كاتب أميركي يستبعد دولة فلسطينية وسط عنصرية إسرائيل

-

كاتب أميركي يستبعد دولة فلسطينية وسط عنصرية إسرائيل
استبعد كاتب أميركي قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية معتبرا أنها جزيرة صغيرة غير قابلة للحياة في محيط هيمنة إسرائيل التي تمارس تمييزا عنصريا ضد الفلسطينيين على حد قوله.

وقال نيكولاس غويات أستاذ التاريخ بجامعة برنستون أقدم الجامعات الأميركية إن دولة فلسطينية تضم حوالي نصف الضفة الغربية من الصعب أن تكون كيانا قابلا للحياة أو النمو. ووفقا لأوسلو فإن نية إسرائيل هي الانسحاب من الاراضي المكتظة بالفلسطينيين فقط والاحتفاظ بالأراضي الباقية.

جزيرة في بحر

وفي كتابه "غياب السلام.. محاولة لفهم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" أوضح غويات أن أي "دولة فلسطينية مستقبلية ستكون أشبه بمجموعة جزر في بحر الهيمنة الإسرائيلية" مشيرا إلى أن اتفاق أوسلو عام 1993 "ليس حلا بقدر ما يبدو سببا لكثير من المشكلات".

ولفت إلى أنه بالرغم من أن أوسلو كانت قائمة على مبدأ أن الأرض التي استولت عليها إسرائيل في حرب الأيام الستة في 1967 سوف تعود للسيادة الفلسطينية فإن موضوع مساحة الأراضي التي ستعاد لم يحسم بالشكل الصحيح.

وشدد على أن وضع الفلسطينيين "كشعب محتل في ظل القانون الدولي والذي دعمه العديد من قرارات مجلس الأمن جعل مسؤوليات إسرائيل واضحة وهي الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967".

وأضاف بأن مخطط إسرائيل يتم تنفيذه تحت راية عملية السلام حيث عرض على الفلسطينيين حكم ذاتي على جزء من أراضيهم في مقابل الاعتراف بضم إسرائيل لمعظم الأراضي والسيطرة عليها.


أوسلو ليس حلا

وأكد الكاتب الأميركي على أن أوسلو لم تكن اتفاق شركاء متساوين من أجل مزايا متبادلة وإنما هي خطة لصالح إسرائيل تماما سوف "تطهر" معظم الضفة الغربية من الفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن توسع مجال نظامها العنصري".

وانتقد غويات أيضا غفلة القيادة الفلسطينية التي انبهرت بالمظاهر الزخرفية للدولة الموعودة من علم ونشيد وطني وسلطة وطنية وغفلت إلى أن إسرائيل تحتل قلب أراضيها وتقرر مصير شعبها بالكامل.

وأشار إلى أن اسحاق رابين الذي يعد الآن "شهيد السلام" لم يصنع شيئا للسلام بل شارك في حملات 1948 و1949 و1967 فطهر المناطق العربية في اللد والرملة من حوالي 50 ألف من الفلسطينيين المدنيين.

كما أوضح غويات بأنه من الصعب اعتبار رابين حمامة سلام فمنذ بداياته لم يمد يده نحو الفلسطينيين إلا ليدفعهم خارج أرضهم وكان على استعداد لاستخدام أي وسيلة لتقوية قبضة إسرائيل على مكاسبها في 1949 وعلى الأراضي الإضافية التي استولت عليها في 1967.

وأضاف بأن القول إن الإرهاب الفلسطيني كان سببا في تدمير عملية السلام، تجاهل لحقيقة أن أغلبية الفلسطينيين الساحقة صوتت لأحزاب تدعم التفاوض الذي لا يعرف العنف.

وحمل غلاف الكتاب الأخير تعليقا للمفكر الأميركي البارز نعوم تشومسكي أحد المعارضين للسياسة الأميركية والإسرائيلية يقول فيه "إن دراسة غويات تصحيح فهم لعملية السلام في الشرق الأوسط التي تعرضت لسوء فهم كبير له عواقبه الوخيمة، وتساعد على ظهور وجهة نظر جديدة لا سبيل إلى تجنبها لو أننا نريد بالفعل أن نتفادى سوء المصير وأن نحقق قدرا من السلام العادل.

أما في مقدمة الكتاب فنوه غويات إلى أن عمله الأكاديمي في جامعتي كمبردج وبرنستون لاعلاقة له بالمادة التي يناقشها وبالتالي لا يمكن اعتبار المؤسستين المذكورتين مسؤولتين عن أي تبعات لذلك!.

التعليقات