هل تجعل قطر مونديال 2022 "نسخة يخلدها التاريخ"؟

"بما أنه سيكون هناك العديد من نسخ تحدي 22 حتى سنة 2022، سنكتشف المزيد من الأشخاص ذوي المهارات الريادية، وهو ما من شأنه أن يفتح الباب لضخ المزيد من الاستثمارات”.

هل تجعل قطر مونديال 2022

(أ.ف.ب)

أجرى حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، مقابلة مع الموقع الإلكتروني الرسمي للجنة، اليوم الخميس، تحدث خلالها عن آخر استعدادات قطر لتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

وقال الذوادي: "إننا نمر بفترة في غاية الأهمية بعدما قطعنا نصف الطريق الآن. مرت ست سنوات منذ أن نلنا شرف استضافة المونديال، وما يزال أمامنا ست سنوات أخرى”.

وأوضح الذوادي: "كانت السنوات الست الأولى بمثابة تحد لنا. ولكننا اختتمنا حاليا هذا الفصل وبوسعنا القول الآن إننا نتطلع للنصف الثاني من الرحلة”.

وأضاف: "التحضيرات جارية على قدم وساق، وزاد الزخم بشكل كبير. كما إننا نحقق تقدما جيدا فيما يتعلق بتنفيذ المشاريع والملاعب والبنية التحتية والأمور ذات الصلة بالمونديال”.

وأكد الذوادي أن مستوى إنشاء الملاعب سيدخل مرحلة جديدة في الفترة المقبلة، حيث قال: "سوف يسلم المقاول الرئيسي مشروع إستاد لوسيل هذا الأسبوع، ونعمل أيضا على اختيار المقاول الرئيسي لإستاد راس أبو عبود لبدء عمليات الإنشاء الرئيسية العام القادم، ونتطلع لانطلاق العمل في إستاد الثمامة”.

وتابع: "نسعى للانتهاء من إنشاء أول ملاعب المونديال، وهو إستاد خليفة الدولي عام 2017 لاستضافة نهائي كأس الأمير، أي أنه سيكون هناك عمليات إنشاء هامة خلال السنة المقبلة”.

وقال الذوادي حول سؤاله عن الفوائد الملموسة التي ستجنيها المنطقة من تنظيم قطر لمونديال عام 2022: "لطالما تمثل هدفنا بأن يستفيد الشرق الأوسط والسكان في قطر والمنطقة من البطولة. ومن خلال مبادرات، مثل تحدي 22، نسعى للاستثمار في الابتكار والروح الريادية لسكان الشرق الأوسط والعالم العربي، سيكون هناك فوائد على المدى البعيد من ذلك”.

وأشار الذوادي: "بما أنه سيكون هناك العديد من نسخ تحدي 22 حتى سنة 2022، سنكتشف المزيد من الأشخاص ذوي المهارات الريادية، وهو ما من شأنه أن يفتح الباب لضخ المزيد من الاستثمارات”.

وأردف: "فيما يتعلق بمعهد جسور مثلا، تتمثل الفكرة بتطوير قدرات الأفراد في المنطقة المتعلقة بصناعة الرياضة. ويتجسد هدفنا بعيد المدى بتحسين تدريجي لإمكانات الأفراد العاملين في صناعة الرياضة، بحيث يكون بوسعهم المساهمة في تطوير الاقتصاديات الرياضية في دولهم. وسيعود هذا بالفائدة على المديين القصير والطويل”.

الوادي (أ.ف.ب)

وعن مدى الأهمية التي تحظى بها دول مثل الصين والهند في فترة الاستعدادات للمونديال، لاسيما في ظل الدعم الهائل الذي توفره الكرة الآسيوية لقطر حاليا، رد الذوادي قائلا: "إن الصين تمثل السوق الكبير المقبل، سواء تعلق الأمر بكرة قدم الأندية أم كرة القدم الدولية. هناك جهات راعية كبيرة من الصين، كما إن حقوق البث مملوكة لشركات صينية، أي أن الصين تدخل بقوة في عالم الكرة، فهي تمثل الوجهة المقبلة”.

وأضاف الذوادي: "ينطبق الأمر نفسه على الهند، يتم ضخ استثمارات كبيرة في الدوري الهندي، وهناك اهتمام ونسبة متابعة هائلة من قبل الجماهير الهندية فيما يتعلق بكرة القدم. وتمثل البلاد أيضا سوقا كبيرا في الفترة المقبلة”.

وتابع: "استضافت منطقة شرق آسيا النسخة الآسيوية الأولى من كأس العالم عام 2002، ويمثل النجاح الكبير الذي حققته، داخل الملعب وخارجه نموذجا للنجاح المدوي الذي يمكن لمونديال 2022 أن تحققه. ولا يقتصر ذلك على الشرق الأوسط والعالم العربي، بل كذلك غرب آسيا والقارة الآسيوية عامة. ستحمل النسخة الآسيوية الثانية من المونديال بين ثناياها قصة قارة آسيا.

وشدد الذوادي على أن تنظيم قطر للمونديال فرصة جيدة لتقريب الشعوب، مشيرا إلى أن قطر تهتم بالاستماع لآراء منتقدي استضافتها للبطولة.

وكشف أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "لطالما قلنا إن كأس العالم يمثل جسرا يكون بمثابة منصة لتقريب الشعوب. ولتحقيق ذلك، من الأهمية بمكان أن نلتقي بمنتقدينا، كي ننظر إلى الأشخاص مباشرة ونستجيب ونعالج المخاوف التي ربما تراودهم”.

وأوضح الذوادي: "من الطبيعي أن تلاقي الأحداث الكبرى كثيرا من المنتقدين والمساندين على حد سواء. ربما واجهنا نقدا شرسا فترة طويلة. لكن ثقتنا في النهاية لم تهتز. ثقة بما تعنيه هذه النسخة من كأس العالم، وبإمكانياتنا وقدراتنا وفريقنا”.

وألمح: "إن تحدثت مع موظفينا في اللجنة العليا، ستلمس لديهم نفس القناعة بأن هذه النسخة من كأس العالم ستغير قواعد اللعبة، ليس فقط فيما يتعلق بكيفية استضافة المونديال -من خلال بطولة متقاربة، وفي موقع مركزي من العالم وعبر الجوانب المبتكرة التي سنوفرها في البطولة- ولكن أيضا لحقيقة أن هذه هي النسخة الأولى من كأس العالم في الشرق الأوسط والعالم العربي، وأهمية ذلك في الحقبة التي نعيش فيها”.

واختتم الذوادي حديثه قائلا: "ليس لدي أدنى شك بأن الجميع يبذل قصارى جهده لضمان تنظيم حدث رياضي عالمي ونسخة من كأس العالم سيخلدها التاريخ كعلامة فارقة. ونحن ماضون في سبيل ذلك”.

التعليقات