05/08/2018 - 14:18

ظاهرة "التَنَمُّـر"

التنمر هو ليس حالة مرضية بل هو ظاهرة، رغم أنه أحيانا قد يتزامن بوجوده اضطرابات نفسية والتي بدورها تحتاج لأخصائيين مرافقين لهذه الحالة.

ظاهرة

 

يعتبر التنمُّر من الظواهر السلبية الموجودة في عدة مجتمعات والعالم من ضمنها المجتمع العربي، وهي في حالة تفاقم مما يجعلها ظاهرة تلحق الضرر بالآخرين وبالمجتمع، وعلينا زيادة الوعي حتى يصبح لدينا رصيد لكيفية التعامل معها والحد من آثارها السلبية على أولادنا وتقليص تأثيراتها على المدى البعيد.

يمكن أن يحدث التنمر في أي مكان المنزل، العمل، الشارع أو في المدرسة، وأيضا لأي شخص.

نقاط مهمة حول التنمر:

التنمر هو ليس حالة مرضية بل هو ظاهرة، رغم أنه أحيانا قد يتزامن بوجوده اضطرابات نفسية والتي بدورها تحتاج لأخصائيين مرافقين لهذه الحالة.

من خصائصه أنه سلوك عدواني ضد فرد أو مجموعة كسلوك مكتسب، على فرد أو مجموعة أفراد، عادة هذا السلوك يتكرر وليس لمرة واحدة.

أشكال التنمر:

 

  اللفظي، الجسدي، الاجتماعي، وعادة ما يكون التنمر وجها لوجه أو ممكن عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعدة طرق منها المباشرة أو غير المباشرة أو التنمر العلني، التنمر السرِّي، وفي جميع الحالات له تأثيرات سلبية على المدى البعيد وأذى نفسي.

- تبرز هذه الظاهرة في جيل المراهقة وخاصة فيما يسمى "الإقصاء الجماعي".

- تتواجد حول هذه الظاهرة فئة أو مجموعة، وهم (الشهود) وعادة هؤلاء قد يتخذوا موقفَ عدم التدخل حتى لا يطالهم الأذى.

- ينتج لدينا في حالة التنمر،المتنمِر والضحية والشهود على الموقف.

  • التنمر لا يقتصر على وضع اجتماعي محدد أو على فئة معينة ولا على فئة الأطفال كما يعتقد الكثيرون، وإنما يمكن لأي شخص مهما كان سنه أن يتعرض للتنمر، لكن الأكثر شيوعا عادة في جيل المدرسة في جيل ال-7 سنوات وما فوق.
  • الشكل الخارجي للضحية ممكن أن يكون، ولسبب ما، السمنة الزائدة أو خجل وما شابه.   من أنواعه:
  • التنمر العلني: ويشمل الأفعال الجسدية الضرب والركل او اللكم عن طريق استعمال العنف بشكل واضح وأحيانا حتى الاعتداء الجنسي.
  • التنمر اللفظي: من خلال استعمال كلمات بذيئة، الاستهزاء، التنابز بالألقاب الشتم، الإهانات، التجريح وما شابه. وهذا النوع من الأنواع الشائعة ويسمى " "التنمر التقليدي" لأنه علني ومباشر.
  • التنمر السرِّي: هذا النوع فيه مَكْرٌعادة لأن منفذه قد يدَّعي أنه قد كان يمزح وقد قام بهذا العمل من أجل المرح، لأنه ممكن أن ينفذ عن طريق استخدام النظرات الغريبة والنظرات التهديدية، الهمس، حركات اليد أو الإقصاء والاستبعاد أو إعطاء الظهر للشخص، وتقييد مكان جلوسه وعادة ما يكون هذا الأمر بين الزملاء في المدرسة كنوع من السيطرة.
  • التنمر الالكتروني: والذي يفرض هيمنته من خلال التقدم التكنولوجي، وفي الآونة الأخيرة انتشرت حالة التنمر عبر مواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، عادة يكون الغرض منه هو فرض عقوبة على الطرف الضعيف واستغلاله لمصالح شخصية والغرض منها فعليا هو الأذية و العنف.
  • التنمر السياسي: ومن خلال هذا المقال لن اتطرق اليه بالإضافة إلى بعض الأنواع التي لم أذكرها وهي موجودة في حياتنا اليومية.

التنمر المستمر يمكن أن يؤدي إلى شعور الشخص المتَعرَّض له(الضحيه) بالعجز وعدم القدرة على وقف التنمرلأنه غالبا لا يملك القدرة على إيقاف هذا النوع من الأذى الذي يطاله بسبب ضعف معين وعدم قدرته على المواجهة، والتهديد الدائم يشل حركته وأفكاره، وبإمكان الأهل ملاحظة التغيرات في سلوكه وفي نهج الحياة اليومي لدى الضحية ومنها:

القلق، الخوف، اضطرابات في النوم، تغيرات في التحصيل الدراسي وأيضا أحيانا ادعاء المرض حتى لا يذهب إلى المدرسة، تغيرات في عادات الأكل المتعلقة بالشهية للطعام وما شابه، أو أي سلوك في نهج الحياة اليومية مغاير لتصرفاته العادية.

ما يمكن عمله لمنع الظاهرة:

بما أن الأسرة هي البيئة الأولى التي تؤثر على الطفل، فالعلاقة الصريحة مع الأهل أو المعلمين في المدرسة ممكن أن تساهم في تقليل تفشي هذه الظاهرة، فيجب علينا كأهل دعم أولادنا في حال تعرضوا لهذه الظاهرة (كضحية) من خلال:

  • الإصغاء الفعّال وإعطاء الطفل/ة مساحة ليعبرعن نفسه ومشاعره بوضوح.
  • تعزيز ودعم ثقة الطفل/ة بنفسه/ا.
  • تعزيز الصفات الإيجابية وتقليل الانتقاد حتى لمنع عدم الشعور بالذنب لأنه لم يستطع الدفاع عن نفسه.
  • عدم التعامل مع الحماية الزائدة للطفل/ة لأنها قد تزيد توتر الطفل/ة.
  • التواجد في مجموعات وليس لوحده في المدرسة أو الشارع وتقريبا في أغلب الأماكن التي يتواجد بها.
  • دراسة المشكلة من جميع جوانبها.
  • مشاركة المدرسة والطاقم التربوي.
  • التوجه لاختصاصيين اذا لزم الأمر.

أما بالنسبة للطفل المتَنَمِّر:

  • هو أيضا ممكن أن يكون ضحية لواقع أليم أدى به إلى هذه التصرفات.
  • أن يكون تقبلا للآخر فهذه أول وأقصر الطرق لمحاربة هذه الظاهرة.
  • مناقشة الموضوع بهدوء وتعقل والاستفسار عن الأسباب التي جعلت الطفل يسلك في مثل هذا المنحى.
  • استعمال اللوم فالشخص المتنمر يمارس أحيانا مع غيره طريق اللوم، لوم الآخرين على أخطائه والمصاعب والتعاسة التي يعيشها كأنه ضحية، بسبب عنف أسري أو اجتماعي قد وقع عليه ودون أن يفكر بتحمل المسؤولية وبأنه قد سبب الأذى لغيره وأحيانا يحتاج للتوجه لذوي الاختصاص لمساعدته.     
  • يجب التركيز على التنمر بين الطلاب، ويجب على المعلمين الذين يعانون من التنمر في المدرسة من دعم وتشجيع طلابهم والتصدي لهذه الظاهرة بمشاركة الأهل.
حنان جبيلي عابد

 

 

 

كاتبة ومربية، لقب أول في التربية واللقب الثاني في جودة البيئة- جامعة حيفا 

التعليقات