28/03/2021 - 16:34

الحيوانات البيتية وفيروس كوفيد-19

الكلب الذي قضى في الحجر لمدة عده أيام أعيد إلى صاحبته، ولكنه مات بعدها سريعا بسبب تغيير ظروفه الحياتية في الحجر لوحده ودخوله لحاله من الإحباط.

الحيوانات البيتية وفيروس كوفيد-19

كوفيد-19 هو واحد من الفيروسات التاجية، شكلها يشبه التاج معروفة منذ عشرات السنين، وهي تسبب أمراضا مختلفة للحيوانات حسب أنواعها وفصائلها، وقليلة هي الفيروسات التي تسبب أمراضا لكل الثدييات قاطبة. خصوصية إحداث المرض هي وراثية في الإنسان والحيوان وهو إما طفرة جينية أو بُني في المختبر على يد بشر، نظريات عدة حول سبب وجوده.

د.جريس مويس

 

 

 

الدكتور جريس مويس- دكتور بيطري في منطقة الجليل- الشاغور 

 

 

- تدور في الآونة الأخيرة تساؤلات عن إمكانية انتقال "فيروس كورونا الجديد" SARS-COV-2 ما بين الإنسان والحيوانات، وخاصه البيتية منها، الحالة الأولى التي اكتُشِفت في حديقة حيوانات "رونكس" في نيويورك بتاريخ 27/3/2020، حيث أن نِمْرة التغريس "ناديا" بدأت بالسعال, وبعد أن تم تخديرها أخذت منها عينات وتم التأكد من اصابتها بالفيروس الإنساني، ولكنها شُفِيت تماما بعد عدة أيام.

- بعد فتره قصيرة أعلنت وزارة الصحة في "هونج كونج" عن ظهور أول حالة إصابة بالفيروس، لكلب البوميرانيان "بيني" ابن السبعة عشر عاما، وذلك بعد أن كانت قد أصيبت صاحبته (مربيته) بمرض كوفيد 19، الكلب المسن كان يلعق فم وأنف المريضة.

 - رجح الأطباء أن الموضوع لا يعدو عن كونه انتقال الفيروس من فم الإنسان لفم الكلب، وذلك لأن محاولات عزل الفيروس من فم الكلب قد فشلت.

 - الكلب الذي قضى في الحجر عدة أيام أعيد إلى صاحبته، ولكنه مات بعدها سريعا بسبب تغيير ظروفه الحياتية في الحجر لوحده ودخوله لحالة من الإحباط. كذلك الأمر تم فحص كلب "راعي الماني" "جرمان تشيفر" في "هونج كونج" لمدة ثلاثة أيام متتالية، ووجد مصابا بالفيروس بعد أن كان أصحابه مرضى بكوفيد. أيضا في هونج كونج تم فحص 33 كلبا وقطا وابن قارض وعددهم اثنين، حيث أخذت العينات من بيوت أشخاص مصابين بالفيروس، ثلاثة منهم وُجدوا حاملين للمرض ولكن أيا منهم لم يطور أعراضا مرضية.

- قصه غريبة أخرى هي قصه القط البلجيكي الذي طور أعراض قحة وضيق نفس وإسهال وتقيؤ وانعدام

 

الشهية، وذلك بعد أسبوع من رجوع صاحبته من إيطاليا ودخولها للحجر الصحي بعد إصابتها بالفيروس، كل فحوصات القط كانت إيجابيه ولكنه تعافى بعد تسعة أيام، شركه "إيدكس الامريكية" فحصت 5000 حيوان من 17 دولة في العالم، كل الفحوصات كانت سلبية.

- في الصين ومن مقاطعة أوهان بالتحديد تم فحص الدم ل-102 قطا للتأكد من وجود مضادات للفيروس في الدم، فوجدوا أن 15 قطا يحمل مضادات للفيروس في دمائهم، مما يدل على أنهم تعرضوا لعدوى الفيروس وطوَّروا أجساما حيوية مضادة له.

لماذا لا يصاب الحيوان بالفيروس؟

- يعتقد أن البروتين المسمى "ACE2" الموجود في الأنسجة عند الإنسان، وخاصة في الرئتين والكليتين والأمعاء الدقيقة، مختلف عن ذلك الموجود عند الحيوانات وهو البروتين المسؤول عن مساعدة الفيروس بالدخول والتمكن من الخلايا المحلية.

- أجريت تجارب على حيوانات مختلفة وذلك بإدخال العدوى لأجسامها بشكل مُفتعل في المختبر، وتم التأكد من حقيقة أن إعطاء جرعات كبيرة من الفيروس للحيوانات، يؤدي لحدوث عدوى لديها ولكنها ليست مسببة للمرض، ما عدى حيوان "ابن مقرض" الذي مرض بالمرض وطوَّر علامات مرض شُفي منها بعد عدة أيام. 

 

 

بماذا توصي منظمات الصحة العالمية؟

توصي أصحاب الحيوانات البيتية المصابين بمرض الكوفيد-19:

* عدم الاقتراب من الحيوانات البيتية بقدر المستطاع.

* عدم إعطائهم فرصة للعق وجوههم، وعدم إعطائهم الفرصة للتعرض لإفرازات أجسامهم وخاصة من الفم والأنف.

* المحافظة على الابتعاد عن غذائهم.

* غسل اليدين جيدا بعد ملاطفتهم.

* استعمال الكمامات عند الاتصال بهم.

 لا توجد حتى الآن إثباتات أن المرض ينتقل من الحيوان للإنسان، محاولات عزل الفيروس من فم وأنف الحيوانات باءت بالفشل، الشيء الوحيد الذي وُجد في الفحوصات المخبرية لحيوانات مرض أصحابهم أجزاء من المادة الوراثية للفيروس، والسبب في ظهور المرض عند بعض الحيوانات هو تعرضهم لجرعات كبيرة من الفيروس، ويحتمل أن يكون لدى تلك الحيوانات استعدادات وراثية لحدوث المرض أو أنها تعود لتشخيصات غير دقيقة.

لا يوجد ذكر أن الطيور تتلقى الفيروس وتنقله، الحيوان الوحيد "ابن قارض" فهو الحيوان الوحيد الذي مرض بالمرض وظهرت لديه علامات كاملة للمرض، ولم تكن حالات موت بالكوفيد-19 للحيوانات.

- في تاريخ البشرية حدثت عدة أنواع من الإنفلوانزا والفيروسات والأوبئة التي انتقلت من حيوانات أو طيور مثل إنفلوانزا الطيور والخنازير وغيرها، هذه الفيروسات يحدث فيها طفرات وراثية يجعلها قابلة أن تحدث المرض لدى الإنسان، وبالتالي يجري انتشاره من شخص لآخر.

- في عصرنا الخدمات الطبية وشركات الأدوية لديها إمكانيات لإيجاد تحصين سريع له  ولإنتاج تحصينات ضد الأمراض المختلفة مما يعطي أملا للإنسان دائما في كبح جماح أوبئة قد تحدث مستقبلا.،

- من المعروف وجود وتطور فيروسات  كل 100 عام من تاريخ البشرية، السبب غير معروف، ويمكن ان يكون غير دقيق. في التاريخ جاء الطاعون والكوليرا والفيروس الاسباني الذي قضى على ما بين 60-100 مليون إنسان.

- في فترة الكورونا زادت ظاهرة تبني الحيوانات المشردة، مما جعل ظاهرة  تشرد الكلاب في الشوارع تقل بشكل ملحوظ، ولأول مرة منذ سنين طويلة تفرغ ملاجئ الكلاب من الكلاب الضالة.  

تحرير: سوسن غطاس - موقع والدية

 

التعليقات