27/12/2020 - 15:35

ظاهرة متنامية: أجيال مختلفة تحت سقف واحد

تعيش كايتي ماركو في منزل أهلها وذلك بعد أن انفصلت عن زوجها، لدواع مالية ظنّا منها أن الوضع لن يدوم أكثر من سنة، لكنها ما زالت تمكث بمنزلهم بعد 13 سنة، على نحو أميركيين كثيرين غيرها من أجيال مختلفة يسكنون تحت سقف

ظاهرة متنامية: أجيال مختلفة تحت سقف واحد

توضيحية (pixabay)

تعيش كايتي ماركو في منزل أهلها وذلك بعد أن انفصلت عن زوجها، لدواع مالية ظنّا منها أن الوضع لن يدوم أكثر من سنة، لكنها ما زالت تمكث بمنزلهم بعد 13 سنة، على نحو أميركيين كثيرين غيرها من أجيال مختلفة يسكنون تحت سقف واحد.

فمن بين كلّ خمسة أميركيين، ثمةواحد يعيش في منزل "متعدّد الأجيال"، بحسب دراسة لمركز "بيو" البحثي.

وتعزى هذه الظاهرة في الأصل إلى موجة الهجرة في ثمانينات القرن العشرين، مع وصول الكثير من المهاجرين من آسيا وأميركا اللاتينية حيث من السائد العيش في منزل واحد مع الأهل والأجداد.

ثمّ تسارعت وتيرتها مع الركود الاقتصادي سنة 2009 لتستعيد مستويات الخمسينات وهي آخذة في التنامي راهنا في ظلّ وباء كوفيد-19.

وكان من الصعب على كايتي ماركو (49 عاما) التي انتقلت للعيش في منزل أهلها في بوتوماك (ماريلند) سنة 2007 مع ابنتيها البالغتين وقتذاك 6 و7 أعوام تدبّر أمرها لوحدها مع عملها بدوام جزئي في مدرسة.

لكن بمساعدة والديها اللذين كانا يهتمّان بالطفلتين، ارتقت مهنيا وباتت تعمل بدوام كامل وتتقاضى راتبا أفضل بكثير. وتقول والدتها جودي كريستنسن (78 عاما) "ساعدنا فعلا ابنتنا على تحسين وضعها".

وتقرّ كايتي بأن وضعها المالي تحسّن كثيرا. وابتسمت لها الحياة مجدّدا، فتزوّجت مرّة ثانية. وبالنسبة إلى زوجها إريك ماركو (47 عاما)، كان الانتقال للعيش عند حمويه أمرا بديهيا.

ويؤكّد هذا المتخصّص في رسم الخرائط الذي انضمّ إلى العائلة مع كلبه جازمان إن حمويه جودي ودانو لم يجعلاه يوما يشعر بالغربة، مقرّا بأن الأمر لم يكن "مثاليا" في بادئ الأمر.

وتباحث الزوجان في فكرة الانتقال إلى منزل خاص لكنّهما قرّرا في نهاية المطاف البقاء وتوسعة المنزل العائلي. ويؤكّد إريك إن "تكييف المنزل غيّر الوضع برمّته".

وهذه التعديلات أساسية لتعايش عدّة أجيال تحت سقف واحد، بحسب ما تقول دانا سكانلون، السمسارة العقارية في منطقة واشنطن التي شهدت تنامي هذه الظاهرة منذ بدء تفشّي الوباء في آذار/ مارس.

وهي تصرّح "بات الكثير من الأزواج وأطفالهم الصغار يعيشون مع أهلهم في بيوت كبيرة شبّوا فيها، وهو أمر ما كانوا ليتصوّروه في السابق". ويتيح ذلك للأجداد تولّي حضانة الأطفال وقت عمل الأهل.

وتتسارع وتيرة هذه الظاهرة أيضا من جرّاء تقدّم السكّان في السنّ. فجيل ما يُعرف بطفرة الإنجاب لا يزال قادرا على رعاية الأحفاد، بانتظار أن يُرّد لهم هذا الجميل عندما يتعذّر عليهم العيش باستقلالية لوحدهم.

وبالنسبة إلى جودي ودانو، يتيح لهما هذا التعايش تحت سقف واحد الإفلات من الوحدة المحدقة بالبعض من أصدقائهم. وستعتني كايتي بدورها بوالديها مع تقدّمهما في السنّ، فهي اتّفقت "ضمنا" مع شقيقيها اللذين يعيشان في المنطقة على أن تعيش عند الأهل وتعتني بهم.

وقد انتقلت ابنتها جينا كولب (19 عاما) للعيش عند والدها في نيويورك لمتابعة دروسها.

أما ابنتها البكر إيفا (20 عاما) التي تدرس التصميم الغرافيكي، فهي لا تستبعد فكرة مواصلة العيش على هذا المنوال في منزل جدّيها. وهي تقول "أشعر بالأمان هنا".

ويؤكّد جدّها من جانبه على العلاقة الخاصة بين الطرفين، مضيفًا "نحن قريبان من كلّ أحفادنا"، لكن العلاقة مع إيفا وجينا "مميّزة فعلا".

أعدّ الباحث في معهد "بيو" ريتشارد فراي دراسة عن البيوت ذات الأجيال المتعدّدة سنة 2018.

وهو يلفت إلى أن "عدد البالغين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عاما والذين يعيشون في بيوت ذات أجيال متعدّدة ازداد ازديادا شديدا في خلال عشر سنوات".

وارتفعت نسبتهم من 23 إلى 33% بين 2007 و2016. وهو يقول "هذا يعكس بكلّ وضوح وجود فئة من البالغين لا تكسب ما يكفي من المال للعيش باستقلالية".

ويرزح الكثير من الأميركيين الشباب تحت وطأة قروضهم الدراسية.

التعليقات