06/06/2010 - 22:58

مقابلة صحفيّة مع الإعلاميّة الفلسطينيّة أماني عوّاد " عضوة الفرقة العربية للأناشيد الوطنية " .

مقابلة صحفيّة مع الإعلاميّة الفلسطينيّة أماني عوّاد
س ( 1 ) : انضممتِ للفرقة العربية منذ عدّة أشهر وشاركت في الحفل الذي أحيتْهُ بالدوحة في 30/4 الماضي , حدثينا عن الفرقة وأهدافها وفعالياتها ؟

ج ( 1 ) : تمّ تأسيس الفرقة العربية للأناشيد الوطنية في قطر عام 2007 , بهدف الحفاظ على تراثنا العربي الكبير من الأناشيد الوطنية , وقد تجمّع أعضاؤها كفرقة من الهواة بأعمار امتدت بين سن العاشرة إلى سن السبعين , وشملت أطباء ومهندسين وصيادلة وأساتذة وطلاباً , في محاولة جادّة لنشر هذا العمل التطوعي النبيل , ودعم الشعور الوطني وروح الانتماء العربي . أحيت الفرقة العربية عدة فعاليات في قطر آخرها الحفل الذي أقامته في إطار الدوحة عاصمة الثقافة العربية , تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون والتراث

س ( 2 ) : ضعينا في أجواء البروفات والاستعداد للحفلات وهل كانت لكم مشاركات خارج قطر ؟

ج( 2 ) : لم تشارك الفرقة حتى الآن في حفلات خارج قطر , فعدد أعضائها يتجاوز الأربعين , وهم متطوعون وأغلبهم مرتبطون بوظائف مما يتطلب درجة عالية من التنسيق والترتيب المسبق , لكن الأمر يعود في النهاية إلى مدير الفرقة الأستاذ عامر شيخوني وأعضاء الفرقة , أما بالنسبة للبروفات فنحن نلتقي مساء كلّ جمعة في نادي الجسرة الثقافي الذي يمنحنا فضاء للتواصل الإنساني والفني , فنتدرب على أداء الأناشيد الوطنية ونستمع إلى توجيهات المايسترو " شادي فوزي" وعازف الغيتار " محمد الاسكندراني " , الفرقة العربية تشارك في المناسبات التي تحتضنها الدوحة , وبالعادة تكون حفلة واحدة في السّنة أو إثنتيْن على الأكثر .

س ( 3 ) : ماذا أضافت لك الفرقة على الصعيد الشخصي ؟

ج ( 3 ) : أنعُم بالدفء الأسري في كنف عائلتي الكبيرة , التي يرتبط أفرادها بعلاقات إنسانية حميميّة تُلغي الفواصل وتقرب المسافات بيننا كجاليات عربية , لا أنكر أن لي طموحاً شخصياً كبيراً , لكنّ الفرقة العربية تعمق لدينا قيمة العمل الجماعي وإنكار الذات لتحقيق هدف كبير ورسالة سامية عنوانها الارتقاء بوعي الإنسان العربي وحماية ثقافته وموروثه الوطني والاجتماعي من خلال الغناء الجادّ والأداء الملتزم .

س ( 4 ) : ألقت الفرقة العربية الضوء على الأخوين فليفل اللذين ارتبط اسمهما بالأناشيد الوطنية والقومية , ما أهمية معرفة هذه الرموز الفنية التي لا يعرفها الجيل الجديد ؟

ج ( 4 ) : واكبت ألحان الأخوين فليفل مراحل سياسية هامة في تاريخ منطقتنا العربية , فبعد مؤتمر سايكس بيكو ازداد تململ العرب في بلاد الشام والعراق من الاحتلال , وعمّت المظاهرات الوطنية الشوارع العربية مطالبة بالاستقلال , وفي هذا الجو السياسي المشحون بالغضب وأمام حالة الغليان هذه , وجد الأخوان فليفل نفسيْهما مطالبيْن بضخ المزيد من الألحان الوطنية التي كانت صرخة مدوية تدعو للتحرر من الانتداب والاستعمار , فحررت العرب من عقدة الخوف ووحدت مشاعرهم الوطنية والقومية , حتى بات نشيد موطني وكأنه نشيد الأمة بأسرها يُغنّيه الشباب في لبنان فيتردد صداه في سوريا والعراق وفلسطين .

س ( 5 ) : توحّدت الكلمة مع ألحان الأخوين فليفل في لوحة أدبيّة فنية فريدة , ما أشهر ألحانهما ؟

ج ( 5 ) : نشيد موطني للشاعر الفلسطيني الكبير "إبراهيم طوقان" , ونشيده الآخر " وطني أنت لي " , وقصيدة " في سبيل المجد " لعمر أبو ريشة , و " نحن الشباب " لبشارة الخوري . كما غنى العرب من المحيط إلى الخليج من ألحانهما ومن شعر فخري البارودي : بلاد العرب أوطاني/ من الشام لبغدان ... ورصيد الأخوين فليفل الموسيقيّ ثريّ وكبير .

س ( 6 ) : ما أحبّ الأغاني الوطنية إلى قلبك ؟

ج ( 6 ) الأرض بتتكلّم عربي من كلمات فؤاد حدّاد وألحان سيّد مكاوي ,,, أغاني وألحان مارسيل خليفة خاصّة أغنية : وقّفوني عالحدود " , وأغنية : إشهد يا عالم عليّنا وعا بيروت لفرقة العاشقين .

س ( 7 ) : قلت بأن لك طموحاً شخصياً كبيراً , هل تنوين التحول من عالم الإعلام إلى الفن ؟

ج ( 7 ) : أجد نفسي أكثر في عالم الإعلام , الغناء يسكن روحي منذ الطفولة وقد نشأت على أنغام العندليب الأسمر الذي لعب دوراً كبيراً في تشكيل وعيي الوجداني وحسيّ الفني , لكن عالم الفن صاخب وتكتنفه الكثير من التحديات ولا أنوي الخوض في أمواجه العاتية .

س ( 8 ) : هل ترغبين في أداء أغنية وطنية خاصة بك ؟

ج ( 8 ) : أتواصل بالفعل مع أحد الملحنين لغناء قصيدة للشاعر الفلسطيني الراحل " توفيق زيّاد ", أتمنّى أن يتحققّ هذا الحلم .

س ( 9 ) : منذ أن كنت طالبة في الجامعة الأردنية بعمان , غنيت مع فرقة القناديل الوطنية وأوركسترا عازفي عمّان مع المايسترو "سيف الدين شحادة" , لماذا كل هذا الانقطاع ؟ ولماذا بقيت مغمورة؟

ج ( 9 ) : أنتمي لعائلة فلسطينية محافظة من مدينة طولكرم , أرادني والدي مربّي الأجيال أن أصبح طبيبة أو أستاذة جامعيّة فاخترتُ أن أكون إعلامية , أجد نفسي في هذا المجال وأعمل على التخصص فيه أكثر من خلال الدراسة والعمل والدورات التدريبية , أما الغناء فهو الموهبة الكامنة بين الضلوع إلى الأبد , وما أنوي القيام به لا يتجاوز حدود الأغنية الوطنية الملتزمة .

س ( 10 ) : أين يلتقي الإعلام والفن ؟

ج ( 10 ) : على حدود القصّة الإنسانية بكل أبعادها , الإعلام يرصد الأحداث السياسية والعلاقات الدولية ويُحلّلها , والفن " الأغنية الوطنية تحديداً " : ينقل نبض الشارع ويعبر عن الإنسان بهمومه وتجلياته وأحلامه .

س (11) : رحلت صديقتك " شيرين " مؤخّراً بعد صراع مع مرض السرطان , أي شجون أثارها في نفسك رحيلها الأبديّ ؟

ج (11) : لم يبق منها إلا طيف , يداعب أهداب الصّمت حين يجنّ الليل , فيلسعني الحنين , كانت أغلى أمّ وأعزّ صديقة وأحنّ قلب وأوفى نفس وأكرم يدّ , غابت لكنها ستبقى حاضرة في قلوب كل من أحبوها , وستبقى ذكراها حيّة في الوجدان وفي رحاب الإيمان أيضاً .

س ( 12 ) : كتبتِ منذ عدّة سنوات كلمات على لسان مريض بالسرطان , هل يمكنك قراءتها ؟ وهل تنوين غناءها ؟

ج ( 12 ) : أتمنى أن يتم تلحين هذه الكلمات البسيطة :

قد تجعلني أذوب بصمت المستحيل ..
أضيع في الغياب ووحشة العذاب بليلك الطويل
قد تجعلني إنكساراً .. دموعاً .. اغتراباً ونورساً جريحاً في
حمّى الطريق ..
عدوّ الحياة .. يا شبح الرحيل
لن أترك للنسيان أيامي وأمضي
فأنا ما زلت أحيا , أفرح , أبكي , أغنّي , أغنّي , أغنّي
وأعشق الحياة , أعشق الحياة

س ( 13 ) : جمعتك أيضاً بالشهيدة العراقية أطوار بهجت علاقة صداقة , كيف تذكرينها اليوم ؟

ج ) 13) : أطوار لا تغادر الذاكرة , تحضرني دائماً عبارتها " علمتنا مجانيّة الموت في العراق ألاّ نموت " , سألتها يوماً كيف كان شعورها حين سقطت بغداد , فأجابت : عبرت الدبابات فوق روحي , وبات الجرح في الميّت الحيّ أكثر إيلاماً , وحدها القلوب كانت سيدة الهدير , وهي تردد مدفني .. فقد ضاع الوطن , ولا بد لنا من التمسك ببقايا مدافننا , الحق الوحيد الذي بقي لنا في هذه الأرض إن بقي أصلاً ! أطوار كانت تعشق العراق بكل تفاصيله : المتنبي والفرات وملوية سامراء والزقورة والسمك المسكوف والتنور .. هي العراق الذي سيبقى حيّاً رغم كل محاولات التغييب .

س ( 14 ) : ستسافرين إلى فلسطين الشتاء المقبل , ماذا ستحملين معك ؟

ج ( 14 ) : سأحمل أملاً بين ضلوعي بأن تتحقق الوحدة الفلسطينية في أسرع وقت إن شاء الله وأن تُنبذ الخلافات والانقسامات.

.

التعليقات