31/10/2010 - 11:02

ِطـفْلَةٌ أَنْتِ في لَـوْحِ سُكـّرْ/ رافع يحيى

-

ِطـفْلَةٌ أَنْتِ في لَـوْحِ سُكـّرْ/ رافع يحيى

(1)


طِـفْلَةٌ أَنْتِ في لَـوْحِ سُـكّرْ


وَشَبابي شُحْرورٌ...


أَسَرَتهُ اطْلالةُ بُلْبُلٍ


يُغَرّدُ على مَبْسَمِكِ الأَحْمَرْ



( 2)


طِـفْلَةٌ أَنْتِ في لـَوْحِ سُـكَّرْ


حُلوةٌ أنتِ كَثَلْـجٍ ناعِـمٍ


حَزيـن...


يُشَاغِبُ على شَبابيكِ


الانْتِـظارِ والحَنـينْ.



(3)


طِـفْلَةٌ أَنْتِ في لَـوْحِ سُكّـرْ


كَمسبحَةِ مَلاكٍ


عَلى بَدْلَـة ِِطِفْلٍ زَرْقاء


تَتَمـايَلين...


وأَنـا...


بالمَوْتِ الأحْمَـرِ مَناديلي تَتَعَطّر....


وَعَلى رِضابِ العنّابِ


تُوْلَدينَ امْرَأةً دَرْبُها إلى القُدسِ


جورِيٌ أَحْمَرْ


وعلى ضِـفافِ الحريرِ


يُؤَرْجِـحُ غَيْمَـها النّاعِس..


عصفوران...


مِنْ شَـفَقٍ وَسُـكَّرْ


وَخاتمُكِ الفِضِّيُ سَبْـعَةُ رُمُـوزٍ


وَمُسْـتَحيلٌ


يَخْتَصِرُ في سُـكَّرِ عَيْنَيْكِ


قَمَـراً وَحُلُماً مِنَ مَرايا...


أَغْمِسُ اسْمَكِ


في عطْـرٍ تَعَمّدَ بِصَبرِْ نافِذَة


تُحِبُّ السّفَرَ إلى يافا...


فَـتُرَفْـرِفُ بِهِ شَقاوَةُ العصافيرِ


تاجًا إلى جَرَشَ وتتوارى


واسمُكِ...آهٍ منهُ


بالحبْرِ السِّرّي


على عََباءَةِ صَيْفٍ شفيف


يولَدُ في جَمْرِ المَرايا...


أحْتَرِقُ فَيضـيىءُ.


لَيْلُ الأرْزِ ..


فَتَهُبّين عاصِـفةً مِنْ سُـكّرْ


يُشْعِلُها بَرْقُ ثَغْرُكِ البَـريء


في الثنايا...



(4)


طِفـْلَةٌ أَنْتِ في لَـوْحِ سُـكّرْ


طِفْـلٌ أَنا يَلْعَبُ بالبُكاءِ


يَبْحَثُ في عُلْـبَةِ أَلْوَانـِهِ...


عَنْ غَـزَالَة


رَبّـاهُ،كَيْفَ صِرْتُ


في الأمْـسِ القَرِيـبِ


أُرْجوحَةً !!!


طِفْـلاً


عِنْدَ قَدَمَيْكِ


كالسّـنابِلِ الصُّـفْرِ


أَتَكَسَّـرْ....


أَتَكَسَّـرْ....


وَعِنْدَ المَسـاءِ...


أُحِبُّـكِ...أَكْثَـرْ!


آهٍ مِنْ حُبُّـكِ إِذا مـا أَتـى


مِنْ خَلْـف لَيْلِ الكمنجات


في بَرَدى...



(5)


طِفْلَةٌ أَنْتِ في لـَوْحِ سُـكَّرْ


بَواباتُ قَصْـرِكِ عـالِيةٌ


وَأَنا موسـيقارٌ فَقيرْ


أَحْمِلُ نايَ الغُروبِ


وَقَلْبِيَ الباكِيَ الحَزينْ...


وَصورَةً نادِرَةً لِشِفتيِّ افْروديتْ


وَثَغْرُكِ الباسِمُ رَسـولٌ


جاءَ مِنْ مَمْـلَكَةِ النّـَدَى


يَحْمِلُ بَدْلَةَ العيدِ لجُرحِيَ الدَّفين.



(6)


طِفْـلَةٌ أَنْتِ في لَـوْحِ سُكـَّرْ


وَمَراكِبُ النيلِ تَروي:


أَنَّ ثَوْبَ امْرَأَةٍ سُكَّريٍّا رَهيـفًًا


كالنّورِ... هاجَمَـني


كَنَهْرٍ عَذبٍ... جَرَفَـني


وَتَرَكَني.حُبُّـهُ الكَـبير.


دونَ رَحْـمَة...


طِفْلاً تَتَسَوَّلُ عُيونُهُ الكُحْلَ...


عَلى ضِفافِ دِجْلَة!



(7)


طِفْـلَةٌ أنْتِ في لـَوْحِ سـُكَّرْ


وَ فارِسُكِ يَنـامُ في سَحـابَةٍ أنْدَلُسِيَّة


يَرْسِمُ بِريشـَةٍ مِنْ نَـوْرَس


خَصْـرَكِ الرَقيقَ في الغِيابِ


وَطَنًا مِن ماءٍ وَ سُكّرْ...


(28- 4- 2005)



شاعر وروائي فلسطيني


التعليقات