02/09/2018 - 15:55

"الثقافة العربية" تختتم لقاء "درب" حول دراسة الماجستير بالخارج

جمعية الثقافة العربية تختتم لقاء "درب" حول دراسة الماجستير في الخارج في إطار نشاطها الداعم والمرافق للطلاب الجامعيين والأكاديميين الفلسطينيين في الجامعات.

اختتمت "جمعية الثقافة العربية" بالتعاون مع موقع "عرب 48" ظهر اليوم فعالية لقاء "درب"، الذي استضاف مجموعة من اللأكاديميين الفلسطينيين من الداخل، الذين أنهوا دراستهم خلال العام الأخير للماجستير (اللقب الثاني) في جامعات مختلفة حول العالم.

وهدف اللقاء الذي بادر إليه الزميل الصحفي ربيع عيد، إلى تسليط الضوء على تجارب الأكاديميين الدراسية والحياتية في الدراسات العليا في جامعات الخارج ومشاريع تخرجهم ونشاطهم، وذلك من أجل تسهيل الصيرورة التعليمية لدى الطلاب الذين يرغبون بالدراسة في جامعات الخارج وللاستفادة من تجارب الآخرين، كما قالت مركزة اللقاء في جمعية الثقافة العربية، جنان عبدو، والتي أكدت أن هدف الجمعية هو الوصول إلى كل طالب أكاديمي عربي وتقديم الدفع والدعم والمساندة له سواء من الناحية المعنوية أو من خلال صندوق المنح الخاص بالجمعية.

وقد استهل اللقاء الذي أداره وتولى عرافته الصحفي مصطفى قبلاوي، بكلمة أن الهدفين الأساسيين لهذا اللقاء يتمثلان بتجربة التعليم في الخارج ومواجهة الحياة والتحديات، وزيادة عدد الاكاديميين للارتقاء بالمجتمع ومكافحة المظاهر السلبية وخاصة العنف الذي ضرب في اليومين الماضيين بقوة في الطيرة والرينة وغيرها.

وكانت أمل عون أول الطلاب المتحدثين في اللقاء عن تجربتها التعليمية في جامعة "كورنيل" بالولايات المتحدة، وهي أيضا ناشطة سياسية واجتماعية في مؤسسات ومجموعات شبابيّة حقوقيّة تعنى بدور الجيل الشبابي في المجتمع. شاركت كمتحدثة بمؤتمرات شبابيّة إقليميّة وعالميّة، آخرها في جامعة أوكسفورد.

وأنهت عون دراسة الماجستير في جامعة "كورنيل" في مدينة إيثاكا في نيويوك، في موضوع إدارة مؤسسات عامّة مع تخصص حقوق إنسان. وكانت رسالة التخرج الخاصة بها حول "سياسات التعليم الإسرائيلي كأداة لفصل الأقليّة العربيّة الدرزيّة" تناولت فيها منظورًا تاريخيًّا وقانونيًا لدور الحكومة الإسرائيليّة بالتلاعب بالهويّة العربيّة الدرزيّة من خلال الجهاز التعليم الرسمي في الدولة. بالإضافة للسرد التاريخي وتحليل السياسات، عرض البحث توصيات لإجراءات قانونيّة ممكنة لتصحيح منحى الجهاز التعليمي في الدولة. وتعمل أمل اليوم كمؤسسة ومديرة شريكة لمعهد "سبيك أب" لتطوير مهارات فن الخطابة والمناظرة.

وتحدثت عون عن علاقة جامعة "كورنيل" الرائدة على مستوى العالم وتدريجها في المرتبة العاشرة، وبين معهد التخنيون، وشرحت للطلاب كيفية حصولها على منحة "فولبرايت" من السفارة الأميركية، وهي منحة مخصصة للأقليات يستغرق مسار الحصول عليها سنة كاملة من الامتحانات واللقاءات الشخصية.

وتحدثت عن نشاطاتها في مجال حقوق الإنسان في إطار منظمات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وعملها مع المرصد السوري لحقوق الانسان و"هيومانيتي كرو" التي تعنى بشؤون اللاجئين.

وتحدث الطالب الأكاديمي أمير طعمة من قرية إقرث، منسّق المرافعة البرلمانيّة والقانونيّة في مركز مساواة، عضو حركة "شباب حيفا"، فعّال في الحراك الشبابي الإقرثي وحراك العودة الفلسطيني.

درس طعمة العلاقات الدوليّة والدبلوماسيّة للماجستير في العاصمة البولنديّة في جامعة وارسو. في رسالة التخرج، بحث في موضوع "تدويل" النضال الفلسطيني بعد عام 2009.

وتناول في بحثه مقدّمة تاريخيّة عن القضيّة الفلسطينيّة والكفاح المسلّح حتى سنوات الـ70، ليبدأ النقاش عن تبدّل النضال المسلح بالدبلوماسيّة والمفاوضات. ثم ناقش مسألة تدويل النضال ومشروع "فلسطين 194" كبديل للمسار التفاوضي. البحث شمل أيضًا أمثلة عن مشروع التدويل مثل: انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة، منظّمة اليونسكو، المحكمة الدوليّة ومنظّمات أخرى، بالإضافة لمشروع الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.

وتحدث طعمة عن التناقضات وعن التقاطع في طبيعة التعليم بين جامعة حيفا وجامعة وارسو واهتمامات كل واحدة من الجامعات، كما تحدث عن نشاطه في نقل الصورة الصحيحة لواقع النضال الفلسطيني ضد التمييز والعنصرية والاحتلال، وقال بأن سن قانون القومية لعب لصالحه في إقناع الكثيرين بحقيقة النظام الإسرائيلي الذي يدعي الديمقراطية. كما تحدث عن نشاطه السياسي هناك وتعلمه من تجارب الآخرين خاصة أن في بولندا اليوم حكومة يمينية تشبه إلى حد ما حكومة نتنياهو التي تحاول تسييس المحاكم والقضاء الأمر الذي أخرج البولنديين إلى الشارع للتظاهر.

وعبر الهاتف تحدثت الطالبة أريج مواسي، الباحثة في مجال التكنولوجيا التربويّة وطالبة دكتوراه في تخصص علوم التعلم، القراءة والكتابة، والتكنولوجيا في جامعة ولاية أريزونا الأميركية في مدينة فينكس، حيث تعمل ضمن فريق أبحاث "مركز العلوم والخيال" هناك. حصلت على منحة "فولبرايت" لدراسة الماجستير في الولايات المتحدة بعد تخّرجها من كلية إدارة الأعمال والتربية في الجامعة العبرّية في القدس.

واسهبت مواسي في الحديث عن أسلوب العيش في ولاية أريزونا الصحراوية وغريبة الأطوار من حيث أنظمتها وطبيعة سكانها وظروف العيش فيها، وعملية التأقلم مع الأجواء الخالية من المواصلات واستخدامها للدراجة. كذلك تحدثت عن النظام الجامعي المختلف وغير التقليدي ونظام العلامات واختلاف نوعيات الطعام وأنماط الحياة التي تجعل الساكن فيها يخطط لكل خطوة مسبقا.

وكان الصحفي ربيع عيد رابع المتحدثين في اللقاء، وهو أيضا باحث وناشط سياسي، حاصل على بكالوريس في العلوم السياسيّة من جامعة حيفا، وعلى ماجستير في الإعلام والدراسات الثقافيّة من معهد الدوحة للدراسات العليا.

ويعمل عيد في الصحافة منذ أكثر من 8 سنوات، عمل مراسلًا ومحررًا في موقع عرب 48 ورئيسًا لتحرير صحيفة "فصل المقال"، وكتب في عدّة صحف ومواقع فلسطينيّة وعربيّة. يعمل حاليًا في "فُسْحَة ثقافيّة فلسطينيّة:. شارك في عدد من المؤتمرات والنشاطات العربيّة والدوليّة. وكان رئيسًا للمجلس الطلابي في معهد الدوحة للدراسات العليا.

في رسالته للماجستير التي حملت عنوان "السياحة ممارسة استعماريّة: مسيرة الفخر الإسرائيليّة والغسيل الوردي كدراسة حالة" بحث ربيع في تحوّل إسرائيل في السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحيّة مركزيّة لعشرات آلاف السيّاح المثليين/ات والمتحولين/ات جنسيًا، القادمين من الدول الغربيّة في أوروبا وأميركا الشماليّة الذين يأتون تحديدًا للمشاركة في مسيرة الفخر السنويّة في مدينة تل أبيب.

وقال عيد إن هذا التحول الضخم في السياحة الإسرائيلية لم  يحدث صدفة، بل هو نتاج عمليّة صناعة سياحيّة تستهدف هؤلاء الأشخاص بالإضافة لنتاج عمليّات تسويق إسرائيليّة (Brand Israel) مدروسة لها أجندتها السياسيّة التي تطمح لتغيير صورة دولة إسرائيل في الغرب من صورة دولة احتلال أو منطقة حرب إلى صورة دولة حديثة عصريّة جذّابة وليبراليّة تحفظ الحقوق للتغطية على صورتها كدولة احتلال، ومنها تسويق صورتها كدولة متسامحة مع المثليّة.

اعتمد عيد في دراسته على تفكيك العلاقة القائمة بين الاستعمار والسياحة، وصناعة السياحة في دول ما بعد الاستعمار وارتباط المصالح الرأسماليّة مع المصالح الجنسانيّة من خلال المثليّة المعياريّة والوطنيّة، وفي الحالة الإسرائيليّة ارتباط ذلك مع المصالح الأيدولوجيّة والسياسيّة للصهيونيّة. ويرتكز ومن أجل ذلك في بحثه، على تحليل نصوص متعددة كالصور والفيديوهات والمقالات والحملات الإعلانيّة والتجاريّة الإسرائيليّة بهدف تفكيك هذه العلاقة.

وكانت تجربة عيد ربما الأكثر إثارة واهتماما من قبل الطلاب المشاركين في اللقاء، حيث يعتبر التعليم في معهد الدوحة غير تقليدي وهو ما دفع معظم الذين وجهوا أسئلة بعد اللقاء للتركيز على تجربته والحياة والنظام في قطر. وقال عيد إنه كان يدرس في المعهد مع 300 طالب من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، وأن التعليم باللغة العربية، وتطرق الى النشاطات التي يستضيفها المعهد ولقاءاته مع كبار المفكرين فضلا عن المركز العربي للدراسات السياسية.

وتطرق عيد إلى الفعاليات الثقافية والمجموعات الشبابية الفلسطينية وأبرزها "مجموعة الروزانا" التي تهتم بالحفاظ على الهوية الفلسطينية ومجموعات شبابية قطرية تنشط لمنع التطبيع. وتحدث عن لقاءات مع فنانين كبار من الوطن العربي في إطار فعاليات ثقافية ومهرجان تقام في قطر.

وأخيرا تحدثت عبر شريط فيديو مسجل الطالبة مي خلف، وهي محرّرة صحفيّة حاصلة على ماجستير في الشؤون الدوليّة من جامعة بهجة شهير في إسطنبول، وحصلت على البكالوريوس من الجامعة العبريّة في القدس في تخصص علم النفس والصحافة.

وتعمل خلف وتنشط في مجال الصحافة وإنتاج المحتوى منذ أكثر من خمس سنوات، بدأت مشوارها المهني رسميًا في إسطنبول عبر موقع "الخليج أونلاين" حيث عملت كمحررة ومنتجة تقارير بالشأن الإسرائيلي. ثم انتقلت لمشروع "إسطرلاب - تطبيق إخباري عربي" لتعمل محرّرة أولى لفريق مكوّن من 8 صحافيين في إسطنبول وتونس. وبالتوازي تعمل كمديرة تحرير لموقع "العسّاس" للترجمة المعرفيّة حول إسرائيل من العبريّة للعربيّة.

في رسالتها للماجستير، بحثت خلف في موضوع قمع إسرائيل للعمل السياسي بالداخل الفلسطيني من خلال تحليل مقارن بين قمع حزب "التّجمّع الوطني الديمقراطي" و"الحركة الإسلاميّة الشماليّة".

وتناول البحث أدوات الملاحقة السياسيّة وأسبابها والسياق السياسي الذي أحاط بها معتمدة على نظريّة "قمع الدولة" التي كان كريستيان داڤينبورت المنظّر الرئيسي لها، وعلى المساهمة النظريّة لعزمي بشارة في كتابه "من يهودية الدولة حتى شارون".

وتحدثت خلف عن أكثر من 200 جامعة في إسطنبول، لكل واحدة منها شروطها وبرامجها الخاصة، وعن برامج التعليم والعمل والسكن واللغة ومتعة العيش في مدينة إسطنبول التي قالت بأنها ربما كانت تعكس الحياة في بلادنا لو لم يكن الاحتلال موجودا.

وفي الختام رد الطلاب على أسئلة الطلاب المشاركين في اللقاء، وأعربوا عن سعادتهم باللقاء الذي وصفوه بالـ"ثري" وقد أضاف لهم الكثير وجذب اهتمامهم.

 

التعليقات