30/04/2013 - 19:45

الآن للقدس.. النّشوة الّتي أحبّ / آدم عنبوسي

الآن تستطيعون أن تُبلغوا جدّتي همسًا، أن تريح شيئًا من شجنها، فسامر حرّ، وهي الخطى الأولى لموالِ الفرح على هذا التُراب.

الآن للقدس.. النّشوة الّتي أحبّ / آدم عنبوسي

الآن تستطيعون أن تُبلغوا جدّتي همسًا، أن تُريحَ شيئًا من شجنها، فسامر حرّ، وهي الخطى الأولى لموالِ الفرح على هذا التُراب.

الآن تستطيعون أن تشربوا نخب الأيّام الآتية، وأن تـ (سامر)ـوا بعضكم نبيذًا معتقًا، وتتنادموا بالفخرِ عينه الذي أرغم الجباه كلّها، وحطّ بالذُّلّ على رقاب سلاطين العرب!

الآن أنا أخٌ لسامر، تمامًا كما نعتتني أمّه في زيارتنا لها: "هلّا بيكم يمّا"! وهي تنظر إلينا ببسمةٍ واهنة، تشدّ من عزمِنا.. تواسينا نحن..

الآن لكم أن تبشّروا أقلام الشُّعراء كلّها أن تغيّر القافية، وأن تختار "الرّويّ النضاليّ".. لكم أن تبشّروا أيضًا معاول الحصّادين، وأذرع العمّال أن ترفع اليد والصّوت حتّى نور الشّمس الّذي اقتحم الزّنزانة، بين نبضٍ ضعيفٍ ورؤيا ضبابيّة.. هو النّور ذاته الّذي آنس سامر صدقًا وإيمانًا به، والّذي لم يخذله كما خذله الكثيرون.. وهو النّور عينه الّذي رأيته على وجه أمّه، والذي لم أره من قبل..

باستطاعتكم أن تعلّموا الآن سامر الأسماء كلّها، والمحطّات كلّها، وأن تشيروا أمام ناظريه بالبنان، نحو ذلك الرّصيف، الذي اعتقل عليه فلانٌ، وضُرِبَتْ  فلانة، وهم يهتفون باسم الحرّيّة، مرفقين بها اسم سامر!

الآن سنختارُ من القدس أمهر الحلّاقين، لكي يُخفّف من الذّقنِ الكريم.. وينثُر الشّعر كلّه على الشِّعر، وعلى خزانات السّجون، وعلى قبور الأجداد كلّهم.

الآن للقدس النّشوة التي أحبّ!

وانتصر سامر، وهو الحرّ والحرّ والحرّ!

التعليقات