24/12/2013 - 14:51

جمعية بلدنا تكافح الطائفية بسلسلة نشاطات

أنهت جمعية الشباب العرب بلدنا يوم أمس الاحد 22.12.2014 حملتها التثقيفية والإعلامية الجديدة لمناهضة ظاهرة التعصب الطائفي في المجتمع الفلسطيني، تحت عنوان "أسبوع مكافحة مرض الطائفية". وتختتم هذه الحملة عاما كاملا من النشاطات التي قامت بها بلدنا لرفع الوعي لدى جيل الشباب لمخاطر هذه الظاهرة وسبل معالجتها. وقد شملت هذه النشاطات تدريب مجموعات شبابية للعمل على مناهضة التعصب الطائفي في أنحاء البلاد، خلال السنة. قامت هذه المجموعات بنشاطات عديدة، منها: تنظيم يوم توعوي لمناهضة الطائفية في مدرسة بير المكسور الإعدادية ومدرسة النور الإعدادية في رهط ومدرسة مار الياس الإعدادية في حيفا شارك فيها أكثر من 650 طالب وطالبة، كما وقامت المجموعات بتوزيع المواد الإعلامية التي أصدرتها الحملة في المدارس وفي مهرجان الكريسماس ماركت في الناصرة.

جمعية بلدنا تكافح الطائفية بسلسلة نشاطات

من محاضرة "صناعة الطائفية" للباحث د.اسماعيل ناشف

أنهت جمعية الشباب العرب بلدنا يوم أمس الاحد 22.12.2014 حملتها التثقيفية والإعلامية الجديدة لمناهضة ظاهرة التعصب الطائفي في المجتمع الفلسطيني، تحت عنوان "أسبوع مكافحة مرض الطائفية". وتختتم هذه الحملة عاما كاملا من النشاطات التي قامت بها بلدنا لرفع الوعي لدى جيل الشباب لمخاطر هذه الظاهرة وسبل معالجتها.  وقد شملت هذه النشاطات تدريب مجموعات شبابية للعمل على مناهضة التعصب الطائفي في أنحاء البلاد، خلال السنة. قامت هذه المجموعات بنشاطات  عديدة، منها: تنظيم يوم توعوي لمناهضة الطائفية في مدرسة بير المكسور الإعدادية ومدرسة النور الإعدادية في رهط ومدرسة مار الياس الإعدادية في حيفا شارك فيها أكثر من 650 طالب وطالبة، كما وقامت المجموعات بتوزيع المواد الإعلامية التي أصدرتها الحملة في المدارس وفي مهرجان الكريسماس ماركت في الناصرة.

وقد شمل أسبوع مكافحة الطائفية إصدار فيديو يستعرض الطائفية كمرض يصيب الأفراد والمجتمعات والعديد من البوسترات والملصقات التي تظهر أعراض هذا المرض وضحاياه بالأرقام في الدول العربية، التي طبعت ونشرت بآلاف النسخ وشوهدت عشرات آلاف المرات في الشبكات الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى إصدار دليل فعاليات تربوية يعتبر الأول من نوعه، والذي يساعد المعلمين والأهالي والمرشدين على العمل مع الشبيبة والأطفال على مواجهة  هذه الآفة. وفي ختام الأسبوع استضافت الجمعية الدكتور اسماعيل ناشف ليلقي على آذان عشرات المحاضرين محاضرة شيقة بعنوان "صناعة الطائفية - النموذج الفلسطيني" .

وقالت نداء نصار مركزة المشاريع في بلدنا " إن هذه الحملة جاءت في السياق الذي نعيشه في المنطقة العربية والذي تفوح فيه رائحة التعصب والكراهية الطائفية ، تلوث الفضائيات وصفحات الانترنت، تصبغ كلمات وأفعال بغيضة وكثيرا ما تكون دامية قاتلة وبطبيعة الحال، يتأثر مجتمعنا الفلسطيني بشكل فوري بما يجري في محيطنا العربي، فنجد أن النعرات الطائفية والمذهبية تحتد وتتفاقم؛ لهذا السبب أطلقنا أسبوع مكافحة مرض الطائفية لمكافحة الكراهية للآخر، المختلف. لنقول إن الاختلاف لا يولد الخلاف، بل يولد التعددية والألوان التي تضفي على الشعوب جمالها".

يذكر أن الحملة الإعلامية هي من تصميم وإنتاج حملة - المركز العربي لتطوير الإعلام المجتمعي.

صناعة الطائفية

ضمن أسبوع مكافحة مرض الطائفيّة الذي أطلقته جمعيّة الشباب العرب – "بلدنا"، وبمشاركة عشرات الشباب والشابات، عقد منتدى "بلدنا" الثقافيّ، يوم الثلاثاء الماضي، 17 ديسمبر/ كانون الأوّل 2013، لقاءه الثاني لهذا العام، تحت عنوان: "صناعة الطائفيّة: النموذج الفلسطينيّ"، وقد استضاف الباحث د. إسماعيل ناشف.

استهل د. ناشف مداخلته بالتطرّق إلى المبنى الاجتماعيّ في المجتمع الفلسطينيّ، موضّحًا أنّ الاستعمار يستخدم أسلوب التقسيم، ويقوم بصناعة فئات معيّنة في فلسطين، حيث شرعن المستعمرون الأوروبيّون والإنجليز احتلالهم بتبني خطاب أنّها إرث "يهودي-مسيحي". وتم -في فلسطين ومستعمرات أخرى- تسويغ التوسّع الاستعماري بواسطة الغطاء الديني، حيث أفرزت المؤسّسة الاستعماريّة الانتماءات الطائفيّة. والنتيجة هي أنّ الانتماء الطائفيّ هو الغالب في مجتمعنا، لأنّ السقف الزجاجيّ الاستعماريّ يمنع تطوّر الانتماءات الأخرى.

ثم تطرّق ناشف إلى نموذج "المُسلم المعتدل"، الذي ينتجه النظام الإسرائيليّ، وهو نموذج لإنتاج فكر طائفي بمسوغات طائفيّة. وأيضًا من آليّات هذا النظام: التقسيم، وخلق هويّات مُختلفة (بدو؛ دروز؛...) وانشاء أنظمة تعليم خاصّة لكلّ منها. بالإضافة إلى الآليّة الطائفيّة الأخيرة، التي تطرّق إليها، وهي "الكوتا"، التي تمّ قبولها في المجتمع الفلسطينيّ في الداخل خاصّةً، موضّحًاً أنّه قبل عام 1948 لم يكن الحال كهذا، فالأحزاب آنذاك لم تستعمل آليّات طائفيّة مُستوردة.

كما ركّز ناشف على كيفيّة التحرّر والتغلّب على الأنظمة الطائفيّة المفروضة علينا. فمن الظاهر أنّ في ثقافتنا الفلسطينيّة عوامل تحقّر المختلف (من حيث الشكل، اللهجة، الجنس، البلد، ...)، وأكّد أنّ المدخل الأساسيّ لمعالجة الطائفيّة هو: تحرير المُقدّس الدينيّ من قدسيّته.

وتابع ناشف، أنّ هذا التحرير يتمّ عن طريق التحرّر أولًا من التوجّه الإعتذاريّ الذي يتلخّص بأنّ المُقدّس يبقى مقدّسًا. ويدعو ناشف لإعادة قراءة الإرث الإسلاميّ على أساس أنّ هذا الإرث هو مُلك الناس، وليس مُلك المؤسّسة الدينيّة.

المدخل الثاني لمعالجة الطائفيّة كما طرحه ناشف هو: التعامل مع الأمور في حياتنا بشكل أفقيّ لا عموديّ، والتحرّر من البنية الهرميّة، وأوّلها الأبويّة السائدة: "السنّة والجماعة".

أما المدخل الثالث والأخير هو: المحور الاقتصاديّ، ووجوب التحرّر اقتصاديًّا من النظام الاستعماري، لأنّ هذا يحرّرنا من تبنّي أيدولوجيّات مُطلقة.

رافقت المُداخلة سلسلة فيديوهات قصيرة من ضمنها فيديو "أخطر مرض"، الذي أصدرته جمعيّة "بلدنا"، ضمن أسبوع مكافحة "مرض الطائفيّة"، ومقاطع من الأفلام "بيروت الغربيّة"، و"وهلّأ لوين"، واختتم اللقاء بحلقة نقاش قيّمة بين الحضور والمتحدّث.

التعليقات