د. بشارة: مطالب المتظاهرين لا تزال مشروعة وراهنة أكثر من أي وقت مضى

ويضيف: "الربيع حل مبكرا على الأمة العربية، وهذا اليوم هو يوم عظيم للأمة العربية.. الجيش اختطف اللحظة التاريخية وقام بخطوة دقيقة في ظروف دقيقة"

د. بشارة: مطالب المتظاهرين لا تزال مشروعة وراهنة أكثر من أي وقت مضى
 
 
 
ويضيف: "الربيع حل مبكرا على الأمة العربية، وهذا اليوم هو يوم عظيم للأمة العربية.. الجيش اختطف اللحظة التاريخية وقام بخطوة دقيقة في ظروف دقيقة"
 
في إطلالته على قناة الجزيرة، مساء اليوم الخميس، قال المفكر د. عزمي بشارة إنه لا يستطيع أن يخفي عواطفه، وإن "الربيع حل مبكرا على الأمة العربية".
 
واعتبر اليوم أنه يوم عظيم للأمة العربية، مشيرا إلى أن الجيش المصري اختطف اللحظة التاريخية وقبض عليها بشكل جيد، وقام بخطوة دقيقة في ظروف دقيقة، وهو يعلم أن الشعب هو الذي قام بالثورة، وأن وكيل التاريخ هو الجماهير والشعب وهم صانعو التاريخ.
 
وأضاف الجيش يتحرك كمسوؤل عن سلامة الأمة وكجزء من الشعب، وأن لحظة ذهاب مبارك قد اقتربت، لافتا إلى أن هناك عدة سيناريوهات، ولكن المؤكد منها هو ذهاب مبارك. وردا على سؤال بشأن احتمال بقاء سليمان قال د. بشارة إن الجماهير لا تزال في الميدان، لافتا إلى أن فرح الجماهير هو فرح بذهاب مبارك، وبداية عهد جديد لم تتضح معالمه بعد.
 
وأضاف أنه من الواضح أن ما حصل هو نتيجة لتحرك الجيش، وبالتالي إذا ذهب مبارك، فيجب أن يذهب معه نائبه عمر سليمان. وأشار في هذا السياق إلى معلومات تتحدث عن عدم وجود توافق بين الجيش وبين الرئيس الذي باتت تصح تسميته بـ"المخلوع"، وأنه من المؤكد أن الجيش يتصرف بمسؤولية أكبر من المسؤولين من العهد البائد أمثال أبو الغيط.
 
 وقال إن الجيش هو محط ثقة الشعب، وبالتالي سيكون حكيما إذا بقي مصغيا لآمال وآلام وعذابات الذين تعذبوا في السجون، مؤكدا في الوقت نفسه على أن لا أحد يريد العودة إلى الحكم العسكري أو إلى مجالس الثورة، وإنما الدخول في عهد جديد من التحول الديمقراطي.
 
وأكد د. بشارة على أن مطالب المتظاهرين لا تزال مشروعة وراهنة أكثر من أي وقت مضى، وأن المطلوب الآن هو تعيين رئيس المحكمة الدستورية في الرئاسة وتعيين حكومة انتقالية لتسيير البلد نحو انتخابات بموجب دستور تقره جمعية دستورية.
 
ووجه د. بشارة التحية للرائد أحمد شومان، مشيرا إلى أن حديث الرائد بشأن إسقاط النظام بأكمله ليس صدفة، وأنه من الواضح أن هناك تحركا على مستوى صفوف العسكريين في الجيش باتجاه حماية ثورة ديمقراطية وحماية مكتسباتها.
 
وردا على سؤال بشأن عرض سليمان خروجا مشرفا لمبارك بوصفه أحد "أبطال أكتوبر"، قال د. بشارة إن التاريخ سوف يكتب من هم أبطال أكتوبر، وأن مكملو طريق أبطال اكتوبر هم أمثال الرائد شومان. وأشار في هذا السياق إلى ضرورة فتح ملف تعامل نظام مبارك مع أبطال أكتوبر من جهة العلاجات الصحية والتأمنيات والشيخوخة الكريمة المشرفة، منوها إلى أن الجيش يعرف جيدا مدى نفاق سليمان في هذه الملف.
 
وقال د. بشارة إنه يأمل أن يكون لدى المتظاهرين هيئة سياسية تجلس مع الجيش لمناقشة الخطوات القادمة لحماية مكتسبات الثورة، مشيرا إلى أن الشعب المصري سينزل يوم غد إلى الشارع، إلا من لا يريده الشعب المصري أن ينزل من عناصر النظام البائد.
 
أما بشأن تحويل السلطات إلى سليمان، فقال د. بشارة إن ذلك سيعيد الأوضاع إلى المربع الأول، مشيرا إلى أن مبارك تأخر دائما في تلبية مطالب الجماهير التي كانت تصعد من مطالبها، بدءا من تأخره في التخلي عن التوريث وتخليه عن إعادة ترشيح نفسه، وتعيين نائب له، والآن نقل الصلاحيات إلى سليمان لم يعد مقبولا لدى الجماهير.
 
وقال إنه ما كان بإمكان مبارك أن يحكم 30 عاما بدون أدوات، وأن جهاز مخابراته كان من أهم أركان نظامه لاستغلال تاريخ مصر العظيم لصالح نظام غير وطني.
 
أما بخصوص موقف الغرب، فقد أشار د. بشارة إلى أن المخابرات الغربية لم تنجح في توقع ثورات في السابق، مشيرا إلى الثورة الإيرانية والصمود في لبنان وثورتي مصر وتونس، باستثناء المرات التي تآمروا فيها.
وقال إن الولايات المتحدة أصبحت أكثر ذكاء بسبب تجاربها السابقة في حالتي تونس وإيران، وهي لا تريد أن تفرز الديمقراطية في مصر إلى قوى معادية لها.
 
أما بالنسبة لإسرائيل، فقال إن مصر ليست لبنان، وبالتالي فإن الغالبية الساحقة في مصر تصنف إسرائيل كعدو.

التعليقات