ثلاّجة/ أحمد فوزي أبو بكر

ثلاّجة/ أحمد فوزي أبو بكر
ذابَتْ مِنْ قَطْعِ التيّارْ
غارَ اللّوْنُ الأبْيَضُ فيها
خَسَّتْ من رفْعِ الأسعارْ
غَصّت بفواتير الدّفعْ
صارت تتعرّى الثلاّجةُ من أدبٍ ووقار
تُدْمِنُ بَعْضَ دواءِ صُداعٍ في أدراجِ البيضْ
وَزُجاجاتِ الماءِ خَيارٌ عبثيٌّ للأيضْ
والحِمْيَةُ تَنْهشُ بَحَشاها في ليلٍ ونهارْ
كانت تهزأُ باستهتارْ
من برّاد الجار
كانت يوماً ما متخمةً
من لحمٍ,وخضار
كانت يوماً ما مفخرةً
لِسُراةِ التَجّارْ
بطنينٍ كالنحلةِ
مرتطمٍ بِجِدار
ببرودةِ أعصابٍ
وصفاقةِ أبوابٍ
وتجافي أحبابٍ
وحشامةِ أزرارْ
مغلقةٌ دوماً تحسبها قد فاضت أسرارْ
وهِنَتْ \ضَعِفَتْ\خَرُفَتْ\مالَتْ
وأتخذتْ متّكأً رثّاً
من أشلاءِ إطارْ
كانَ لصورةِ عُرْسِ الصّاحبِ
في أجملِ تذكارْ
والصّاحب إذ يجلسُ سئماً
ينفث أنفاساً من نار
من آخر سيجارة غمٍّ
يَمْعَكُها تحتَ البسطار
والرُّزْنامةُ مذ سنتينِ معلَّقةٌ في صدرِ المطبخِ
أمست مارِكةً وشعار
غيرَ هواءٍ رطبٍٍ ينعشُ من لَهَبِ الأجواءْ
لم تُضْمِرْ فيها أشياء
لكن ما من عملٍ ينقذُ
(بعدَ نفاذِ المهلةِ شهراً)
من قطع التيّار
يعلو جبهتها الإنذارْ
الاّ أنّ الأملَ يدقُّ فباتت يحدوها الإصرارْ
في أن تكملَ ما أبقتْ
من وَعَثِ الْمشوار
ahfabo@hotmail.com

.

التعليقات