15/08/2015 - 17:21

حوارٌ مع سجّان/ إحسان أبو غوش

مقتادًا معصوبَ العينيْن كالمسيحْ يُجتَرُّ إلى منفاهْ أعدو في دربِ الآلام

حوارٌ مع سجّان/ إحسان أبو غوش

صورة توضيحيّة

مقتادًا معصوبَ العينيْن كالمسيحْ

يُجتَرُّ إلى منفاهْ

أعدو في دربِ الآلام

أحلمُ في فُلْكِ نوحٍ

يُبحرُ عكسَ الرّيحْ

في عصا موسى

حامٍ للوطنْ ولهانْ

 

أنتمْ: هذا حلمٌ لا يسمنُ لا يغني من جوعْ

دعكم من مِفتاحٍ قد أصبحَ

نصًّا من لغةٍ في علمِ المجازاتِ

من أملٍ صارَ في طيِّ النسيانْ.

 

فأجَبْتْ: كيفَ لي أن أمحوَ من ذكرياتي كوفيتي

أرضي، ملمحَ الوجهِ، طابونًا أعدّتْهُ جدّتي

عنزتي البيضاءْ، لغتي وأنا سيّانْ

تربتي دثّرَتْ عبقَ الماضي

حجرًا لامَستْهُ أيادي الزّمانْ

قل كيف لي أنسى قصّتى والمنفى

حاكاها لصٌّ ظالمٌ سجّانْ

مأساتي التي أحيا

تاريخي الممتدَّ إلى عدنانْ

 

تعلمْ أنّا: شعبُ اللهِ المختارِ وفضّلنا

عنكم أيّها الأغرابْ

"ميكابيلي" ظلُّنا في غايتِهِ

"نتشه" دربُنا في إنسانِهِ الخارق

نصنعُ الأمجادَ وأعيادَ الغفرانْ

 

فأجبْتْ: إنّا قَدَرٌ منسيٌّ يبحثُ عن

ذاتِهِ بينَ أوراقِهِ

نهرٌ منفيٌّ يُعاركُ سدًّا

كناريٌّ مُطربٌ عاشقًا

إنّا أمَلٌ، عزفٌ، حجرُ اللازوردْ

جسدٌ روحٌ قلبانْ

إنّا "جيفارا" العربْ، رسمٌ للأملْ

بشرٌ نضحكْ، نبكي، نغضبْ

نتنفّسْ كالبُركانْ

 

تعلمْ أنّا: جيشٌ لا يُقهَرْ، أسطورةٌ إغريقيّةٌ

لا يسلمُ من أيدينا لا

إنسٌ أو حتّى جانْ

 

فأجبْتْ: إنّا نحيا لا نعرفُ معنى اليأسْ

فنسيناهُ في أدراجِنا، في حقيبتنا

في قصّتنا شخصٌ ثانويّ

نحيا حبًّا معنًى عطرًا

نُحيي فينا قلبَ الإنسانْ

التعليقات