21/03/2018 - 17:41

عيد الأم قيمة اجتماعية أخلاقية

عيد الأم يراه كثيرون قيمة أخلاقية تحافظ على مكانة الأم في العائلة، وهو تكريم لصدق عطائها الدائم ومحبتها لأولادها

عيد الأم قيمة اجتماعية أخلاقية

يقال أن الاحتفال بعيد الأم، يعود لأصل أمريكي، حين قررت "آنا جارفيس" إقامة ذكرى لوالدتها عام 1908، بعدها حصلت على اعتراف بالاحتفال بعيد الأم رسميا إلا أنها هوجمت بسبب الاعتقاد أن هدفها كان تجاريا أكثر، ومن بعدها بدأ الاحتفال بهذا اليوم عالميا، بمواعيد مختلفة، ولكن من الجدير ذكره أنه كانت محاولات قبل "جارفيس" منذ عام 1870 للاحتفال بعيد الأم إلا أن "جارفيس"  أنكرت ذلك وادعت أنها السباقة لفكرة الاحتفال بالأم.

وأصبح هذا اليوم حدثا متفقا عليه في كل دول العالم، وارتبط بمناسبات مختلفة في الدول المختلفة وبأحداث مختلفة منها التاريخية أو الدينية أو الأسطورية بتواريخ مختلفة، وفيه يتم تقديم الهدايا المختلفة والزهور للامهات.

وفي مصر مثلا، أول من أطلق هذا العيد كعيد رسمي للاحتفال به، هو الصحفي الراحل علي أمين، وارتبط هذا العيد بعيد شم النسيم الذي يأتي بالربيع.

بالمناسبة أجرينا استطلاعا بسيطا حول هذا اليوم وآراء مختلفة نذكر بعضها:

وكان السؤال:

هل الأم تحتاج إلى يوم تكرم به؟

وهل تنتظر الأم يوما لنكرمها به؟ ألم يكن ذلك اختيارا لها لكي تنجب وتربي وتتعب من أجل عائلتها وأولادها؟

عيد الأم يراه كثيرون قيمة أخلاقية تحافظ على مكانة الأم في العائلة، وهو تكريم لصدق عطائها الدائم ومحبتها لأولادها، ولا زالت الأم هي التي تجمع العائلة والإخوة بعضهم ببعض، وفي غيابها يتفرقون كل إلى أسرته التي بناها وأسسها، وتصبح الزوجة هي التي تكرم ويحتفل بها ، أو الأخت الكبرى تأتي لتأخذ هذه المكانة.

أحد الأصدقاء أخبرني حين تحدثنا عن الموضوع قال : " الصراحة أنا يوجد لأبي فضل علي أكثر من أمي بكثير، فكريا وعاطفيا، ولكن لا نكرمه ولا يطلب ذلك، أقوم بتكريم ومعايدة النساء من باب الخجل والمجاملة، اليوم يجب أن تكرم، أمك وزوجتك وحماتك واختك واخت زوجتك وغيرهن، الشيء أصبح مبتذل وغير صادق بالمره".

إحدى الصديقات (أديبة معروفة ) قالت:" أنا لا أحتفل بهذا اليوم شخصيا أراه احتفالا رجعيا ولكني أحترم أمي وأذهب إليها احتراما لجيلها وأعرف انها تحب هذا اليوم، جائز أنها تنتظر أن نأتي إليها في هذا اليوم، وأنا أرى أن نساء كثيرات بحاجة للزيارة والتكريم، من ليس لهن عائلات أو أولاد يزرنهن".

سألنا أم أحد الأسرى في سجون الاحتلال ماذا يعني لك العيد:" لا أرى قيمة لأي شيء ولأي هدية ما دام ولدي خلف القضبان لا يحظى بالحرية بل يستعر بنار الجلاد، تكريمي يكون بخروجه من السجن، فرحي منقوص مهما علت قيمة الهدية ، الأم تكرم حين يتواجد أبناؤها حولها وتراهم سعداء طيلة السنة وليس يوما واحدا".

حدثتني إحدى النساء (65 عاما) قائلة:" يا خالتي بيجوا ،الله يرضى عليهم، الاولاد يقومون بشواء اللحمه، وبتركوا هالدار مخربطة والقيامه قايمةوبروحوا ،الله يرضى عليهم، كل السنة لا يزوروني سوى بعض الوقت ".

وأي تكريم هذا لامرأة تضرب من قبل زوجها وأولادها أيضا، طيلة أيام السنة ثم يحضرون لها الهدايا في عيد الأم ، أتكفيرا عن الذنوب أم ماذا؟

وهل يحق الاحتفال لامرأة تربي أبناءها على السراط الغير مستقيم، وتربي على الضلال والمنكر والرذيلة.

وماذا عن الأم التي لم تلد ولدا في أحشائها،وتحمل جميع القيم الإنسانية ومعاني العطاء والتضحية والحب، الا تستحق التكريم.

يبقى سؤالنا عن هذا العيد الذي أصبح عيدا تجاريا بكل ما في الكلمة من معنى يفتقد أحيانا كثيرة للأصالة والقيمة الاجتماعية التربوية الصادقة، يكثر فيه البذخ والصرف المالي والمنافسة في حجم الهدايا بين الناس، أكثر بكثير من الشعور الحقيقي .

أصدق ما في هذا العيد حين يحمل طفل لأمه وردة يقطفها من الأرض ليعبر لها عن حبه لها وتقديره أياها، ويتربى على هذه القيمة، الا وهي قيمة المحبة الصادقة.

كل عيد أم والجميع بألف خير ولتدم قيمة المحبة هي المفتاح للحياة والعائلة.

التعليقات