دائرة الشباب والمجتمع تصعّد حملتها ضد ممثّلي الطلاب العرب

أصدرت دائرة الشباب والمجتمع في وزارة التربية والتعليم، اليوم الأحد، بياناً صحافياً تهاجم فيه كل من الطالبين محمود اغبارية رئيس مجلس الطلّاب اللوائي، والطالب حمزة يونس عضو السكرتاريا ورئيس لجنة المجتمع والشباب في مجلس الطلّاب وتعتبرهما مخالفين لدستور الدائرة بسبب طلبهم إقامة مهرجان انتخابي للقائمة المشتركة.

 

وكان الطالبين اغبارية ويونس قد تلقّا رسائل تهديد وتضييقات من قبل الوزارة وممثّليها وصلت حد مطالبتهما بالاستقالة من منصبهم في مجلس الطلّاب بسبب نشاطهم السياسي والتثقيفي، ومطالبتهم بعقد مهرجان انتخابي للقائمة المشتركة، بالإضافة إلى أن المسؤول في وزارة التربية والتعليم دائرة الشباب والمجتمع قام بمنع مجلس الطلّاب من إقامة أي نشاط مناهض للخدمة المدنية، في الوقت الذي يسمح لمروّجي الخدمة المدنية بتمرير مآمراتهم على الطلّاب العرب في المدارس بحرية تامة. 

 

وجاء في نص البيان الصادر عن الدائرة، أنها “لن نسمح لهذين الطالبين ولا لأي جهة أخرى بهدم عملها التربوي في بناء قيادة مستقبلية مسؤولة تجاه المجتمع العربي”.

 

وفي المقابل تقوم بالتضييق على اغبارية ويونس وتطالبهم بالاستقالة من مناصبهم بسبب نشاطهم السياسي والتثقيفي كونه لا يتوافق ويتعارض مع ما تريده السلطة والوزارة من شباب غير واعي لقضايا شعبه وهمومه الوطنية. 

 

واعتبرت الدائرة في بيانها مطالبة كل من اغبارية ويونس بإقامة مهرجان انتخابي للقائمة المشتركة منافي للدستور، واعتبرت نشاطهم السياسي والوطني “حجج وطنية وهمية”، تهدف إلى تشويه وجه المؤسسة كمؤسسة رسمية.

ولم تكتف الوزارة بالاستنكار في بيانها، بل هاجمت كل من اغبارية ويونس بسبب توجّههم للإعلام لفضح المضايقات التي يتعرّضان إليها من قبل الوزارة وممثّليها بسبب نشاطعن السياسي والوطني.

 

وقالت الوزارة في بيانها إن “الطابين توجّها للإعلام بهدف ليحظيا باهتمام إعلامي”، وتغاضت الوزارة عن طلبات الطلّاب بعقد نشاط سياسي أسوة بالمدارس اليهودية التي استقبلت وما زالت بشكل دائم أعضاء كنيست يمينيين يدعون لقتل العرب. 

 

 

 وقال مدير جمعية الشباب العرب- بلدنا، نديم ناشف تعقيباً على التضييقات بحق الطلّاب العرب، إن 'المشاركة السياسية لطلّابنا العرب ليست فقط حق، بل هي واجب على كل طالب وطالب نظراً لخصوصيتنا كمجتمع فلسطيني مستهدف من قبل السلطة، ولا يحق لأي موظف في أي وزارة كان ومهما كانت رتبته أن يمنع الطلّاب من ممارسة حقهم وواجبهم تجاه شعبهم'.

 

وأضاف ناشف أن 'الوقت قد حان لفتح ملف دائرة الشباب والمجتمع في وزارة التربية والتعليم من قبل لجنة المتابعة والأحزاب العربية، وطرح السؤال إن كانت هذه اللجنة تخدم مجتمعنا فعلاً أم أنها تستخدم صلاحياتها وميزانياتها للضغط على الطلاب والمجالس المحلية بهدف تشويه هوية الطلّاب العرب وكسر الإجماع الوطني'.

 

وتابع ناشف: 'تحاول دائرة الشباب والمجتمع في كل مرة كسر الاجماع الوطني، فاليوم تقوم بمنع نشاطات للقائمة العربية المشتركة، وقبل ذلك قامت وتقوم ونحن نعلم هذا في أماكن عدة بالترويج من خلال ممثّليها للخدمة المدنية التي أجمعت القوى الوطنية في الداخل على محاربتها في المدارس'.

 

وخلص إلى القول 'على الأحزاب ولجنة المتابعة أن تقوم بفتح هذا الملف واتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من هذه السياسات، فالميزانيات التي تتحكم فيها الدائرة هي من حق الطلّاب والمجالس المحلية وليست منّة من أحد، ومن غير المعقول أن يستمر موظّف وزارة باستغلال منصبه هو لاستهداف شبابنا العربي'. 

 

وقال الطالب حمزة يونس، لـ"عرب 48": "لن استقيل، وليس لأحد الحق بإقالتي وليست صدفة أن يرسلوا لي طلب الاستقالة بعد مقابلة تلفزيونية تحث الشارع العربي على التصويت، يسترون عورتهم بتهم باطلة فإعلاني دعم القائمة المشتركة هو إعلان شخصي".

وتابع أن "ادعائهم بأننا قمنا باستغلال مناصبنا كاذب، كل ما طلبناه كان مهرجان لدعم القائمة المشتركة ودعوة أعضاء برلمان عرب لتوجيه بعض الأسئلة إليهم، وهذا من حقنا".

وأضاف أن "التهديد بالتوجّه للمحكمة من قبل منسّقي دائرة الشباب والمجتمع واتهامي بأنني قمت باستغلال منصبي لا يخيفني، وبحوزتي أدلة كثيرة على أنني قمت بفصل الشخصي عن العام".

واختتم حديثه وقال: "ربما لم يتعوّد المنسّقين والدائرة على الحديث بهذه اللهجة والثقة، وهذا ما يخيفهم، ولكن الواقع قد تغيّر للأفضل وسنستمر رغم تضييقاتهم".

 

 

وكان كل من اغبارية ويونس، قد صرّحا لـ 'عرب 48'، في وقت سابق، أن 'الوزارة وممثّليها يحاولون التضييق على عملنا التثقيفي والوطني في حين يأخذونا لاجتماعات المجلس القطري للطلاب العرب واليهود سوية فنجد السياسيين الإسرائيليين المتطرّفين أمثال أليكس ميلر المتطرّف ونفتالي بينيت الذي يدعو لقتلنا فيما نحن موجودون في القاعة ذاتها بدون أي مراعاة لوجودنا كطلاب عرب'.

 

وأكد اغبارية ويونس أن 'هذه التضييقات لن تمنعنا من استمرارنا بمسيرتنا الطلابية التوعوية والسياسية والوطنية'، وبأن 'وظيفتنا هي تمثيل الطالب أمام الوزارة، وليس تمثيل الوزارة أمام الطالب، لذلك نحن مستمرون بنشاطنا وما نطلبه الآن هو مساندتنا فقط أمام هذه الهجمة الشرسة التي نتعرّض لها'.