فيديو: 10 سنوات، ليفربول وميلان ونهائي أسطوري في إسطنبول

​عقد كامل مرّ منذ 25 أيار (مايو) 2005، في تلك الليلة أقيم نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب أتاتورك في إسطنبول، نهائي أسطوري جمع عملاقين من عمالقة كرة القدم، ليفربول الإنجليزي وميلان الإيطالي، نهائي تميز بالجنون والذهول، أحوال انقلبت وضحكات تبددت ودموع شقاء أضحت دموع فرح واحتفال.

فيديو: 10 سنوات، ليفربول وميلان ونهائي أسطوري في إسطنبول

جيرارد يرفع كأس أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

عقد كامل مرّ منذ 25 أيار (مايو) 2005. في تلك الليلة أقيم نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب أتاتورك في إسطنبول، نهائي أسطوري جمع عملاقين من عمالقة كرة القدم، ليفربول الإنجليزي وميلان الإيطالي. نهائي تميز بالجنون والذهول، أحوال انقلبت وضحكات تبددت ودموع شقاء أضحت دموع فرح واحتفال.

 مباراة لن تمحى من ذاكرة من شاهدها. فرضت نفسها في ذاكرة المشاهدين والبطولة، نجومها حتى اليوم يتلألأون في الملاعب وخارجها، نجوم نقشت أسماؤهم على جدران تاريخ كرة القدم، وخطت وجوههم بماء الذهب.

أطلق الحكم صافرة البداية في ملعب أتاتوك في مدينة إسطنبول التركية، في الدقيقة الأولى يحصل ميلان على ضربة حرة، بيرلو يتولى مهمة تنفيذ الركلة، والكابتن العنيد للميلان، مالديني، يرسلها إلى الشباك ويرسل صيحات فرح عشاق فريقه إلى السماء.  

وفي الشوط الأول كانت المفاجآت الأولى، كوكبة نجوم ميلان تتبادل التمريرات وتتشارك في صنع الهدفين الذين سجلهما الأرجنتيني المتألق هيرنان كريسبو، الأول كان من صنع المهاجم الأوكراني شيفشينكو، والثاني من الساحر الشاب، آنذاك، البرازيلي كاكا، وكريسبو لم يكن المهاجم الذي يخطئ مثل هذه الفرص.

ينتهي الشوط الأول بنتيجة 3-0 لصالح كوكبة نجوم ميلان ومدربهم القدير كارلو أنشيلوتي، وفي نظر السواد الأعظم من المشاهدين أصبح ميلان بطل دوري أوروبا بدون شك، وغصت جماهير ليفربول بالدموع، لكن للمدرب رافائيل (رافا) بينيتز والكابتن الأسطوري ستيفن جيرارد وزملاؤه كان رأي آخر، كانوا يملكون إصرارًا وروحًا قتالية قل مثيلها في ملاعب كرة القدم.

اقرأ أيضًا: ميدالية ذهبية وبرونزية لفلسطين في بطولة فرنسا للمصارعة

 مع صافرة الشوط الثاني بدأ الجزء الآخر من الحكاية، سقط رهان كل من ظن أن الريدز يهزمون بسرعة وسهولة، جماهير الفريقين، الفائز والمهزوم، يشجعون بكل قوة، وجماهير ليفربول تصدح بنشيدها الشهير لفريقها 'يو ويل نيفير ووك ألون' (لن تسير وحدك أبدًا)، بينيتز يدخل هامان إلى الوسط مانحًا المجال لجيرارد أن يتقدم، جيرارد يسجل الهدف الأول للريدز برأسية ويبدأ بإشعال الملعب والجمهور طالبًا منهم المزيد من التشجيع، ويقول 'وي كان دو إت (نستطيع أن نفعلها)'، والكابتن يعني ما يقول.

حارس ليفربول البولندي، دوديك، يتألق في التصدي لشيفشينكو وكريسبو، مالديني وزملاؤه في الدفاع يقاتلون من أجل الفوز بالكأس السابعة للفريق والثانية للكابتن مالديني، سميتشر يقترب من منطقة الجزاء، سيدورف يحاول منعه من التسديد لكن الأول يطلق قذيفة لم يستطع حارس الميلان البرازيلي، ديدا، فعل شيء سوى إخراجها من الشباك. الأمل يعود لكل مشجعي ليفربول ويدب الخوف في قلوب مشجعي ميلان بدل السعادة والثقة بتحقيق اللقب السابع.

في الدقيقة الـ60 يرتكب جاتوزو مخالفة في منطقة الجزاء، خطأ قاتل كلّف ميلان مشوارها في البطولة، ألونسو يتولى تسديد ركلة الجزاء التي تبعد 11 مترًا عن المرمى، ألونسو الشاب ولاعب خط الوسط المتألق لم يكن يملك ذات الخبرة والقوة التي يمتلكها اليوم، ولا القدرة على تحمل الضغط، فعليه يتوقف مصير الفريق ومقابله يقف ديدا حارسًا لعرين الميلان. يسدد ألونسو ويصدها ديدا، لكن مهلًا، ألونسو يركض نحو الكرة بإصرار وروح قتالية كما يليق بلاعب نادي ليفربول، ويحقق ما كان بنظر الكثيرين مستحيلًا قبل ربع ساعة، التعادل.

اشتعلت المدرجات والساحات العامة حيث يتجمع مشجعو الفريقين، مشجعو ميلان لا يصدقون ما يرون، ومشجعو ليفربول على موعد مع لحظات لن تمحى من ذاكرة أحد، محاولات من الجانبين وتألق للحارسين ديدا ودوديك، لم تترجم أية فرصة لهدف، لتنتهي المباراة بالتعادل المجنون بثلاثة أهداف لكلا الفريقين، وكذلك النصف ساعة الإضافية، لتحتكم المعركة التاريخية لركلات الترجيح.

يفتتح ميلان الجولة الحاسمة، سيرجينيو يتولى تسديد الركلة الأولى ودوديك يصدها، هامان يسجل ركلة الريدز الأولى، بيرلو يتقدم نحو الركلة الثانية ويضيعها، سيسيه يمنح ليفربول دفقة أمل بتسجيله الركلة الثانية، توماسون يسجل هدف ميلان الأول من الركلة الثالثة وديدا يصد كرة جون إيرني ريزه ويحرم ليفربول الركلة الثالثة، كاكا، الساحر الشاب ينجح بتسجيل ركلته، بعده يسجل سميتشر لليفربول، 3- 2 من أربع ركلات ترجيح لكل فريق ودور شيفشينكو، عليه أن يسجل ليبقي لفريقه فرصة الفوز، لكن دوديك يواصل تألقه ويصدها، ويمنح ليفربول كأس دوري أبطال أوروبا.

ليلة لن تمحى من ذاكرة أحد، بيرلو صرح بعدها أنه فكر في اعتزال اللعب وعدم العودة إلى الملاعب بسبب هول تلك المباراة، أنشيلوتي وصف دقائق المباراة بالجنون وقال 'خسرنا اليوم وفقدنا بطولة الدوري الإيطالي قبل أسبوع'، مالديني أعرب عن خيبة أمله بسبب سيناريو المباراة وقال إنه لم يقدر على النوم جيدًا طوال ثلاثة أشهر، وأنه لا يزال حتى اليوم يشاهد تسجيل المباراة.

سأل أحد الصحافيين جيرارد عن شعوره بعد المباراة فأجاب أنه لا يعرف شعوره ولا يصدق ما حدث حتى الآن وأنه منذ تلك الليلة في إسطنبول عقد العزم على عدم مغادرة ليفربول، أما المدرب بينيتيز فقال إن الإصرار والروح القتالية للفريق تستطيع صنع ما ظنه الكثيرون مستحيلًا. جيمي كراغير، مدافع ليفربول قال إنه لن ينسى وجه مالديني عندما صافحه، وأنها كانت ليلة خيالية لن ينساها أبدًا.

 

التعليقات