مباراة إسبانيا والبرتغال: من يوقف صاروخ ماديرا؟/ تحليل خاص

تقابل منتخبا البرتغال وإسبانيا، مساء أمس الجمعة، في قمَّة مباريات المرحلة الأولى لمرحلة المجموعات لكأس العالم روسيا 2018 ضمن مباريات المجموعة الثّانية، وانتهت المباراة بتعادل الفريقين بثلاثة أهداف...

مباراة إسبانيا والبرتغال: من يوقف صاروخ ماديرا؟/ تحليل خاص

(أ ب)

تقابل منتخبا البرتغال وإسبانيا، مساء أمس الجمعة، في قمَّة مباريات المرحلة الأولى لمرحلة المجموعات لكأس العالم روسيا 2018 ضمن مباريات المجموعة الثّانية، وانتهت المباراة بتعادل الفريقين بثلاثة أهداف لكلٍ منهما، في أمتع المباريات التي شاهدناها في هذه الدَّورة حتى الآن.
سجَّل اللاعب البرتغالي، كرسيتيانو رونالدو، ثلاثية (هاتريك)، ولإسبانيا، سجّل دييغو كوستا هدفين وناتشو فيرنانديز هدف.

تشكيلة الفريقين

تشكيلة إسبانيا: لعب هييرو على عامل الاستقرار والثَّبات، فبدأ الإسبان المباراة بتشكيلة 4-2-3-1 المعتادة، ولاحظنا أنَّ هييرو -المدرِّب الجديد لمنتخب إسبانيا- يحاول الحفاظ على طريقة لعب الفريق التي اعتاد عليها بسبب تولّيه مهمَّة تدريب المنتخب قبل يومين فقط من انطلاق البطولة، وكانت التَّشكيلة على النَّحو التّالي:

تشكيلة البرتغال: فكَّر سانتوس بالحفاظ على الانضباط التَّكتيكي، فبدأ المباراة بتشكيلة 4-2-3-1 هو الآخر، فبدأ المباراة بلاعبي خط وسط متأخِّرين ليساندوا الدِّفاع ويشكِّلوا ضغطًا على خط وسط منتخب اسبانيا. فكانت التَّشكيلة على النَّحو التّالي:

الشَّوط الأوَّل:

فاجأ البرتغاليّون نظرائهم الإسبان بالضَّغط العالي الذي لم يتوقعه المنتخب الإسباني. وأسفر هذا الضَّغط عن ارتكاب ناتشو خطأ بحق كريستيانو رونالدو ليعلن الحكم عن ضربة جزاء تقدَّم لها رونالدو بنفسه ليترجمها إلى هدف ويعطي التَّقدُّم المبكِّر للبرتغال منذ الدَّقيقة الرّابعة.


 

بعد الهدف، تراجع البرتغاليّون إلى الخلف واعتمدوا على المرتدّات بسبب تقدُّم الإسبان بجميع خطوطهم، بالذات في الكرات الثّابتة، ليمسك الإسبان بزمام الأمور ويسيطروا على اللَّعب بالطّول والعرض حيث وصلت نسبة استحواذ الإسبان على الكرة إلى 68% في الشَّوط الأوَّل، ليسفر هذا الضَّغط عن تعديل الإسبان للنَّتيجة بعد جهد فردي ميَّز من المهاجم دييغو كوستا عند الدَّقيقة 24.
استمرَّت سيطرة الإسبان بعد هدف التَّعادل، ولكن بعكس مجرى اللَّعب تمكَّن كريستيانو رونالدو من تسجيل هدف التَّقدُّم للبرتغال بعد خطأ فادح ارتكبه الحارس الإسباني دافيد دي خيّا عند الدَّقيقة 44، لينتهي الشَّوط الأوَّل بتقدُّم البرتغال بهدفين مقابل هدف.

الشَّوط الثّاني:

بدأ الشَّوط الثّاني كما انتهى الأوَّل بسيطرة إسبانيَّة واضحة وتراجع من قبل البرتغاليّين، وقد بدأ ثلاثي الوسط الهجومي إنييستا، سيلفا وايسكو بتبديل مراكزهم خلال الهجمات الإسبانيَّة، ودعم الظَّهيرين ناتشو وألبا الهجوم الإسباني مما خلق بلبلة لدى البرتغاليين، نتج عنها، تسجيل الإسبان لهدفين متتاليين في غضون 3 دقائق، هدف عن طريق المتألِّق كوستا، وهدف آخر رائع عن طريق ناتشو بتسديدة هوائيَّة من خارج منطقة الجزاء ليتقدَّم الإسبان بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

استمرّ تحكُّم الاسبان بمجريات اللَّعب حتى الدَّقيقة 80، بعدها عادوا إلى الخلف قليلًا، إلّا أنَّ البرتغاليّون لم يستفيدوا من هذا التَّراجع، فكانت معظم تمريراتهم طويلة وبدون عنوان، وفي بعض الأحيان كانت تنقصهم اللَّمسة الأخيرة، إلى أن جاءت الدَّقيقة 88، ليحتسب الحكم ضربة حرَّة مباشرة لمصلحة البرتغال، ليترجمها الـ"دّون" إلى هدف عالمي، ليسجِّل الهاتريك في المباراة ويهدي التَّعادل لمنتخب بلاده، في أجمل مباريات الدَّورة حتّى الآن.

نقاط ضوء:

إيسكو
كان أداء المبدع إيسكو الإسباني رائعًا، ويعود سبب إبداعه إلى أنَّه يحظى بثقة غير محدودة كونه يشعر بأنَّه النجم الاوَّل في المنتخب، وهذا ما يجعله يلعب براحة تامّة بعيدًا عن الضُّغوط، لمساته كلّها إبداع، لاعب لديه إمكانيّات كبيرة ويتحكَّم بالكرة بشكل مذهل.

دييغو كوستا
أفضل مباراة لدييغو مع المنتخب على الإطلاق، على غير عادته أظهر انضباطًا رائعًا، سجَّل هدفين، وكان ممتازًا حتّى لحظة استبداله.

هييرو
حافظ المدرِّب الإسباني المعيَّن قبل ساعات قليلة من بداية اللِّقاء على الاستقرار والثَّبات، لا يمكن لومه على هذا التَّعادل، فالأهداف التي تلقّاها كانت من كرات ثابتة أو أخطاء فرديَّة.

نقاط ضعف:

دي خيّا
مباراة للنِّسيان لحارس المرمى الشهير، أخطاء فادحة قد تكلِّفه الكثير، عليه أن يعلم أنَّ هناك فرق شاسع بين الدَّوري الإنجليزي ومباريات كأس العالم.

رجل المباراة
لا شك في أن كريستيانو خطف الأضواء من الجميع بهاتريك رائع ضد منتخب كبير مثل إسبانيا ومقابل حارس كبير مثل دي خيا رغم الأداء الهزيل الذي قدَّمه ليلة أمس.
في الوقت الذي ظهر فيه تفاوت الإمكانيّات بين الطَّرفين، نجح الـ"دّون" في صنع التوازن، وهذا هو اللاعب الكبير، بل وأكثر من ذلك، هذا هو اللّاعب البطل.

وأخيرا

يبدو أنَّه للمنتخبين طريقًا ممهَّدة لخطف بطاقة التَّأهُّل للدَّور القادم من البطولة إن لم تحدث المفاجآت، لكن السُّؤال المطروح هو من سيتصدَّر المجموعة الثّانية؟ الماتادور الإسباني أم برازيلي أوروبا؟ لننتظر ونرى.

التعليقات