابله من معنى للوحدة المعجمية"( كياك 1989: 103). وتستمد تلك المعلومات أصولها من تفكير شعب معين وتنعكس في لغته. ولذا فإن التعليلية هي إنعكاس كامل للوعي الجماعي للأثنوس. هذه المجموعة المتقدمة من النقاط تثبت أن مجموعة أسماء النباتات كجزء من المفردات الأساسية هي في تنوع وحركة دائمة تتغير بتغير الظروف ولاتنتمي الى عالم اللوحة العلمية البايولجية للعالم بل تشكل جزءاً مهماً من اللوحة اللغوية للعالم.

بيد أن دراسة اللوحة اللغوية الروسية للعالم هي أقل تعقيداً بكثير من دراسة اللوحة اللغوية العربية للعالم التي تتقاطع وتلتحم في الكثير من الأماكن مع اللوحة الدينية للعالم. ودراسة تلك الظاهرة لا تخلو من التعقيد وتتطلب معرفة في علوم مختلفة ومتباعدة يحتاج الإلمام بها الى زمن طويل وقد تتطلب ليس بحثاً واحداً بل مجموعة من البحوث تقوم بها مجموعة عمل ذات إختصاصات مختلفة.


المصادر:
1- أبرسيان 1995أ – أبرسيان يو دي صورة الإنسان في معطيات اللغة: محاولة تحليل نظامي. أبرسيان يو دي. الأعمال المختارة. الوصف التكاملي للغة واللكسيكوجرافيا النظامية. – موسكو 1995.( بالروسية).
2- أبرسيان 1995ب – أبرسيان يو دي الديكسيس في علم المعاجم والنحو واللوحة الساذجة للعالم- المصدر نفسه.
3- آينشتاين1967- البرت آينشتاين لوحتي للعالم- ستوكهولم( مترجم الى السويدية)
4- بانفيلوف 1983 – بانفيلوف ف ز الجوانب المعرفية للمسائل الفلسفية في فقه اللغة. موسكو1983. ( بالروسية).

5- بروتيان 1973 – بروتيان جي أي اللغة ونموذج العالم. مجلة العلوم الفلسفية. 1973 العدد الأول.( بالروسية).
6 – بوتبنيا 1993- بوتبنيا أ أ الفكر واللغة. كييف 1992. ( بالروسية).
7- التسمية اللغوية 1977- التسمية اللغوية ( المسائل العامة). بإشراف أ أ أوفيمتسوفا و ب أ سريبرينيكوف. موسكو 1977.( بالروسية).

8 – دور العامل الإنساني في اللغة 1988 – دور العامل الإنساني في اللغة. اللغة ولوحة العالم. بإشراف ب أ سريبرينيكوف. موسكو 1988. ( بالروسية).
9 - سيبر - 1993 – سيبر أدوارد اللغة والمحيط. سيبر أ المؤلفات المختارة في فقه اللغة والكلتورولوجيا. موسكو 1993. ( مترجم الى الروسية).
10- سيبر 1931- أدوارد سيبر الفئات المفاهيمية في اللغات البدائية المجلد 47 ( بالإنجليزية).
11– كاراؤولوف – 1976 – كاراؤولوف يو أن الإيديوجرافيا العامة والروسية. موسكو 1976. ( بالروسية)
12 – كاراؤولوف 1994 ب – كاراؤولوف يو أن قاموس التداعيات الروسي كمصدر لساني جديد ووسيلة لتحليل المقدرة اللغوية. قاموس التداعيات الروسي. تعقيب على الجزء الأول. موسكو 1994. ( بالروسية).
13- كاسيرر 1945- آرنست كاسيرر البنيوية في اللسانيات الحديثة " وورد") ( بالإنجليزية).
14- كياك 1989 – كياك تي أر حول أنواع التعليلات في الوحدات المعجمية. مجلة القضايا اللسانية. 1989 عدد 1.( بالروسية).
15 – كوبوجيفا 1985 – كوبوجيفا ف ف العلاقة المتبادلة بين التسممية الطبيعية والإصطناعية: مادة أسماء النباتات. ملخص أطروحة دكتوراه. تومسك 1985. ( بالروسية).

16 – فارينا 1976 – فارينا أف جي الدلالة المعجمية والهيئة الداخلية للوحدة المعجمية. مجموعة مقالات حول أسس وطرق البحوث الدلالية. المحرر المسؤول أف أن يارتسيفا. موسكو 1976.( بالروسية).
17- لوحة العالم في العلوم الطبيعية 1987- مجموعة من المؤلفين- ستوكهولم( بالسويدية).
18 – ماركوفكين1997 – ماركوفكين ف ف و ماركوفكينا أ ب الأغنونيمات الروسية( الكلمات التي لا نعرفها). موسكو 1997. ( بالروسية).
19 – ماركوفكين 1984– ماركوفكينا ف ف الأساس المعجمي للغة الروسية. موسكو 1984. ( بالروسية).
20 – معجم اللغة الروسية 1992 لأوزيجوف موسكو 1992.
21- المعجم الحديث للغة السويدية ستوره آلين جوتنبيرج 1999( بالسويدية).
22- المعجم المختصر للمصطلحات اللسانية1976. موسكو( بالروسية).
23 –المنجد في اللغة والأعلام 1986.
24 – المورد. قاموس إنجليزي عربي. 1985
25- هومبولت 1984 – هوبلت فلهلم فون حول الفروق البنائية في اللغات الإنسانية وتأثيرها على التطور الروحي للإنسان. هوبولت فلهلم فون الأعمال المختارة في فقه اللغة. موسكو 1984. ( مترجم الى الروسية).
26 – هومبولدت 1985- هومبولدت فلهلم فون اللغة وفلسفة الثقافة. موسكو 1985. ( مترجم الى الروسية).
27- وورف1952 بنجامين وورف المجموعة الكاملة للبحوث حول ماوراء اللسانيات).( بالإنجليزية)



*د. سعيد الجعفر باحث ومترجم وشاعر عراقي يقيم في السويد


التعليقات