رمضان... فرصة للتوفير لا للتبذير

رمضان... فرصة للتوفير لا للتبذير

يحل علينا الشهر الفضيل مع ما يرافقه من عادات اجتماعية وأجواء خاصة به دون سواه، ومع ذلك هناك عادات غير محمودة كالبذخ والتبذير والإسراف الذي يتعارض مع أدبيات رمضان.

ووفقا للمعطيات التي زودنها بها الخبير الاقتصادي، غسان صالح، فإن معدل إنفاق العائلة العربية على الغذاء شهريا يبلغ 3,200 شيكل، بمتوسط 3.4 أنفار، مقابل 2,435 شيكل لدى العائلة اليهودية بمتوسط 2.6 أنفار، ويبلغ متوسط الدخل الصافي في العائلة العربية 11,195 شيكلا ويرتفع متوسط الدخل لدى العائلة اليهودية 19,699 شيكلا، وتنفق العائلة العربية شهريا على السجائر 321 شيكلا بالمعدل بينما لدى العائلة اليهودية 105 شواكل.

غسان صالح

وبينما يرتفع معدل إنفاق العائلة اليهودية على التربية والتعليم إلى 1,928 شيكلا، يتدنى إنفاق العائلة العربية على التربية والتعليم إلى 1,350 شيكلا، وتنفق العائلة العربية ضعف العائلة اليهودية على الملابس أي بمعدل 737 شيكلا شهريا مقابل 467 شيكلا.

وما يثير في رمضان هو ازدياد الإنفاق على السلة الغذائية بنسبة 150% مقارنة بالأشهر العادية، رغم أن عدد ساعات الصيام يبلغ نحو 15 ساعة باليوم، ويتم تناول الطعام في ساعات محدودة من الليل، ما يعني أن ما ينفق ليس بالضرورة يستهلك وإنما في الغالب يلقى في النفايات، وينصح الخبير الاقتصادي جمهور الصائمين ألا ينغروا بالحملات الدعائية للمشتريات، فالأموال تنتهي والحملات لا تنتهي.

"عرب 48": ما هي النصائح التي تقدمها للعائلة العربية وهي تستعد لاستقبال رمضان؟

صالح: أولا، كل عام والجميع بخير، شهر رمضان هو في الأساس شهر عبادات وطاعات لا شهر ترف وبذخ وتبذير. أنصح العائلة العربية ألا تُغرى من ترويج الحملات للاستهلاك، ففي هذا الشهر ينضاف إلى سلة الغذاء التمر والشوربة فقط، وتقل عدد الوجبات من ثلاث وجبات يوميا إلى وجبتين، أي هناك فرصة لتقليص سلة المشتريات لا زيادتها، ومع ذلك نلاحظ أن العائلة العربية تزيد من نفقات الغذاء في رمضان. هناك خطوات لا بد من اتباعها، أولا، لا نذهب للشراء أثناء الصيام وخصوصا في الساعات الأخيرة للصيام، وإذا كان لا بد فليكن في ساعات الصباح قبل أن ينال الجوع منا. ثانيا، يجب إعداد قائمة مشتريات مسبقا. ثالثا، لا تغريك الحملات، إذا كنت ستستهلك فاشتر وإلا فلا، مثلا حملة 1+1 فكر أولا قبل الشراء هل ستستهلك عبوتين أو عبوة، فإذا كنت تستهلك عبوة لا تشتري عبوتين، فالحملات لا تنتهي وإنما النقود هي التي تنتهي، ولا بئس من شراكات مع الأخوة أو الأصدقاء مثلا في حال حملات 1+1 نشتري معا ونكسب الحملة دون أن نضطر لزيادة الإنفاق، فالحملة يمكن أن تكون ذهبية فقط بوجود فائض نقدي وليس عبر مساحة الاعتماد والتقسيط.

"عرب 48": هل ندفع نقدا أم بواسطة بطاقة الاعتماد؟

صالح: أنصح دائما أن تدفع سلة الغذاء نقدا، لأنك ستحرص أكثر على عدم المبالغة في الإنفاق، فعندما يكون الدفع عبر بطاقة اعتماد لن يضيرك المبلغ كثيرا، ولكنك ستحرص أكثر عندما تدفع نقدا، وبالتالي تتحكم أكثر بحجم سلة المشتريات وحجم الإنفاق.

"عرب 48": ماذا عن الحملات التي تخصص فقط لرمضان؟

صالح: تذكر دائما أن الحملات لا يمكن أن تنتهي، بل على العكس فالحملات ستزداد بعد رمضان لأن الإنفاق سيكون بطبيعة الحال أقل وبالتالي فإن التجار يسعون إلى ترويج بضائعهم عبر الحملات كي لا تكسد، وتذكر أن ما لا تحتاجه في رمضان لا تشتريه وتخزنه للشهر الذي يليه فلكل شهر مصروفاته، ولا تثقل على شهر للشهر الذي يليه لأنك تفقد الموازنة وتلجأ للاقتراض وهذا نهج خاطئ.

"عرب 48": لماذا لا نقترض لتغطية نفقات رمضان والعيد؟

صالح: قروض الاستهلاك هي أسوء القروض التي يمكن أن يلجأ إليها رب العائلة، فالمهمات تستغرق الوقت المتاح لها، أي معك ألف شيكل يمكن أن تتكيف معها وتعيش حسبها وكذا أكثر فأنت تتمدد في مصروفك وفقا لما يكون بحوزتك، عدا عن كونك تثقل المصروفات على الأشهر التي تلي رمضان وتدخل في دائرة قروض لا تنتهي. القروض ليست للاستهلاك ولا للاستجمام، وإذا كان لا بد فهذه القروض للحاجات الكبيرة مثل بناء بيت أو ترميم لأنها فوق معدل المصروف العادي.

 

التعليقات