مسحراتي طولكرم يتجول بكرسيه المتحرك ليوقظ الناس على السحور

مسحراتي طولكرم يتجول بكرسيه المتحرك ليوقظ الناس على السحور

لم يتردد المسحراتي وليد أبو سفاقة (49 عاما) في خدمة أهالي مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة وإيقاظهم وقت السحور منذ العام 1988م، وحتى بعد إصابته من قبل قوات الاحتلال مع بداية الانتفاضة الأولى، برصاصة اخترقت ظهره، جعلته أسيرا لكرسي متحرك لا حول له ولا قوة، بعد تعرضه لشلل نصفي.

يعشق المسحراتي أبو سفاقة العمل في مهنته التي تعلمها واكتسبها منذ صغره على يد المسحراتي الراحل فارس الجمل، يوقظ الناس في ليل شهر رمضان لتناول وجبة السحور.

والمشهور عن المسحراتي هو حمله للطبل أو المزمار ودقها أو العزف عليها بهدف إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر وعادة ما يكون النداء مصحوب ببعض التهليلات أو الأناشيد الدينية.

وقال المسحراتي أبو سقافة لـ 'عرب 48': 'كنت في صغري أنتظر الجولة التي يقوم بها المسحراتي الجمل بفارغ الصبر، وكنت أستمع لما يقوله وأحاول حفظة وترديده، وتمنيت أن أكون في يوم من الأيام مسحراتي البلد ثم بإصراري كان لي ما أردت'.

وأضاف أنه 'منذ 29 عاما وأنا أعمل مسحراتي البلد في طولكرم، وأجمل ما في مهنتي رؤية ابتسامة الأطفال أثناء قيامي بتوزيع الهدايا والفوانيس الرمضانية عليهم خلال تجوالي بين الأزقة والحارات والشوارع'.

وأشار أبو سقافة إلى أنه يشعر بالسعادة رغم التعب والإرهاق الذي يكابده لأكثر من ساعتين في جولته لإيقاظ الناس ومعاناته من مرض السكري، خاصة وأنه يحمل 'صاجات نحاس وطبول ذات أوزان ثقيلة'.

ونتيجة لظرفه الصحي لم يستطع المسحراتي التجول منفردا حيث يقوم عدد من المتطوعين بمرافقته ومساعدته.

وأكد أنه سيواصل مسيرته والحفاظ على مهنته في إيقاظ الأهالي وقت السحور، رغم كل الظروف والعراقيل.

ويجوب المسحراتي أبو سفاقة بكرسيه المتحرك طولكرم ومناطقها وحاراتها المختلفة، مؤكدا أنه لا يستطيع الاستغناء عن هذه المهنة التي تعد جزءا من التراث العربي وتكاد أن تندثر في أيامنا.

ويعتبر المسحراتي صورة لا يكتمل شهر رمضان بدونها، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشعبية الرمضانيّة، فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحراتي جولته الليلية في الأحياء الشعبية موقظا أهاليها للقيام على ضرب طبلته وصوته الجميل يصدح بأجمل الكلمات مما يضفي سحرا خاصا على المكان، ومن العبارات المشهورة للمسحرين قولهم: 'يا نايم وحّد الدّايم، يـا غافي وحّـد الله، يا نايم وحّد مولاك اللي خلقك ما بنساك، قوموا إلى سحوركم إجا رمضان يزوركم'.



التعليقات