17/11/2015 - 16:27

"عمرانة": قضايا الأرض والمسكن ودور المرأة الفلسطينيّة في جمعيّة كيان

أما في النقب، كان تنسيق بين المديرة الشريكة في جمعيّة سدرة، أمل نصاصرة، والمجموعة النسائيّة أم متنان، حيث كان التركيز في هذه الندوة على مدى ارتباط قضايا الأرض والمسكن بالنساء الفلسطينيّات.

"عمرانة": قضايا الأرض والمسكن ودور المرأة الفلسطينيّة في جمعيّة كيان

اختتمت جمعيّة كيان - تنظيم نسوي، اليوم الثلاثاء، حملتها الأخيرة تحت عنوان 'عمرانة'، والتي تمحورت حول قضايا الأرض والمسكن وأهميّة دور المرأة الفلسطينيّة الفعّال في هذه القضايا، إذ عرضت في نهاية الحملة فيلم 'عمرانة'، الذي يلخّص جولات لنساء فلسطينيّات في قرى فلسطينيّة مهجّرة، منها الغابسيّة، تلّ الشمام، أم الزينات، إجزم، عين الغزال وعين النافورة في قضاء حيفا، إذ يتحدثن عن تجربتهن في الجولة وأهميّتها وتبعاتها.

وتأتي حملة 'عمرانة' لتتوّج مشروع قضايا الأرض والمسكن، الذي عملت عليه جمعيّة كيان في الفترة الأخيرة، بالشراكة مع جمعيّة حقوق المواطن وجمعيّة الدفاع عن المهجّرين، والذي تشكَّل من سلسلة ندوات حول سياسات وإسقاطات قضايا الأرض والمسكن على المواطنين/ات العرب ومشاركة نساء فلسطينيات من بلدات عربيّة مختلفة في جولات للقرى المهجرّة منذ عام 1948. كما وشمل المشروع مرافقة مجموعة القيادات في الجديدة - المكر لعدّة ورشات حول موضوع إقامة مدينة الطنطور على أراضي القرية المصادرة، والذي عقبه مبادرة للمجموعة خلال هذه الفترة لعقد عدّة جلسات مع رئيس وأعضاء المجلس المحلّي، للتأكيد على أهميّة متابعة قضيّة 'الطنطور'، كما واجتمعت المجموعة مع اللجنة الشعبيّة من أجل التصدّي لهذه الجريمة بحقّ أهالي الجديدة - المكر.

أما الندوات، فكانت بالشراكة مع جمعيّة حقوق المواطن، إذ نُظّمت في ثلاث مواقع جغرافيّة مختلفة، في النقب في قرية 'أم متنان'، وذلك بالتعاون مع جمعيّة سدرة، وفي المثلث في عرعرة بالتعاون مع جمعيّة البير، وفي الشمال في عرّابة بالتعاون مع مجموعة أطياف.

وتمحورت الندوات الثلاث حول السياسات والقوانين المتعلّقة بالأرق والمسكن، إذ شدّد المحامي عوني بنّا على أهميّة المسؤوليّة الجماعيّة المُلقاة على أبناء وبنات الشعب الفلسطيني في التصدّي لكافّة سياسات التمييز ضدّنا.

وعرض بنّا أمام المشاركين والمشاركات أمثلة مختلفة لقوانين مجحفة بحقّ المواطنين الفلسطينيين داخل إسرائيل، وتطرّق كذلك إلى آليات مواجهة هذه السياسات وخلق بدائل ممكنة. وشارك من بين الحضور أعضاء ونوّاب رؤساء المجالس المحليّة، الذين شاركوا بدورهم بالنقاش وأثنوا على أهميّة طرح هذا الموضوع وعلى دور الجمعيّات الفاعلة في المجتمع المدني.

وفي الندوة بعرعرة، رحّبت سميّة شرقاوي، مديرة جمعيّة البير، وأثنت من جهتها على أهميّة تنظيم هذه الندوة، وأهميّة إثارة النقاش فيها وطرح قضايا الأرض والمسكن على الأجندة المجتمعيّة لأهميتها.

وفي عرّابة، شاركت بشرى عوّاد، مركّزة مجموعة أطياف في البلدة، إذ تحدّثت عن دورها وتجرتها في منتدى جسور- المنتدى القطري للنساء، متطرّقة إلى 'أهميّة التغذية المتبادلة بين الشأن المحلّي والشأن القطري، تحديدًا بين المجموعات المحليّة للجمعيّة ومنتدى جسور القطري، إذ يهدف هذا الربط إلى تعزيز انتماء النساء ودورهن الفاعل وأهميّة الانكشاف لهذه المواضيع والقضايا، كونها لا تخص شريحة معيّنة من المجتمع، بل هي شأن كافّة شرائحه، والنساء هن من بين الشرائح المتضررة بشكل مباشر من تبعات هذه القضايا والسياسات'.

أما في النقب، كان تنسيق بين المديرة الشريكة في جمعيّة سدرة، أمل نصاصرة، والمجموعة النسائيّة 'أم متنان'، حيث كان التركيز في هذه الندوة على مدى ارتباط قضايا الأرض والمسكن بالنساء الفلسطينيّات، وخصوصيّة النقب بهذا الموضوع، وتبعاته وإسقاطاته على النساء في النقب.

وحول الأهداف قالت مركزة مشروع الأرض والمسكن في جمعيّة كيان، راوية لوسيّا شمّاس، إن ' المشروع يهدف إلى رفع الوعي الاجتماعي، السياسي والوطني لدى المجتمع عامّة، ولدى جمهور النساء خاصّة حول قضايا الأرض والمسكن والتخطيط والبناء وتهجير الفلسطينيين'. وأكدت على 'أهميّة المشاركة الفعالة للنساء الفلسطينيّات في نضالنا كمجتمع عربي من أجل إحقاق الحقوق الفرديّة والجماعيّة في كافّة المستويات منها الاجتماعيّة، والاقتصاديّة والسياسيّة'.

أما فيلم 'عمرانة'، فهو نتاج للمشروع، إذ يتطرّق إلى زيارة نساء فلسطينيّات ناشطات في مشروع الأرض والمسكن في جمعيّة كيان لقرى فلسطينيّة مهجّرة، ويتحدّثن عن تجربتهن كنساء بعد أن استمعن إلى قصص هذه القرى وأهلها وتهجيرهم وقتلهم، خاصّة أن سياسة التهجير والتشريد التي تتبعها الحكومات الإسرائيليّة لم تنته عام 1948، في نكبة الشعب الفلسطيني، بل هي مستمرة إلى يومنا هذا، إذ يواجه شبح الهدم والتهجير قرى وبلدات عربيّة عديدة، من الشمال وحتى الجنوب في النقب الفلسطيني.

أما حول مشاركتها، فقالت الناشطة في مشروع الأرض والمسكن، سندس عنبتاوي، إنه 'على الأرجح لو لم تنظّم لنا جمعيّة كيان هذه الجولة إلى القرى المهجّرة، لما زرتها وسمعت قصصها وقصص أهلها، أبناء شعبنا'. أما الناشطة من مجموعة نساء القلعة في شفاعمرو، ماجدة خطيب، فشددت على 'أهميّة نقل هذه المعلومات وتاريخ شعبنا إلى الأجيال القادمة، وعدم الاكتفاء بذكرى سنويّة للعودة إلى قرانا المهجّرة وإحياء ذكراها'.  

يُشار إلى أن مشروع الأرض والمسكن ودورة المرأة الفلسطينيّة في هذه القضايا هو واحد من بين مشاريع عديدة تنظّمها وتُشرف عليها جمعيّة كيان- تنظيم نسوي، سنويًا، لتمكين النساء الفلسطينيّات، ورفع التوعيّة بقضايا المجتمع العربي، الاجتماعيّة منها والسياسيّة - الوطنيّة أيضا، إيمانًا بأهميّة معرفة هذه القضايا عن كثب، وأخذ أدوار فعّالة في التأثير عليها واتخاذ القرارات.

التعليقات