موناكو ويوفنتوس: استهتار جارديم مقابل خدعة أليغري!

التقى فريقا موناكو الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي في الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث أُقيمت مباراة الذَّهاب في ملعب لويس الثّاني في أمارة موناكو وأسفرت عن فوز الفريق الضَّيف بالنتيجة 2-0، في حين أُقيمت

موناكو ويوفنتوس: استهتار جارديم مقابل خدعة أليغري!

المدربان جارديم وأليغري (أ ف ب)

التقى فريقا موناكو الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي في الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث أُقيمت مباراة الذَّهاب في ملعب لويس الثّاني في أمارة موناكو وأسفرت عن فوز الفريق الضَّيف بالنتيجة 2-0، في حين أُقيمت مباراة الإياب في اليوفنتوس ستاديوم في تورينو وأسفرت عن تفوُّق أصحاب الأرض بالنتيجة 2-1.

مباراة الذَّهاب

من خلال هذه المباراة، وضع اليوفي قدما ونصف في نهائي دوري الأبطال وضرب موعدا متوقَّعا مع ريال مدريد بعدما فاز ذهابًا على أتلتيكو مدريد بثلاثة أهداف نظيفة.

بدأ مدرب موناكو، ليوناردو جارديم، اللقاء وفق خطة 4-4-2، حيث اعتمد على سيديبيه مكان مندل الغائب بسبب الإصابة في مركز الظهير الأيسر، أما أليغري فقد بدأ المباراة بتشكيلة 3-4-3 معتمدا على بارزالي إلى جانب بونوتشي وكيلليني في خط الدفاع، هذا فنيا، أما تكتيكيا فنلخص ما قام به المدربين بما يلي:

أليغري الجريء

وضع مشجِّعو يوفنتوس أياديهم على قلوبهم بعدما رأوا أليغري يفتتح المباراة بثلاثة مدافعين في الخلف، لا سيما وأن الفريق قدم مستويات طيِّبة عندما لعب بتشكيلة 4-2-3-1، بينما لم يوفق في تشكيلة تضم 3 مدافعين هذا الموسم.

رأينا خلال المباراة أنه وعلى عكس ما خاف منه مشجِّعو السَّيِّدة العجوز فقد قدَّم الفريق أداءً جيِّدًا من خلال توظيف أليغري للّاعبين والأسماء التي اختارها خصوصًا في وسط الملعب الذي لعب فيه ألفيس، ماركيزيو، بيانيتش وساندرو.

نقطة ضعف هذه التَّشكيلة كانت في الدِّفاع بحيث أن دفاعات اليوفي لم تكن محكمة كما يجب، وقد حصلت عدَّة اختراقات لمنظومة اليوفي الدِّفاعيَّة، الّا أنَّ فالكاو وامبابي لم يتعاملا معها بالشَّكل الصَّحيح، بالإضافة الى تألُّق بوفون في بعض الأحيان، في ظل استغلال موناكو للأطراف عندما كان يتقدَّم ساندرو وألفيس للهجوم، وهذا ما لم يسمح به يوفنتوس لبرشلونة في مباراتي ربع النِّهائي.

هذا بالنِّسبة لسلبيّات التَّشكيلة، أمَّا بالنسبة لإيجابياتها فهي كثيرة ومنها، أوَّلًا، الاعتماد على ثلاثي دفاعي يحكمون سيطرتهم على مهاجمي موناكو بغضّ النَّظر عن بعض الهفوات، ثانيًا، الدَّعم الهجومي الذي كان يتلقّاه هيغوين، ماندزوكيتش وديبالا من الأطراف وخصوصًا من الطَّرف الأيمن الذي تواجد به ألفيس وخصوصا في الهجمات المرتدَّة، باعتبار أن تقدُّم ساندرو وألفيس من الأطراف سمح لماندزوكيتش وديبالا بالدُّخول الى منطقة الجزاء ممّا أدّى إلى تحرير هيغوين من المراقبة، ثالثًا، يمكن القول إنَّ هذه المباراة الأجمل لماركيزيو هذا الموسم، فقد كانت أدواره هجوميُّة أكثر مما هي دفاعيَّة، وشكَّل حلقة ربط نموذجيَّة بين الوسط والهجوم، وبوجود ماركيزيو أيضًا تحرَّر هيغوين واخترق منطقة الجزاء بشكل أفضل، رابعًا، المرونة التَّكتيكيَّة الَتي تتيح لك تغيير الخطَّة في ثوانٍ معدودة، حيث تحوَّلت هذه الخطَّة إلى 4-4-2 عندما أراد اليغري احتواء لعب موناكو بتوجُّه بارزالي إلى مركز الظَّهير الأيمن وألفيس أمامه، وعودة ساندرو إلى مركز الظهير الأيسر وماندزوكيتش أمامه.

جارديم الذي لا يتغيَّر

كل من شاهد المباراة كان على قناعة تامة بعد صافرة النِّهاية أنَّ جارديم لم يشاهد مباراة يوفنتوس وبورتو، لذلك لم يعلم مدرِّب موناكو أنَّ أي فريق لا يحترم أسلوب اليوفي سوف يدفع الثَّمن، وهذا ما كان بالفعل، حيث مرت خدعة أليغري على جارديم مرور الكرام ودفع الأخير ثمنها من خلال الخطة وتحويلها في أي وقت من المباراة إلى 4-4-2.

جارديم اعتقد بأن المجازفة الهجومية والضغط أكثر على أطراف اليوي من الممكن أن يجلب نتيجة، إلا أنه في المقابل لم يعلم أن أليغري بهذه الطريقة كان يطبخ له هدفا على نار هادئة من خلال استغلال الكرات المرتدة، فقبل المباراة كان يعلم الجميع أن موناكو سيهاجم واليوفي سيباغته بالمرتدات وهذا ما حدث.

إضافة إلى عدم احترام جارديم لأسلوب اليوفي، فإن تدخلاته وتبديلاته كانت متأخرة جدا، فعندما لعب اليوفي بثلاثة مدافعين كان على جارديم إقحام مهاجم ثالث لمساندة فالكاو وامبابي.

مباراة الإياب

في بداية المباراة أُصيب لاعب يوفنتوس، سامي خضيرة، ما اضطر أليغري إلى إقحام ماركيزيو مكانه، وفي المقابل فإن الأخي قام بتعويض مكان الأول على أكمل وجه سواء إن كان من الناحية الدفاعية أو الهجومية، ولم يكن لهذا التبديل تأثيرا على أداء لاعبي يوفنتوس.

بدأ اليوفي المباراة باحتواء لعب موناكو وامتصاص حماسهم حتّى الدَّقيقة الخامسة والعشرين، بعدها بدأ الطليان بالهجوم والضَّغط العالي على خط وسط ودفاع موناكو، ممّا أدّى إلى فقدان لاعبي موناكو تركيزهم ووصول مهاجمي اليوفي لعدَّة فرص لم يكونوا حاسمين في بعضها، إلى جانب تألَّق سوبازيتش حارس مرمى موناكو في البعض الآخر منها.

خدعة أليجري لجارديم لم يتعلَّم منها الأخير حيث سُجِّل الهدف الأوَّل لليوفي من خلال هجمة إيطاليَّة تكتيكيَّة مرتدَّة بعد استغلال تقدُّم لاعبي موناكو.

في الدَّقيقة الـ،41 سجَّل اليوفي الهدف الثّاني عن طريق لاعبه المتألِّق داني ألفيس إثر كرة مرتدَّة من ضربة ركنيَّة لتكون بمثابة رصاصة الرَّحمة بالنِّسبة للاعبي موناكو.

بداية الشَّوط الثّاني كانت مشابهة تمامًا لبداية الشَّوط الأوَّل، هجوم من موناكو قابله احتواء للعب وإغلاق مساحات من قبل لاعبي اليوفي حتّى الدَّقيقة 55، ليسيطر اليوفي بعدها على أجواء اللِّقاء عن طريق الاستحواذ على الكرة مقابل خشونة من لاعبي موناكو.

في الدَّقيقة 69 سجِّل موناكو الهدف الأوَّل له بعد ضربة ركنيَّة ليعلن بذلك عن انتهاء 650 دقيقة لليوفي دون استقبال هدف في دوري الأبطال، إلّا أنَّ ذلك لم يغيِّر هويَّة المتأهل إلى نهائي كارديف. 

رجل المباراتين

لا يختلف اثنان على أنَّ البرازيلي داني ألفيس كان رجل المباراتين دون منازع، بعدما طبخ ثلاثة أهداف وسجل هدفا واحدا، مع الإشارة إلى أنه يشغل ثلاثة مراكز في ذات الوقت، حيث يقوم بأدوار دِّفاعيَّة وهجوميَّة على حدٍ سواء في نفس الهجمة، وبالتالي هو إضافة كبيرة ليوفنتوس وخسارة أكبر لبرشلونة.

التعليقات