31/10/2010 - 11:02

يا حاضن العود \ نصر الله زهرة

إلى مارسيل خليفه الفنّان الإنسان

يا حاضن العود
\ نصر الله زهرة
يا زارع اللّيلِ أقمارًا على القممِ
أَيْقَظْتَ نَيْسانَ في قلبي وفي النَّغَمِ

وَمِنْ حَضيضٍ نَشَلْتَ الفنَّ في زَمَنٍ
ألقاهُ في الجُبِّ تُجّارٌ ذوو نَهَمِ

وَمِنْ كُساحٍ سَلَلْتَ اللَّحنَ تشحنُهُ
عزماً وَنُبلاً فما فنٌّ بلا قِيَمِ؟

والصوتُ ما وَقْعُهُ إن طارَ مرتفعًا
عن جُرْحنا أوعنِ الأحلامِ للسُّدُمِ؟

فالحُلمُ لولاكَ ما اخْضَرَّتْ سنابلُهُ
واللّحنُ لولاكَ أصْداءٌ إلى العَدَمِ

يا حاضن العود يا ابْنَ الأرزِ قد خَطَفَتْ
دنيايَ أنْسامُ ألحانٍ من السَقَمِ

صوت المساكين من إلاّكَ يُجْهِرُهُ
"يا حادي العيسِ"؟ من يحكي عن الألمِ؟

صَرَخْتَ إِذْ صَمَتَتْ عن هَمِّهمْ نُخَبٌ
وَجُدْتَ إذْ بخِلَ الأصحابُ بالكَلِمِ

عَزَفْتَ وَجْهَ حضاراتٍ وَهُمْ عَزَفَتْ
آذانُهُمْ عن بكاءِ الطِّفْلِ بالخِيَمِ

أَنْطَقْتَ عوداً متى أشداقنا بَكُمَتْ
أَصَخْتَ سَمْعاً متى شُلَّتْ من الصَّمَمِ

لبُؤْسِ زنزانةٍ غَنَّيْتَ، للوطنِ
للزَّهرِ يذوي ورا القضبانِ من هَرَمِ

للفجرِ يبزُغُ من أحداقِ ثائرةٍ
للبحرِ وحياً منَ الإصْرارِ والهِمَمِ

فصارَ ليلُ الألى قاسوه مُحْتَمَلا
والزَّهْرخَضَّبتَ أوراقاً لهُ بِدَمِ

للحُبِّ غَنَّيْتَ، لللإنسانِ، للفَرَحِ
للحُرِّ يزهو كما الأضواءُ بالنُّجُمِ

لكنّهم هاجموا لمّا هَتَفْتَ بهم:
"يبيعُني إخوتي للذِّئب مُلْتهمي"

عطرٌ بعودكَ نُبْلَ الأرزِ أَوْدَعْتَهُ
وَهُمْ خفافيشُ أوكارٍ مِنَ الظُّلَمِ

يا حامل العود نبراساً إلى الأُممِ
فَلْيَسْلمِ المشْعلُ الوضّاءُ في البُهُمِ

والقلب شكراً وعِرفاناً نُقَدِّمُهُ
لعازِفٍ هَزَّ عُمْقَ الرّوحِ بالشِّيَمِ
.

التعليقات