28/04/2016 - 16:15

غرور غوارديولا وعظمة بايرن/ رامي حيدر

خسر فريق بايرن ميونخ الألماني مساء أمس، الأربعاء، مباراة ذهاب الدور نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا، بنتيجة هدف دون مقابل لصالح مضيفه أتلتيكو مدريد، في المباراة التي جرت أحداثها على ملعب الأخير "فيسينتي كالديرون"

غرور غوارديولا وعظمة بايرن/ رامي حيدر

المدرب الإسباني بيب غوارديولا (أ ف ب)

خسر فريق بايرن ميونخ الألماني مساء أمس، الأربعاء، مباراة ذهاب الدور نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا، بنتيجة هدف دون مقابل لصالح مضيفه أتلتيكو مدريد، في المباراة التي جرت أحداثها على ملعب الأخير 'فيسينتي كالديرون'.

يذكر أن الأمر الذي حسم اللقاء كان غرور مدرب البايرن، بيب غوارديولا، واستماتة لاعبي أتلتيكو وروحهم القتالية وحسن تنظيمهم دفاعيًا.

غوارديولا، الذي لا ينفك يكرر ذات الأخطاء ويعتقد أنه سيحصد نتائج مختلفة، ربما بسبب غروره وعناده، خسر النزال أمام دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، الذي أثبت أن حسن التنظيم واستغياب النجومية الفردية والروح القتالية العالية والجماعية التي يلعب فيها تلامذته، هي من أهم عوامل الفوز والنجاح، حتى بغياب الأسماء الكبيرة والميزانيات الهائلة.

وكما في مباريات سابقة، ركز غوارديولا على استحواذ الكرة بنحو 71%، دون الالتفات لتكتيكات سيميوني وسرعة لاعبي الهجوم لدى أتلتيكو، واعتماده دفاعًا جماعيًا يتحرك باتجاه الكرة، والضغط على هجوم الخصم ومحاصرة لاعبيه ودفعهم إلى فقد التركيز والتعب، باستخدام كافة الوسائل المتاحة وعلى رأسها اللعب بخشونة، حيث كان بإمكان مدرب بايرن أن يتفادى مثل هذه الأمور، في حال كان أقل غرورًا، باستخدام لاعبي هجوم ودفاع أكثر عدد وخبرة، وأكثر سرعة وقوة بدنية، وأن يعزز وسط ميدانه.

وكانت خطيئة غوارديولا عدم الزج بتوماس مولر في التشكيلة الأساسية، والرهان على ليفاندوفكسي وحده دون مساندة في خط الهجوم، فمولر يعتبر من أكثر الورقات الرابحة في العالم، ورغم عدم امتلاكه موهبة كروية فذة، إلا أنه يجيد التمركز أمام مرمى الخصم والتسلل لاختراق دفاعه، كذلك يستطيع تمويه قلب دفاع خصومه وجذبهم بعيدًا، ليتحرر المهاجم، ليفاندوفسكي في هذه الحالة، ويستطيع استثمار موهبته وخبرته لتسجيل الأهداف.

وبالإضافة لما ذكر، يمتلك مولر روحًا قتالية رهيبة، يبثها في كل من حوله، سواء في بايرن ميونخ أو في المنتخب الألماني، وهو رجل المهمات الصعبة والدقائق القاتلة، ففي كثير من المباريات، عندما يفقد معظم اللاعبين الأمل ويسلمون بالهزيمة، يظهر مولر من مكان لا يتوقعه أحد ليسجل ويعيد لزملائه القوة والطاقة، مثلما فعل في ربع النهائي عندما سجل في الوقت بدل الضائع هدف التعادل في شباك يوفنتوس، ليفوز بايرن في الشوطين الإضافيين بالنتيجة 4-2.

وارتكب بيب خطأ فادحًا آخر، تجلى بترك قلب الدفاع مهدي بن عطية على دكة البدلاء واستخدام دافيد ألابا مكانه، ووضع خوان بيرنات في مركز الظهير الأيسر، حيث الموقع الطبيعي لألابا، فالأوْلى كان وضع ألابا في مكانه، بسبب سرعته في الهجوم والعودة لمنطقة الدفاع، وقدرات التسديد والتمرير لديه، وكل هذه المميزات تجعله أحد أفضل لاعبي العالم في هذا المركز، هذه القدرات التي فضل غوارديولا أداها ضد أتلتيكو مدريد لسبب لا يعلمه إلا هو، وكان من الممكن أن تغير مجرى المباراة بشكل جذري.

أما الخطأ الثالث فكان الاعتماد على تشابي ألونسو، بطيء الحركة رغم خبرته وقدرته على تمرير الكرات، في وسط الميدان، في مواجهة لاعبين يتمتعون بالسرعة والقوة البدنية الكبيرة، حيث كان من الصعب على ألونسو وحده التصدي لهجماتهم، وبدا ذلك جليًا خلال إحراز الهدف الوحيد في المباراة، عندما استطاع ساؤول نيغويز اختراق الثلاثي الإسباني، ألونسو وبيرنات وتياغو ألكانتارا، أي خط وسط ودفاع بايرن الأيسر، وتسديد كرة إلى شباك الحارس مانويل نوير في بداية المباراة.

وعندما حاول غوارديولا تدارك أخطائه في الشوط الثاني، وزج باللاعبين الثلاثة الذين كان عليه استخدامهم في التشكيلة الأساسية، كان قد فات الآوان، إذ لم يستطع بايرن تحقيق التعادل رغم الضغط الرهيب الذي شكله على خصمه، حيث كانت صلابة وبسالة دفاع أتلتيكو الجماعي وبراعة حارسه أوبلاك بالمرصاد.

وبالتالي، يتبقى أمام بايرن ومدربه 90 دقيقة أخرى يستطيعون فيها قلب النتيجة والتأهل للنهائي على ملعب أليانز آرينا في ميونخ، وخلال هذه الدقائق، يبقى الأمل أن تطغى عظمة بايرن على غرور مدربه وعناده، كما حصل ضد يوفنتوس، مع الخوف من أن يعيد التاريخ نفسه، ويتسبب غرور بيب بإقصاء البايرن وحرمانه من اللقب الأغلى والأهم في القارة العجوز للسنة الثالثة على التوالي.  

التعليقات