الصيام أثناء الحمل: معلومات ونصائح تقدمها د. نيفين سمارة

الصيام أثناء الحمل: معلومات ونصائح تقدمها د. نيفين سمارة

لا ينصح الأطباء بصيام الحامل في بعض الحالات، كما في بداية فترة الحمل أو من يعانين من التقيؤ والدوران ويفقدن الكثير من السوائل، ذلك لمنع حدوث الجفاف.

وحذرت طبيبة النساء في مركز "مئوحيدت" بالطيبة والمختصة في طب العقم والإنجاب في مستشفى "إيخيلوف"، د. نيفين سمارة، من صيام النساء أثناء الحمل في الأشهر الأولى من حملهن، مشترطة توخي الحيطة والحذر والاستشارة الطبية لمن أرادت منهن الصيام.

وحول النساء الحوامل اللواتي يقررن الصيام في شهر رمضان، وهن نسبة كبيرة في مجتمعنا، حاور "عرب 48" د. سمارة.

"عرب 48": هل هناك موانع خاصة لصيام النساء عموما؟

د. سمارة: ما ينطبق على الرجال ينطبق على النساء من ناحية الصيام بشكل عام. الامتناع أو النصائح حول الصيام متعلقة بالحالة الصحية لدى المرأة إذا كانت تعاني من أمراض مزمنة كضغط الدم أو السكري أو أمراض أخرى تمنعها من الصيام أو تعرضها لخطر ما أثناء الصيام، أو تمنعها من تناول الأدوية الضرورية لها.

"عرب 48": إذا تحدثنا عن شريحة النساء الحوامل، فما هي النقاط التي تخصهن؟

د. سمارة: النساء الحوامل هي شريحة خاصة بكل المقاييس، لأنها تمر بتغييرات فيزيولوجية خاصة، وهي تكون مسؤولة عن نفسها وعن جنينها الذي يحتاج إلى شروط وظروف معينة كي يكون في مرحلة تطور سليم. النصائح وإدارة الصوم لدى الحوامل قصة مختلفة عن باقي النساء بشكل عام.

"عرب 48": هل توجد عوارض وآثار للصيام على المرأة أثناء الحمل؟ وهل من آثار على الجنين على المدى القريب أو البعيد؟

د. سمارة: الصيام يختلف من مجتمع لآخر ومن حضارة لأخرى. سنركز على الصيام في مجتمعنا في رمضان لأنه ما يهمنا في الفترة الحالية، وهو صيام من نوع خاص لأنه انقطاع عن الأكل والأدوية خلال النهار، والنساء الحوامل تمر فيه بفترات مختلفة. شروط وظروف ومتطلبات كل فترات الحمل تختلف سواء كان في الثلث الأول والثاني أو الثلث الأخير.

د. نيفين سمارة (تصوير "عرب 48")

هناك أبحاث في هذا المجال تطرقت إلى صيام الحوامل في شهر رمضان وآثاره، لكنها قليلة، وهنا أتحدث عن المرأة ذات الحمل السليم وليست الحامل التي تمر بظروف صحية مختلفة وتعاني من مرض سكري أو ضغط دم أو ظهور علامات لولادة مبكرة، فهذه شريحة أخرى لن أتطرق إليها لأنه من الواجب ألا تصوم والتحدي الصحي لديها يكون أكبر بكثير. أما بالنسبة لآثار الصيام فإن قسما كبيرا من النساء لا يتحملن الصيام لأسباب مختلفة، منها نقص في السوائل، وعلامات الوحام في المرحلة الأولى من الحمل، والإحساس العام بالضعف، ومتطلبات عالية من التغذية السليمة من فيتامينات وسعرات حرارية مطلوبة التي لا تتوفر للمرأة الصائم، لذا فإن القاعدة الأساسية لحسم مسألة أن تصوم الحامل أو ألا تصوم هي أن تتماشى المرأة مع جسدها كنقطة أساسية، فإذا شعرت أنها تستطيع الصوم كان به، لكن يمكن ظهور عوارض أخرى وهي هي حدوث الطلق المبكر، المس في تغذية الحامل، وهناك إمكانية لتطور سكري في الحمل بسبب الصيام واختلاف الأنسولين ونسبة السكر في الدم. أما من حيث التأثير على المدى القريب للجنين، فهناك عدة أبحاث طبية، لكنها ليست دقيقة، وأستطيع أن ألخص ذلك بأن بعض الأبحاث تطرقت لولادة أجنة أوزانها أقل من المعدل للمرأة التي صامت في رمضان وخاصة في الثلث الأول من الحمل، هناك أيضا حديث عن ولادة مبكرة وكل العوارض المترتبة على الحامل إزاء ذلك، وهناك حديث أيضا عن مضاعفات للمدى البعيد، بمعنى أن هناك إفراز مواد، وبما أن المرأة الحامل لا تتوفر لديها كمية كافة من السكر فيضطر الجسم كي يوفر لنفسه الطاقة من مخازن الدهون في الكبد، وهذا يسبب إفراز مواد معينة قد يكون لها بعض الآثار على تطور الجنين خاصة التطور الذهني عنده. الاستنتاج الأساسي هو أننا بحاجة لدراسة أدق من هذه الأبحاث.

"عرب 48": إذا اختارت المرأة الحامل أن تصوم فما هي النصائح التي تقدميها لها؟

د. سمارة: أنصح المرأة الحامل التي تصوم أن تتناول كمية سوائل كافية خلال ساعات الإفطار، وأن تحافظ على تغذية متوازنة، وأن تستغل وجبتي الإفطار والسحور من حيث نوعية وكمية الطعام، وأن تتجاوب مع جسدها ومع قدرتها أثناء فترة الصيام وهذا هو الأهم.

 

التعليقات