فوز الروائيّ قرنح بنوبل للآداب يكشف عن "تقصير الترجمة إلى العربية"

أثار فوز الروائي التنزاني ذو الأصول العربيّة عبد الرزاق قرنح، بجائزة نوبل للآداب، أمس الخميس، تساؤولات بشأن حقل الترجمة إلى اللغة العربية بشكل عام، وعن المعايير التي تتّبعها دور نشر في ما يتعلّق بالنشر بالعربية.

فوز الروائيّ قرنح بنوبل للآداب يكشف عن

الروائي قرنح (أ ب)

أثار فوز الروائيّ التنزانيّ ذو الأصول العربيّة عبد الرزاق قرنح، بجائزة نوبل للآداب، أمس الخميس، تساؤولات بشأن حقل الترجمة إلى اللغة العربية بشكل عام، وعن المعايير التي تتّبعها دور نشر في ما يتعلّق بالنشر بالعربية.

ووصف الكاتب والصحافيّ الأردنيّ، معن البياري، قرنح في مقال نُشِر عبر موقع صحيفة "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، بأنه "وديعة زنجبارية في ثقافة الغرب"، منوّها إلى أنه "مسلم، عربي إلى حدّ ما، فهو من أبٍ يمنيٍّ من حضرموت ’اسمه سالم’ وأمه تنزانية، و’هناك من ذكر أنها أيضا حضرمية’، ولمّا ولد في زنجبار وعاش فيها طفولته وبعض شبابه الأول، فإنه يكون زنجباريا".

وأشار البياري إلى أنه "يحسُن بنا (كعرب) أن نكون معنيين بموضوعات نصوصه (للروائي قرنح) ومشاغلها".

وعلّل بياري ذلك، بأن نصوص قرنح، الكاتب الأفريقيّ الأول الذي ينال نوبل للآداب منذ عام 2003؛ "تتعلّق، خصوصا وغالبا، بالهويّات المركّبة والاضطهاد والعبودية والمنفى والذاكرة"، لافتا إلى أن الروائي "متعاطفٌ مع فلسطين التي زارها في نشاط ثقافي محترم".

وذكر أنه "يخصّنا، نحن العرب، في أمر الكاتب الذي دخل نادي ’نوبل’ أمس، أن أيا من رواياته غير مترجمةٍ إلى العربية، وكلها بالإنجليزية، فيما كثيرون من أبطالها وشخصياتها عرب، وأسماؤهم عربية".

"تقصير الترجمة إلى العربية"... هذا لا يحصل للمرة الأولى

أما في ما يخصّ عدم انجذاب دور النشر العربية والمترجمين للعربية، إلى قرنح قبل أن يُتوَّج بالجائزة، قال بياري، إن "التفسير الأكثر وجاهةً للمسألة عدم انجذاب الناشر العربي ومعه المترجم العربي، إلى هذا الرجل، أنه زاهدٌ عن الإعلام وميديا التسويق".

بدوره، شدّد الشاعر السوري، بشير البكر، عبر منشور في موقع "فيسبوك"، أن "حصول الكاتب عبد الرزاق قرنح على جائزة نوبل للآداب كشف عن تقصير الترجمة إلى العربية والإعلام الثقافي العربي".

وقال البكر: "رغم أنه كاتب معروف في بريطانيا وعلى صلة بقضايا العرب، فلم تُترجِم له دور النشر العربية، ولم تتناوله الصحافة الثقافية العربية قبل ذلك".

وشدّد على أن "هذا لا يحصل للمرة الأولى، بل عدة مرات مع كتاب آخرين"، مضيفا: "من المفروض أن واحدةً من مهمات الترجمة، (هي) اكتشاف الكتّاب المهمين وتقديمهم للقراء، والأمر ذاته بالنسبة للصحافة الثقافية".

الروائي قرنح (أ ب)

وقال البكر إنّ "ما يحصل هو الترجمة للكتاب الذين يحظون بقدر كبير من الإعلام، أي العمل بحسب قانون السوق".

وفي المنشور ذاته، أشار البكر إلى أن "لجنة نوبل لا تخضع لضغوطات لوبيات الأسواق والإعلام، وتمنح الجائزة لكاتب خارج حسابات ’البزنس’..."، مضيفا: "على المرشحين الأبديين أن ينسوا هذه الجائزة" في إشارة إلى أنهم لن يحظوا بها وفق ما يرى.

وكان قرنح قد قال في مقابلة أُجريت معه في فرانكفورت سنة 2016: "أريد بكل بساطة أن أكتب بطريقة تكون أقرب ما يكون إلى الحقيقة وأن أقول ’ما فيه نُبل‘". وجرنة هو أول كاتب أفريقي ينال نوبل الآداب منذ 2003.

وقد ظن الأمر "مزحة" عندما أبلغ بفوزه بالجائزة. وفي مقابلة مع مؤسسة نوبل، دعا أوروبا إلى اعتبار اللاجئين الوافدين إليها من أفريقيا بمثابة ثروة، مشددا على أن هؤلاء "لا يأتون فارغي الأيدي".

ولجأ قرنح المولود في زنجبار، الأرخبيل الواقع قبالة سواحل أفريقيا الشرقية وبات جزءا من تنزانيا، إلى بريطانيا في نهاية الستينيات بعد بضع سنوات من الاستقلال في وقت كان العرب في المنطقة يتعرضون للاضطهاد. ولم يتسن له أن يعود إلى زنجبار سوى في 1984.

وفي مقال نشرته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية سنة 2004، كشف عبد الرزاق قرنح أنه بدأ يكتب في الحادية والعشرين من العمر، بعد بضع سنوات من استقراره في بريطانيا.

كما ذكر أنه وقع في شباك الكتابة، بحسب تعبيره، من دون أن يكون قد خطّط لذلك، مضيفا: "بدأت أكتب بلامبالاة وبشيء من الخوف من دون أي تصوّر مدفوعا برغبة في الإفصاح عن المزيد".

ونشر قرنح منذ علم 1987 عشر روايات، فضلا عن قصص قصيرة. وهو يكتب بالإنجليزية حتى لو كانت السواحلية لغته الأم.

التعليقات