- شيخ ويغني؟
- كيف شيخ وبغني؟ بدي أفهم ، حضرتك بتتخوث؟
هذا هو السؤال الذي رماه عليّ ضابط في المخابرات " على الجسر" وأنا في الطريق الى الوطن صيف عام 1995 !
قلت له: اسمه الشيخ إمام ، لكنه في الحقيقة فنان مصري شعبي
أعاد الضابط تشغيل الشريط مرة أخرى، فخرج صوت الشيخ يصدح: مصر يمّة يا بهية ياموّ طرحة وجلابية
قال وهو يقلب في حقيبتي وكأنه يبحث عن بضاعة يشتريها بسعر يناسبه:
طيب ، شو في معك كمان؟
قلت: لا شيء
- وهذا؟
قلت: هذا كتاب "قصة مدينة" لعبد الرحمن منيف ، قصة عن مدينة عمان
- ومين هذا أبو منيف؟
قلت : عبد الرحمن منيف روائي سعودي
- طيب وليش يكتب قصة عن عمان؟
أجبت : عاش في عمان فترة صباه
هز رأسه وأردف كمن اكتشف شيئا ثمينا: طيب وهذا شو؟
وقد وقعت يده على شريط للشاعر العراقي مظفر النواب كتب على واجهته بخط رصاص رفيع ( عبد الله الإرهابي) وكان هدية من صديقة عراقية. حاولت أن أقرا ما كتب على الشريط الكاسيت، لكنه قال بنزق: شو هذا ؟
ولم ينتظر جوابي فاستبدل الشيخ بمظفر، ووضع منيف على منفضة سجائر، وراح يستمع للشاعر العراقي وهو يمدح عبد الله الارهابي ويقول له: الله ، وعبد الله أقارب
قال: أنت أغرب مخلوق مرّ على هذا الجسر
قلت: الله يخلي أمثالك يا رب
أعاد لي أغراضي، وحملت حقيبتي بعد أن وضعت فيها أصدقائي الثلاثة منيف ومظفر والشيخ، وقطعنا الجسر بسلام.
التعليقات