خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: الكرة الإنجليزية إلى أين؟

لا تقتصر عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الناحية السياسية والاقتصادية فحسب، بل هناك عواقب رياضية أيضًا وخصوصًا على صعيد الدوري الإنجليزي لكرة القدم

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: الكرة الإنجليزية إلى أين؟

(وكالات)

لا تقتصر عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الناحية السياسية والاقتصادية فحسب، بل هناك عواقب رياضية أيضًا وخصوصًا على صعيد الدوري الإنجليزي لكرة القدم.

وكان مواطنو بريطانيا قد صوتوا مع الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة وصلت إلى 52 بالمئة، وفي المقابل صوّت 48 بالمئة مع البقاء.

ويشار إلى أن مفاوضات الخروج ستستغرق سنوات عدة، علمًا أنه تم تحديد عام 2019 أو 2020 كتاريخ فعلي لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع الإشارة إلى أن عضوية الاتحاد الأوروبي لا علاقة لها بأنشطة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على سبيل المثال، حيث تستطيع كل من إنجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية واسكتلندا خوض المسابقات الأوروبية على مستوى الأندية والدول.

وبحسب توقعات مصادر رياضية لما يمكن أن يحدث عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أولًا ستزداد تكلفة شراء اللاعبين في الأندية الإنجليزية عما هو في الأجنبية، باعتبار أنه يتعين على الفرق الإنجليزية تسديد فارق قيمة يبلغ 10 بالمئة للتنافس مع الأندية الأخرى حول العالم بشأن رسوم وأجور الانتقالات في ظل تراجع قيمة الجنيه إلى حد كبير.

ثانيًا، لن تحظى أكاديميات الشباب بحرية اختيار المواهب الأوروبية كما هو الحال بموجب القواعد الحالية، وهنا يبقى باب التساؤل مفتوحًا حول كم عدد هؤلاء الذين سيتم السماح لهم بالقدوم إلى بريطانيا؟ وكم عدد من سيرغبون في ذلك؟

ثالثًا، سيؤدي ذلك إلى انقطاع الروابط العائلية بين اللاعبين الشباب نظرًا لأن الآباء الطموحين لن يتمكنوا من الحصول على العمل أو الحق في الإقامة على الشواطئ، خصوصًا عندما يدور الحديث عن لاعبين في سن الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة، عندما سيضطرون لترتيب أمور حياتهم دون وجود أمهاتهم، الأمر الذي سيجعل قرار الانتقال إلى إنجلترا بالنسبة لهم أكثر بشاعة وأقل جاذبية.

رابعًا، سيحتاجون اللاعبون الموهوبون وصغار السن إلى تصريح عمل، فلطالما كانت أبواب الدوري الإنجليزي مفتوحة في السابق بلا قيود أمام اللاعبين الذين يحملون الجنسية الأوروبية، وذلك وفقًا للاتفاقيات الأوروبية التي تسمح للمواطنين الأوروبيين بالتنقل والعمل بحرية داخل دول الاتحاد.

ولكن في المقابل، كان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يضع شروطا معينة لانضمام لاعبين من خارج الاتحاد إلى البريميرليغ وذلك من أجل حماية اللاعب المحلي. وتنص هذه الشروط على ضرورة مشاركة اللاعب الذي يريد الانتقال للدوري الإنجليزي في 30 بالمئة أو 45 بالمئة من مباريات منتخب بلاده في العامين الأخيرين. وتختلف تلك النسبة باختلاف ترتيب المنتخبات.

حتى الآن كان اللاعبون الأوروبيون مستثنون من هذه الشروط، لكن وبعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ستصبح هذه القوانين سارية المفعول عليهم أيضا وهو ما يهدد تواجدهم بالدوري الإنجليزي الممتاز.

وحسب بيانات نشرها موقع BBC وصحيفة "غارديان"، فإن ثلثي اللاعبين الأوروبيين الممارسين في الدوري الإنجليزي الممتاز والبالغ عددهم 160 لاعبا سيفقدون عملهم إذا استمر تطبيق القانون القديم.

ولا يتعلق الأمر هنا بلاعبين عاديين بل بنجوم كبار أمثال المهاجم الفرنسي المتألق ديمتري باييه وحارس مانشستر يونايتد دافيد دي خيا والمدافع الألماني إيمري كان لاعب ليفربول والإسباني خوان ماتا ونجم ليستر سيتي نجولو كانتي.. بل إن كثيرا من الأندية ستجد نفسها مضطرة للتخلي عن أكثر من 11 لاعبا.

خامسًا، هناك أصوات ترى في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فرصة جيدة للكرة الإنجليزية، ما يعني أن تراجع عدد اللاعبين الأجانب سيمنح فرصة أكبر للاعب البريطاني من أجل التطور وهو ما قد يعود بالمنفعة على المنتخب الإنجليزي الذي لم يتذوق طعم التتويج بالألقاب منذ عام 1966.

نقطة أخرى قد تلعب لصالح كرة القدم الإنجليزية بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وهي الاعتماد على المواهب الصاعدة المحلية بدلًا من جلبها من الخارج.

ففي السابق كانت بريطانيا تستفيد، باعتبارها عضوا في الاتحاد الأوروبي، من الانتقال الحر للمواهب الصاعدة داخل دول الاتحاد بدون قيود. لكن الآن وبعد الانفصال لم يعد ذلك مسموحا لها وهو ما يعني أنها ستضطر إلى الاهتمام بالمواهب الصاعدة الموجودة بالداخل.

سادسًا، على الصعيد العام وبسبب الارتباك الكبير الذي وقعت فيه الأندية الانجليزية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وخشيتها من فقدان نجوم كبار يشكلون أعمدتها الأساسية، قد تلجأ وزارة الداخلية الإنجليزية بالتنسيق مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، حسب خبراء، إلى التخفيف من حدة شروط الحصول على تصاريح العمل للاعبين حتى لا يضطر حوالي 100 لاعب أوروبي لمغادرة البريميرليغ.

وهو أمر إذا حصل فسيكون بمثابة ضربة قاضية للدوري الإنجليزي الممتاز الذي ساهم اللاعبون الأوروبيون بشكل كبير في جعله أكثر الدوريات إثارة على مستوى العالم.

التعليقات