16/05/2015 - 16:20

جدل واسع حول إلغاء العروض الفنية في الداخل الفلسطيني

شهدت العديد من المدن العربية حملات ضد عروض فنية كان من المزمع عرضها للجمهور الفلسطيني في الداخل، ومنها العرض الفني لفرقة "وطن ع وتر" التي اضطرت لإلغاء عروضها في طمرة شفاعمرو وعكا وغيرها على إثر حملا

جدل واسع حول إلغاء العروض الفنية في الداخل الفلسطيني

شهدت العديد من المدن العربية حملات ضد عروض فنية كان من المزمع عرضها للجمهور الفلسطيني في الداخل، ومنها العرض الفني لفرقة 'وطن ع وتر' التي اضطرت لإلغاء عروضها في طمرة شفاعمرو وعكا وغيرها على إثر حملات احتجاجية تدعي الإساءة للدين. عرب 48 يسلط الضوء من خلال هذا التقرير على ردود الفعل على إلغاء العروض الفنية.

بداية، دافع المواطن سليمان حجازي الذي شارك في الحملة من أجل إلغاء عرض 'فرقة وطن ع وتر' في طمرة، عن موقفه بالقول إن العرض ينطوي على مس بالمعتقدات، وأضاف أن «الحرية تنتهي عندما تتعدى على حرية غيرك، وعندما تتعدى على حرية الدين أو تمس بـالمعتقدات الدينية أو بالمتدينين، والمس بأفكارهم الدينية، الأمر الذي يمثل اعتداء على شريحة كبيرة بالمجتمع'.

وتابع: 'هذا أحد الأسباب التي دفعني لأن أقف ضد عرض «وطن ع وتر» في طمرة، هذا إلى جانب استخدام العديد من الايحاءات الجنسية في العرض'. 

المواطن عبدالله مريح اختلف مع حجازي في الرأي، وقال إن إلغاء عروض فنية لأي سبب كان، اجتماعي، ديني، يمثل نوعا من الهيمنة والسيطرة وفرض الرأي عنوةً، على سبيل المثال إلغاء العرض في طمرة جرى تحت التهديد، وعندما تواصلت مع منظمي العرض قالوا لي إنهم يخافون على حياتهم الشخصية. من جانب آخر أنا مع الاحتجاج والرفض والتظاهر ضد العرض ومن حق فئات أو شرائح معينة أن ترفض العرض ولكن بطرق سلمية وليس بطريقة الوعيد والتهديد'.

 

 

وتابع أن 'الإساءة لمن يمثل الدين هي ليست إساءة للدين، مسموح ويحق لي أن انتقد شخص يسيء للدين، فعلى سبيل المثال الانتقادات التي وردت في عرض «وطن ع وتر» كانت نقدا لمن يسيء للدين ومن يدعي بأنه يمّثل الدين'.

من جانبه، قال صلاح مريح إنه 'لكي يتم إلغاء عرض فني ضخم فإن الأمر يتطلب دراسة عميقة وفحص مضامين العرض والأهداف من وراء العمل الفني، لكن ينبغي أن نذكر أنه من الصعب قمع فكرة أو رسالة من خلال رفضها ومنعها من العرض'.

'الاختلاف على المبادئ لا يعني الاختلاف في آليات الحوار الأخلاقي الحضاري'

من جانبه، قال أمير ابو رومي:' قد نختلف على الكثير من الأمور والكثير من المبادئ، وفي الوقت نفسه يجب ألا نختلف على آليات الحوار الأخلاقي الحضاري، بغض النظر، عمن يؤيد هذة العروض أو من يعارضها، لكن أساليب التأجيج، والتأويلات غير المنطقية، تعود بنتائج عكسية، فالتهديدات في هذه الأمور لا تليق بنا ولا بشعبنا، ولا بوحدتنا كمجتمع يتسم بالاحترام، لذا علينا ألا نتسرع في اتخاذ الأحكام والقرارات التي قد تخلق حساسية فكرية وأخلاقية بين مؤيد مشجع ومعارض يستغل كل الطرق لتحقيق مراده في منع مثل هذه الأمور التي تعد حرية شخصية في مجال فنيما دام لا يؤثر أو يمس بقيم الديانات'.

من جانبه، قال محمد وجيه ياسين: 'في الآونة  الأخيرة تم إلغاء العَديد من العروض والحفلات الهادفة لنشر الفن، الثقافة، أو حتى لمجرد المتعة والترفيه، لأسباب أجِدُ أنها ليست مَنطقية أو حتى مقنعة. يوجد ربط كبير جدا بين السياسة والدين بمجتمعنا ومعظم العروض التي يكون المغزى منها نقد شيء معين متعلق بالدين والسياسة أو حتى الأمور الاجتماعية تواجه ردات فعل سلبية كبيرة تصل أحيانا لحد التهديد والتخريب، أنا ضد إلغاء عرض بسبب معارضة أقلية اجتماعية معينة، أرفض إلغاء عروض فنية بحسب رغبات فئات معينة لمجرد إختلاف الفن عن مسلكهم'.

'العروض الفنية نقلت واقع الشارع العربي'

من جانبه، قال رباح حجازي: 'أنا ضد إلغاء العرض الفني رغم أنني لم أشاهد عروض فنية من قبل للفرقة المذكورة، ولكن إلغاء العرض أثار لدي الفضول لمعرفة ما تقدمه هذه الفرقة خاصة بعد اتهامهم باستخدام مصطلحات هابطة وغير أخلاقية، ولكن للأسف هذا العرض يعكس واقع الشارع العربي الذي يستخدم مصطلحات نابية وغير أخلاقية، هي لم تتعدى على المجتمع بل هي نقلت صورة عن المجتمع من خلال منصة المسرح، لهذا ما كان يجب إلغاء العرض'

 

 

التعليقات