صوم ونوم ... و"قلّة وزن"

صوم ونوم ... و"قلّة وزن"

على عكس السائد من قول وعملٍ في مجتمعنا، فإن النوم لساعات طويلة لا يؤدي لزيادة الوزن (ولا يؤدي أيضًا لتخفيف الوزن)، حيث توصّل باحثون في إحدى الجامعات الأميركيّة إلى أن مدّة النوم تؤثر بشكل مباشر على استهلاك السعرات الحرارية في اليوم التالي، فمن يأخذ قسطًا كافيًا من النوم يستهلك سعرات حراريّة أقلّ ممّن ينام عدد ساعات غير كافية؛ وفي ذات البحث ورد أن النوم لأقل من 5 ساعات يزيد من احتمالات الإصابة بالسمنة.

ووفقًا للبحث المذكور، فإن النوم لمدّة كافية من الزمان هو أفضل وسيلة لكبح جماح رغبات الجسم في المزيد من السعرات الحراريّة، كما أن النوم لمدد قصيرة يؤدّي بشكل مباشر على تغييرات قد تكون جذرية في عمل الهرمونات، أحدها زيادة منسوب هرمون ghrelin المسؤول عن الشعور بالجوع.

ومن أهم ما أبرزته الدراسة، أيضًا، استهلاك كميّات أكبر من النشويّات والدهون والحاجة لتناول نقرشات بين الوجبات، وقد جاء في الدراسة أيضًا، عند النوم أقل من خمس ساعات فإن معدّل ارتفاع الوزن الأسبوعي يقارب 900 غرام.

كما وجد باحثون أن النقص في النوم يؤدي للإصابة بالأمراض المزمنة، وهو كزيادة نسبة الانسولين والسكر ممّا قد يتطوّر مستقبلًا ليصبح مرض السكّري.

ووجد العلماء أيضًا ارتباطًا محتملًا بين 'قلّة النوم' بضغط الدم العالي وأمراض القلب والشرايين حيق ارتفع معدّل الجلطات الدماغيّة بمعدّل 15% وارتفع سعر الجلطات القلبيّة بمعدّل 48%. كما يؤدّي نقص النوم لزيادة تجاعيد الوجه بسبب ارتفاع مادة الكروتيزول المضاد للكولاجين، البروتين المسؤول عن ليونة البشرة.

يؤكد الخبراء والباحثين أن معظم الناس يحتاجون إلى 7.5 ساعات من النوم يوميًا. نظراً لأهمية الحصول على قسط كاف من النوم في شهر رمضان، ينصح الصائم بتنظيم ساعات النوم بشكل يتماشى مع طبيعة العبادات ومواعيد الوجبات بحيث يحصل الصائم، ولو بشكل متقطع، على قسط واف من النوم والراحة. أما الأغذية التي تحتوي على مركبات تسبب الاسترخاء والنعاس فتساعدك على النوم السريع في الليل قبيل وجبة السحور، فهي الجوز، الحليب الساخن، العسل والموز. ومن المهم الابتعاد عن الكافايين الموجود بكميات عالية في الشوكولاتة، مشروبات الطاقة، معظم أنواع المشروبات الغازية، الشاي والقهوة لأنه قد يسبب الأرق. وينصح أيضا بتجنّب تناول كميات كبيرة من الطعام إلى درجة التخمة لأنها مرتبطة بعسر الهضم واضطرابات في النوم.

تنويه هام: المواد المقدمة هنا ليست بديلا للاستشارة الطبية وزيارة الطبيب. المواد المقدمة هي بمثابة توصيات عامة وليست توصيات طبية.

التعليقات