شفاعمرو: براءة الشاعر فنانة واعدة تطمح للنجومية

تشارك الفنانة التشكيلية براءة الشاعر من مدينة شفاعمرو في معرض "غربة" ضمن آذار الثقافة في دار الثقافة بشفاعمرو، وهي طالبة في مجال الفنون التشكيلية في جامعة حيفا لا تخفي نواياها ببلوغ القمة،

شفاعمرو: براءة الشاعر فنانة واعدة تطمح للنجومية

براءة الشاعر فنانة واعدة تطمح للنجومية

تشارك الفنانة التشكيلية براءة الشاعر من مدينة شفاعمرو في معرض 'غربة' ضمن آذار الثقافة في دار الثقافة بشفاعمرو، وهي طالبة في مجال الفنون التشكيلية في جامعة حيفا لا تخفي نواياها ببلوغ القمة، تحمل من خلال فنها هم الشابة بشكل عام والفتاة العربية بشكل خاص.

تضعنا براءة من خلال أعمالها الفنية أمام العديد من التساؤلات على المستوى الإنساني والاجتماعي والأخلاقي، تحمل جميع لوحاتها ذات التسمية 'بدون عنوان'، تتميز سلسلة لوحات الطفولة بمرح الألوان وبفرشاة حرة، تتصدر اللوحات شخصية طفولة مليئة بالثقة بالنفس فيها من الشقاوة والبراءة العفوية والخجل والتمرد، أما السلسلة الثانية فهي لمرحلة الشباب (الحاضر)، أول لوحة هي لفتاة تظهر بنصف جسدها العلوي تتلفع بحجاب ثلثه الأمامي أحمر قرمزي وثلثه الثاني أبيض بتأثير إضاءة شديدة تأتيه من الجهة اليمنى، فيما تحمل إحدى اللوحات صورة لمعالم وجه فتاة واضحا أنها براءة ذاتها.

 

جائزة الفن من جامعة حيفا

وأشارت براءة لــ 'عرب48' إلى أن بدايتها مع الفن التشكيلي كانت قبل 5 أعوام والتحقت بجامعة حيفا لدراسة اللقب الأول في مجال الفنون، وحصلت على الجائزة الأولى ضمن مسابقة فنية شارك بها سبعة طلاب فنون من جامعة حيفا، وتم اختيار مجموعة الأعمال الخاصة بها الأجمل والأكثر تأثيرا، ومشاركتها ضمن معرض 'غربة' في شفاعمرو هي للمرة الثانية في مسيرتها الفنية، وقالت: 'فكرت كثيرا أن أتوقف عن الرسم، ولكن من خلال لوحاتي أشعر بأني أحمل هّم ومسؤولية الكثيرين الذين لا يمكنهم تحقيق أحلامهم، وقد تنطق لوحاتي بأحلامهم فتتحقق يوما ما'.

لوحات تحمل غربة إمرأة في مجتمع قامع

وعن علاقة اللوحات بمفهوم الغربة ذكرت الفنانة براءة بأن 'الغربة كمفهوم قد تختلف بين وجهة نظر وأخرى إلا أنها ترى بالمرأة العربية تعيش غربة روحانية وذاتية في مجتمع يقمعها ويمارس سياسة الكبت ضدها، فقد يكون الفن متنفسا من خلاله تطلق المرأة عنان الفكر والمشاعر لتخطه تعبيرا فنيا على لوحة أو قطعة قماش'.

وعن اللوحات الخاصة بالفنانة براءة قالت: 'تجمع اللوحات أرشيف صوري منذ أن كنت طفلة إلى مرحلة شبابي، وقد أكون استغليت صوري لأنقل مشاعر كثيرة قد تكون لأشخاص مختلفة من خلال صوري، وأثارت لوحة لفتاة تلبس الحجاب الكثير من الإعجاب لكل من شاهدها، تلك اللوحة بدأت بها وقبل أن أنهي رسم العينين توقفت واستكفيت برسم عين واحدة، وشعرت بأن الصورة تكمل بالمعنى والتعبير بهذا النقص الذي يسكن وجه الفتاة في اللوحة، فهي كاملة بنقص الملامح فيها'.

المستقبل هو ولادة لوحات جديدة

تركز براءة بأعمالها الفنية على رسم الوجوه اعتمادا على أن الوجه يحمل التعابير الإنسانية من غضب وفرح وحزن، وكأن الوجه هو سلاح تستخدمه الفنانة لتنقل مشاعر عامة، وعن الرؤيا المستقبلية لها ذكرت: 'لا يمكن أن أتنبأ بالمستقبل، لكني سأواصل الرسم والفن، ولن أتخلى عن لوحاتي بل سأبدع بلوحات جديدة'.

وختمت براءة حديثها قائلة إن 'الفن هو مصيري، هذا ما قاله له محاضري الجامعي وقد صدق، فأرى بأن الفن قدري الذي اختارني وأتى نحوي، ولن أرده ولن أتخلى عنه، وأنا سعيدة بهذا المصير، متمسكة بهذا القدر الذي منحنى متسعا من الأمل والإيمان بأن الفن هو لغة لا يتقنها إلا المبدع، ومن خلالها تصل رسائل تجريدية كثيرة ورسائل واضحة أكثر'.

سلسلة لا نهائية من الوجود البشري الحضاري والثقافي والديني

وقال الفنان الشفاعمري أسد عز حول أعمال الفنانة براءة الشاعر إن 'براءة تدرك أنها حلقة في سلسلة لا نهائية من الوجود البشري الحضاري والثقافي والديني، كما تدرك أيضا أنها تعايش فترة تتجاهل الماضي وتساوم على القيم مقابل المال والجاه، لكنها ترفض الانجرار وراء التيار، فتختار الأصعب والأجدى، فترسم تلك التعابير الهلعة أحيانا والمشوهة أحيانا أخرى، لوحاتها تعبر عن ظرف نسائي مجروح، متألم ومعذب، يمكن لأي إنسان مستضعف أن يحل مكانها'.

التعليقات