بيروت في ثوب رمضاني وقلبها ينبض بالحياة

بيروت في ثوب رمضاني وقلبها ينبض بالحياة

لشهر رمضان المبارك تقاليد وعادات تراثية واجتماعية أصبحت جزءا من المظاهر المحببة والمألوفة في المدن اللبنانية، ولا سيما العاصمة بيروت، وتعد بيروت خلال رمضان، من المدن الزاهية المزدانة شوارعها بحلة هذا الشهر.

تضاء فيها المصابيح وتكتظ الأسواق بالناس، وتقام في جوامعها الاحتفالات الدينية، ويجتمع شمل العائلات على موائد الإفطار، وتعم الألفة والمحبة بين الجميع.

"رمضان بالساحة"

لعل أبرز ما ميز العاصمة اللبنانية هذا العام هو أنشطة مهرجان "رمضان بالساحة" التي تحتضنها بيروت في "ساحة النجمة".

وتحولت "ساحة النجمة" إلى قرية رمضانية جمعت ثقافات وتقاليد متعددة، عبر فقرات وأنشطة متنوعة تناسب كل الأعمار، فيما فتحت المطاعم أبوابها لاستقبال الزوار، وارتدت الساحة ثوب رمضان.

في "ساحة النجمة" تلتقي حضارات مختلفة في كل أسبوع، من خلال عرض لمطبخ وثقافات دول عربية وإسلامية، مثل بلاد الشام وشمالي أفريقيا وشرقي آسيا والخليج.

ويترافق مع ذلك عروض لفرق "الدراويش" وقصص يرويها الحكواتي، إضافة إلى "حزازير" رمضان وفقرات ترفيهية للأطفال، كما شهدت "ساحة النجمة" معارض لحرفيين تزخر بأعمال يدوية.

إضافة إلى "الصندوق الكبير" المخصص لجمع الملابس من متبرعين، لتوزيعها لاحقا على العائلات المحتاجة.

أجواء رمضانية

وقال الشيف أنطوان الحاج، صاحب مقهى "بيروتي عتيق" لـ"الأناضول": "نحن اليوم في وسط العاصمة بيروت أتينا لنعيد إلى المدينة نبض الحياة، بعد أن كانت الحركة شبه جامدة منذ أكثر من 6 سنوات".

وأضاف أن "الساحة تعج بالناس حتى منتصف الليل، يأتون من كل المناطق من الشمال والجنوب، للاستمتاع بالأجواء الرمضانية".

وشدد الحاج على ضرورة "إعادة إحياء التراث الحيوي للبنان الذي يستقطب العديد من السائحين، وخاصة العرب".

مسيحيون في الساحة

وتكتسب أجواء رمضان في بيروت خصوصية يغذيها التنوع الديني، إذ يحرص مسيحيون على مشاركة المسلمين صومهم، وحضور موائد الإفطار في مطاعم "الساحة".

كما يشاركون رفاقهم في سهرات المقاهي والخيام، حيث يدخنون "النرجيلة" على أنغام الطرب ورائحة القهوة العربية.

وقال مارون عبود: "أتيت من مدينة جبيل لأشارك إخواني المسلمين أجواء رمضان(...) إنها أجواء جميلة وتجربة استثنائية في ساحة النجمة".

وتابع: "أشارك ورفاقي في السهرات والإفطارات الرمضانية بمعدل مرة في الأسبوع تقريبا".

ودعا عبود كل "اللبنانيين من كل الطوائف إلى زيارة ساحة النجمة، وعيش الفرحة عن قرب".* عودة الحياة

أما أحمد حسن، وهو لبناني مغترب في الكويت، فقال: "أنا مندهش مما يحدث في الساحة اليوم من أجواء جميلة، خاصة وأن لبنان عانى الأمرين لناحية الأوضاع الاقتصادية".

وتمنى حسن في حديث للأناضول، "لو تساهم هذه التجربة في تحريك العجلة الاقتصادية في البلاد".

فيما قالت رانيا حافظ، من بيروت، إن "الأجواء في ساحة النجمة رمضانية بامتياز".

وختمت بقولها إن "هذا الشهر الفضيل ساهم في إعادة الحياة للعاصمة(...) إنه حدث مميز لمّ شمل اللبنانيين وجمعهم من كل المناطق".

التعليقات