11/02/2013 - 11:11

أبو عنان .. الكهل الشاب../ عوض عبد الفتاح

غادرنا أبو عنان (رفيقنا رياض الشحبري) على حين غرّه. يصدمك النبأ فور وصوله. تتوقف للحظة وتحلق في الأشياء التي أمامك. تهتز المشاعر وتفيض الأحاسيس. هي ردة الفعل الطبيعية حين يفقد المرء عزيزاً. نعود حينها إلى شريط الذكريات. نحاول أن نتذكر آخر ما ربطتك به من وشائج وعمل مشترك. تتذكر فوراً أن له عائلة، له أبناء، له بنات، له زوجة التي كانت دائماً إلى جانبه، وله أشقاء، كلهم أعزاء نعرفهم نعزهم

أبو عنان .. الكهل الشاب../ عوض عبد الفتاح

غادرنا أبو عنان (رفيقنا رياض الشحبري) على حين غرّه. يصدمك النبأ فور وصوله. تتوقف للحظة وتحلق في الأشياء التي أمامك. تهتز المشاعر وتفيض الأحاسيس. هي ردة الفعل الطبيعية حين يفقد المرء عزيزاً. نعود حينها إلى شريط الذكريات. نحاول أن نتذكر آخر ما ربطتك به من وشائج وعمل مشترك. تتذكر فوراً أن له عائلة، له أبناء، له بنات، له زوجة التي كانت دائماً إلى جانبه، وله أشقاء، كلهم أعزاء نعرفهم نعزهم.

إضافة إلى ذلك له عائلة كبيرة أيضاً، حزبه ورفاقه الذين خالطهم بكثافة في السنوات الأخيرة. رأيتهم والحزن يلفهم، وهم يتحدثون عن خصائله.

لا أكتب هذا الكلام تمشياً مع العادة، بل لأن هذا الرجل، وقد تجاوز الخامسة والستين من العمر، أذهلني تصعيد نشاطه، واشتداد همته رغم سنه ورغم مرضه في الآونة الأخيرة. كان يصعد الدرج إلى مكتبنا بتثاقل ليلقي التحية، ويطالب بالمزيد من الحركة في العمل وعلى تطوير التنظيم وتعزيز الحركة الوطنية. يتحدث بصوت الأب الحريص على أبنائه وبناته. كان جسمه متعبا ولكن كانت همته قوية، كهمة الشباب. أخذ على عاتقه قبل عامين مهمة حملة جريدة "فصل المقال" في مدينة الناصرة، وقام بجمع رقم قياسي في فترة قصيرة، هذا ناهيك عن مشاركته الدائمة في نشاطات التجمع.

كان رجلاً بسيطاً متواضعاً، نشط في العمل الوطني منذ بواكير شبابه. بنى عائلة وطنية متماسكة ومنتمية. فقدانه خسارة لعائلته، وخسارة للحركة الوطنية، عزاؤنا بسيرته الطيبة، وطريقه الوطنية الذي تواصل السير فيها عائلته الكريمة ورفاقه الذين أحبوه واحترموه. 
 

التعليقات