د. بشارة: الجيش المصري وطني وشعبي وسينحاز أخيرا إلى الشرعية الشعبية (فيديو)

وينوه إلى أن الثورة دعا إليها الشباب، ولكنها ثورة شعب بأكمله يطالب بتغيير النظام، مشيرا إلى أنه لا غنى عن القوى السياسية المشاركة ويجب التعامل مع كل القوى لأنها طاقات مهمة في القيادة

د. بشارة: الجيش المصري وطني وشعبي وسينحاز أخيرا إلى الشرعية الشعبية (فيديو)
 
في حديثه مساء اليوم، الأربعاء، السادس عشر للثورة المصرية، على قناة الجزيرة، أكد المفكر د. عزمي بشارة أن الشباب هم من دعا إلى الثورة، ولكنها ليست ثورة شباب وإنما ثورة شعب بأكمله. كما أكد على أن الجيش المصري هو جيش شعبي ووطني، وأنه سيحسم أمره أخيرا مع الشرعية الشعبية. كما أبدى استغرابه من إمكانية أن يكون الجيش مجرد أداة بيد نائب الرئيس المصري عمر سليمان يلوح بها في وجه المتظاهرين.
 
وفي رده على سؤال بشأن تلويح سليمان بالخيار العسكري، قال د. بشارة إن النظام المصري بات يصح تشبيهه، بحسب العلوم السياسية، بالهرم المقلوب، وذلك بفعل الثورة المصرية، وبالتالي فهو يتزعزع بسرعة. وإن التهديد بالخيار العسكري يعكس تصور سليمان ونظرته، وبالتالي فهو خطير، ولكن ليس بالضرورة أن تطبق الأمور على هذا النحو، فالجيش ليس مجرد أداة بيد سليمان.
 
وأضاف أن الجيش لا يستطيع أن يكون ضد الشعب، فهو جيش شعبي تماما، وقال "أكاد أكون واثقا أن مصر لن تصل إلى هذا الوضع لأن جيشها وطني، مع الإشارة إلى أن الجيش شاهد كيف تفتتت قوى الأمن عندما أطلقت النار على الشعب" مذكرا بأن الجيش أقرب إلى الشعب من الأجهزة الأمنية، وهو يرى أن الاصطدام بالمظاهرات سيؤدي إلى تفتيته.
 
وفي رده على سؤال بشأن حيادية الجيش، قال د. بشارة إنه لا يمكن إنكار محبة المصريين لجيشهم، كما أنه لا يوجد حياد، ففي نهاية المطاف سوف يضطر الحيش إلى الحفاظ على الشرعية، والسؤال هنا أي شرعية سوف يختار؟ وأضاف أنه من الواضح أن الجيش يدرك بالتدريج أن الشرعية هي الشرعية الشعبية، قد يحتاج ذلك إلى الوقت، وقد يكلف ضحايا، ولكنه سينحاز أخيرا إلى الشرعية الشعبية كما حصل في مواقع أخرى في العالم.
 
وأشار في هذا السياق إلى أن مصدر الدساتير في العالم هو الشعب، وقد يكون ذلك على شكل جمعية تأسيسية وإعلان مبادئ وحقوق إنسان، والبدء بعصر جديد يبدأ بانعقاد الجمعية التأسيسية لوضع دستور، في هذه الأثناء تعين حكومة انتقالية ثم تجري انتخابات بموجب الدستور الجديد، وعندها تطلق قدرات الشعب الإبداعية وتحصل تغيرات قيمية وأخلاقية، وتعود الاستثمارات وحتى المغتربون يعودون إلى بلادهم.
 
وفي حالة النظام المصري، قال د. بشارة إن الحديث ليس عن نضال مطلبي عيني تكفيه مظاهرة احتجاجية بشأن قضية معينة أو إضراب عمالي، بل إن الحديث هو عن ثورة شعب بأكمله يطالب بتغيير النظام، والنظام ليس مستعدا بعد لذلك، والمسألة هنا هل سيتم نقل السلطة بشكل سلمي أم لا.
 
وأضاف هناك من اعتقد بشكل خاطئ، من المعارضة التي اصطلح على تسميتها بـ"المعارضة المدجنة" والتي تفكر بنضال مطلبي في إطار النظام القائم، أنه بالإمكان احتواء ذلك في النظام القائم بواسطة الترغيب والترهيب، ولكن هذا انتهى.
 
وأضاف في هذا السياق أن هناك ثورات فشلت في التاريخ ولم يطلق عليها ثورات لأنها فشلت، وأشار إلى الثورة في روسيا في العام 1905، وكذلك الانتفاضة الكبرى في الجزائر. أما في الحالة المصرية فالثورة قطعت شوطا، وبات لدينا قيادة استراتيجية تستيطع دراسة الخيارات. وقال "في لحظة معينة شعرنا أنه يجب أن نطلق عليها ثورة لأنها طرحت مسألة السلطة، وهي عامة وشاملة، وشملت كافة مجالات الحياة، وليس لديها مطالب في إطار النظام، وإنما تطالب بتغيير النظام".
 
وردا على سؤال بشأن وجود فجوة في القيادة بين الشباب وبين قيادات أخرى بضمنها من أطلق عليهم "الحكماء"، قال د. بشارة إنه في البداية كانت هذه علامة صحية، ولكنها قد تتحول إلى علامة ضعف في مرحلة معينة إذا لم يتم فهم سياقها التاريخي.
 
وبينما أشار إلى انحيازه للشباب، أضاف أن زمام المبادرة قد انتقل إلى الشباب عن طريق الشبكات الاجتماعية، وأنشأوا نوعا من العلاقات والأخلاق الجديدة الصادقة غير المنافقة خلافا لأخلاقيات النظام. ونوه إلى أن هذه الثورة دعا إليها الشباب، ولكنها ثورة شعب، وهي ليست سوء تفاهم بين جيل وجيل، بل هي ثورة الشعب المصري بأكمله ولا غنى في ذلك عن الأحزاب، فهناك حركات سياسية ناضلت، وبعضها قمع مبكرا، ويجب التعامل مع كل القوى لأنها طاقات مهمة في القيادة.

التعليقات