07/02/2018 - 12:49

أمراض شائعة لدى الأطفال والبالغين - للأهل فقط

إعطاء المضادات الحيوية بكثرة يسبب للجسم بأن يطور مقاومة للمضاد الحيوي مع الوقت، أي أن الجسم يكف عن التأثر بالمضاد الحيوي. أفضل ان يترك الجسم ليتغلب لوحده على الفيروسات

أمراض شائعة لدى الأطفال والبالغين - للأهل فقط

في عيادته في الرامة كان لنا لقاء مع طبيب الأطفال علاء أبو شرقي، توجهنا له ليحدثنا عن الأمراض الشائعة لدى الأطفال، وعن قضية إعطاء الأهل الأدوية لأطفالهم بدون استشارات طبية ملائمة، واللجوء إلى المضادات الحيوية دون مراجعة طبيب في حال ارتفاع درجات الحرارة لدى الأولاد، فقال:
* " إن أغلب الأمراض لدى الأطفال هي ليست مزمنة (سكري ، ضغط دم مرتفع، كولسترول) بل عابرة قصيرة المدى واغلبها امراض وبائية، ودورنا كأطباء يكون في علاج الأمراض الصعبة والغير واضحة.
* الأمراض الوبائية تقسم ل 3 أقسام، وبائية فيروسية، وجرثومية، أو فطرية نتيجة فطريات معينة عادة تولد مع الأطفال وهي نادرة، وتكون عند الأطفال الذين يولدون مع جهاز مناعة ضعيف. 
* أكثر من 90% من الأمراض هي وبائية وتكون نتيجة فيروس وغير جرثومية، وهي تأتي وتذهب لوحدها، مدة الشفاء منها حوالي 3-4 أيام يعافى الطفل تدريجيا منها، وهذه لا تحتاج لمضادات حيوية، والحرارة المرتفعة المرافقة تكون حيوية وضرورية ولا تستلزم إعطاء أدوية لتنزيلها، لأن الجسم يكون في حالة مقاومة ومحاربة للفيروس ليتغلب عليه ويخرجه منه، إلا إذا ارتفعت الحرارة لأكثر من 38 درجة، وهنالك معطى جديد صدر مؤخرا بعد أبحاث أجريت في امريكا وأعطيت تعليمات بعدم الحاجة لتنزيل الحرارة، إلا إذا ارتفعت لأكثر من 38:30 درجة.     
* الوعي الطبي لدى الأهل هو عامل أساسي ومهم جدا ليقود الأولاد للتعافي من المرض.
* الحرارة المرتفعة هي ليست مرضا بحد ذاتها بل مؤشرا بأن هناك خللا ما في الجسم، ويجب فحص ما هو هذا الخلل، وفقط عن طريق طبيب أطفال مختص يستطيع التوصل للسبب، ومن ثم القرار اذا كانت هناك حاجة لمضادات حيوية أم لا، وعامل الحرارة هو مهم للجسم ويعني بأن جهاز المناعة سليم ويعمل على مقاومة الجسم الغريب الداخل عليه. 
 * إعطاء المضادات الحيوية بكثرة يسبب للجسم بأن يطور مقاومة للمضاد الحيوي مع الوقت، أي أن الجسم يكف عن التأثر بالمضاد الحيوي. أفضل ان يترك الجسم ليتغلب لوحده على الفيروسات، لأن جهاز المناعة هو أفضل "صيدلية" للجسم لطرد الفيروسات ومقاومتها والدفاع عن نفسه.
* في المحصلة يجب الانتباه والإدراك بأن الأدوية هي سموم، وكما قال فيلسوف مرة "لو رمينا كل الادوية في البحر كان السمك سيهلك والإنسان سيعيش". 
حالات تستدعي القلق لدى الأطفال:
* "مثلا مينينغوكوك" هي جرثومة فتاكة وخطرة ونادرة في نفس الوقت، ومن مؤشراتها الطفح الجلدي الذي لا يختفي بالضغط عليه لعدة ثواني(عادة الطفح الجلدي الغير داعي للقلق الذي يزول بعد الضغط عليه ويعود ليظهر بعد ذلك بثواني)، هذه العلامات هي بمثابة ضوء أحمر يجب الانتباه لها جيدا ، وأيضا فحص مدى حيوية الطفل وتنبهه ميلانه المستمر للنوم ، والخوف هنا من أعراض لمرض السحايا، وبشكل عام ارتفاع الحرارة مؤشر إما لأمراض صعبة وخطرة أوعابرة لذلك اقتضى الأمر بضرورة مراجعة الطبيب. أمر مهم جدا يستدعي الذهاب للمشفى حالا هو ارتفاع الحرارة لدى رضيع لم يبلغ ال 28 يوما تجرى له فحوصات ويبقى في المشفى من أجل الفحص والاستفسار.

الدكتور علاء أبو سرقي 


عن عدوى الأطفال المتكررة للأمراض في روضات الأطفال قال الدكتور علاء:


" في أول سنة من حياة الطفل المعافى في الروضة أو المدرسة يتعرض الطفل للمرض والحرارة المرتفعة بمعدل مرتين في الشهر، وهذا الأمر طبيعي كونه يتعرض لفيروسات جديدة يتعرف الجسم عليها، يقاومها ومن ثم الطفل يكتسب مناعة ضدها، هذه الظاهرة تكون أخف بكثير في السنة الثانية للروضة وفيما بعد، واغلبها أمراض فيروسية تأتي وتذهب لوحدها وتكون بمثابة تطعيمات طبيعية للجسم، في المجمل نحن نطعم الطفل ل- 7 فيروسات خطيرة والباقي يتعرف عليها بشكل طبيعي، ولا داعي للخوف من الحم المرتفع في هذه المرحلة، الحالات التي تستوجب الشك والقلق في ضعف جهاز المناعة، عدم زيادة الوزن لدى الطفل، إسهال متكرر، حم مستمر، التهابات في الرجلين مع عَمَل وغيرها.

أما عن الأمراض الشائعة لدى البالغين ولغاية 18 سنة فهي:

إمساك المعدة، سمنة زائدة، كبد دهني، ضغط دم مرتفع، سكري من صنف 2 الذي يصيب الكبار عادة وليس فقط صنف 1 المرتبط بالإنسولين والذي يحدث نتيجة لخلل كلي في البنكرياس، بمعنى أخر نحن نشهد اليوم أمراض الكبار عند الصغار، طبعا هنالك أسباب لذلك، الأكل السريع، عدم ممارسة الرياضة والمشي ولا حتى الحركة، الجلوس المستمر أمام الشاشات والهواتف النقالة وغيرها، وفقط في العالم الغربي تنتشر هذه الظاهرة، أي من سمات العصر الحديث. 
نصائح للأهل من أجل أولادهم البالغين: 
الانتباه لزيادة الوزن لدى أولادهم، وهذا دليل أنهم يأكلون أكثر بكثير مما يحرقونه، يجب مراقبة الأكل وأسلوب الأكل، مراقبة ساعات الجلوس، التحفيز على المشي والرياضة والالتحاق بدورات رياضية، لأن تراكم الدهون في جيل مبكرة يؤدي إلى أمراض مزمنة مؤكدة في جيل متقدمة أكثر.  

** الدكتور علاء أبو شرقي من قرية الرامة - شما ل فلسطين - أخصائي أطفال، أمراض الكبد والجهاز الهضمي 

 

 

التعليقات