11/06/2011 - 11:28

ماذا تنتظر؟../ خالد بركات

رمادية كل الأشياء تبدو الآن في عينيك، وفي رأسك يقرع مليون طبل إفريقي قديم ولا يتعب، لكنك على حالك، لما تزل تنتظر الخبر السعيد إياه، الخبر الذي لا يأتي منذ 63 عاما؟ ماذا تنتظر الآن؟ أن تحن عليك أمريكا؟! أن يرى تجار العالم موتك ويصدقوك ويقولوا: آمنا بك وكفرنا بالهيكل؟ هل هذا اللغو عن الدولة صار استراتيجتك الوحيدة الآن؟ بعد أن قيل لك أنت أسير "الاتفاقيات الموقعة " وشخص لا تعرفه اسمه (أوسلو)؟

ماذا تنتظر؟../ خالد بركات
أحترمك جدا، وأخاف عليك مني، خاصة حين أخاطبك وأصارحك الرأي والقول، لا أخاف منك بل أحبك جدا، حتى وإن اختلفت معك، كاختلافنا الآن مثلا، لأنك مازلت تنتظر وتهدهد جرحك القديم عله ينام في 60 مخيما، ثم تبني لنفسك قصورا من الوهم، والخلاص الأبدي والفردي وتسميه: المستقبل!
 
وهذا حقك.. أكيد
 
رمادية كل الأشياء تبدو الآن في عينيك، وفي رأسك يقرع مليون طبل إفريقي قديم ولا يتعب، لكنك على حالك، لما تزل تنتظر الخبر السعيد إياه، الخبر الذي لا يأتي منذ 63 عاما؟ ماذا تنتظر الآن؟ أن تحن عليك أمريكا؟! أن يرى تجار العالم موتك ويصدقوك ويقولوا: آمنا بك وكفرنا بالهيكل؟ هل هذا اللغو عن الدولة صار استراتيجتك الوحيدة الآن؟ بعد أن قيل لك أنت أسير "الاتفاقيات الموقعة " وشخص لا تعرفه اسمه (أوسلو)؟
 
كسروا ذراعيك وهبلوك وسطلوك بالخراريف الكثيرة عن السلطة والسلام؟ هل تقبل أن يستدر، باسمك، عطف العالم والآخرين... عليك؟ هل ترى واحدا من هؤلاء، الذين يتحدثون باسمك خصوصا، يعيش جرحك ولو ليلة واحدة؟ يقبل بالمخيم سكنا له ولو ليوم واحد؟ هل للدول والأنظمة والحسابات البنكية ومجلس الأمن روح ومشاعر وقضية؟
 
أنت تعرف الجواب، تعرف الجواب وتكابر، وتكابر، فأنت أدرى بجرحك وأدرى بطعم الدم والمنفى والسجن والحب والبرتقال، وكلما قطبت بكفك جرحا ولد منك جرح جديد وانفلتت الدمامل، طيب ماذا تنتظر؟ وظيفة جديدة ؟ ورشة جديدة؟ المبادرة الفرنسية؟ أم تراك صدقت الكاذب وهو يبيعك الوهم ويقول: الدنيا ستفتح ذراعيها لك وتعطيك دولة في سبتمبر القادم؟
لا تصدق غير حكمة شاعرك المفضل: لا تنتظر أحدا سواك..

التعليقات