01/06/2016 - 15:51

الشخصية المسيطرة تخفي ضعفها وراء تملكها

دائما يجد الشخص المسيطر بأن الزوج أو الزوجة أو الأبناء هم ملكية خاصة بالنسبة له، فيتعامل معهم بمبدأ كبت الحرية وأنهم ملك له ليس لأحد الحق في أن يشاركهم فيه، ويظهر ذلك من خلال محاولاته في تقليل مساحة آرائهم ومحاولة السيطرة على فكرهم

الشخصية المسيطرة تخفي ضعفها وراء تملكها

طبيعة الحياة تجعل الإنسان يتعامل مع شخصيات ذي طباع وعادات وتقاليد مختلفة، فكل شخصية لديها مجموعة من الصفات التي تتميز بها عن غيرها من الشخصيات، لكن الأصعب عندما يتعامل الإنسان مع شخص يحب السيطرة على الآخرين وفرض رأيه، وإعطاء الأوامر للآخرين وتنفيذها دون مناقشة، ويقع في مشكلة عندما يتلقى أمرا فيقع عليه كالصاعقة. ويتميز هذا الشخص بأنه يضع حدودا في علاقاته مع الآخرين، لكن على العكس نجده يقتحم حياة الآخرين، ويسعى لمعرفة كل صغيرة وكبيرة ، لكي يفرض آراؤه عليهم ، فهذا الشخص يمكن أن تجده في العائلة أو وسط الأصدقاء، ومن ثم فعلى المرء أن يعرف كيفية التعامل معه.

وعادة ما يكون الشخص المحب للسيطرة لطيفا في تعامله مع الآخر حتى يجعله يحبه ويثق فيه،  ليكون مثل الألعوبة في يده يحركه كيفما يشاء، وعلى الرغم من ذلك فهو ليس لديه ثقة في كفاءة الآخرين، ويميل إلى القيام بالأشياء على طريقته الخاصة، معتقدا أن طريقته هي الأفضل والأصح.

من أهم الصفات التي تميز الشخص المسيطر أنه سريع الغضب وقليل الصبر، فإذا لم تصير الأمور كما يريد نجده ينزعج كثيرا ويصاب بالغضب، وغالبا ما يشعر زملاؤه أو أفراد عائلته بذلك، كما أن الشخص المسيطر لديه قدرة في إقناع الطرف الآخر بأنه يقوم بذلك بدافع حبه واهتمامه له، فحب السيطرة هو الذي يحرك تلك الشخصيات، ويجعلها تقوم بمثل هذه التصرفات لإرضاء رغباتهم وفرض إرادتهم على الآخرين.

ودائما يجد الشخص المسيطر بأن الزوج أو الزوجة أو الأبناء هم ملكية خاصة بالنسبة له، فيتعامل معهم بمبدأ كبت الحرية وأنهم ملك له ليس لأحد الحق في أن يشاركهم فيه، ويظهر ذلك من خلال محاولاته في تقليل مساحة آرائهم ومحاولة السيطرة على فكرهم، وغالبا ما يعتقد الشخص المسيطر أنه هو الأصح وأن من حوله هو الخطأ، وخاصة في العمل، كما يعتقد أنه على قدر كاف من أن يكون صاحب مسؤولية، وأنه يستحيل أن يفشل، والأخطر من ذلك عندما يكون حب التملك في الحياة الزوجية والعلاقة العاطفية، فقد يؤدي حب السيطرة والتملك إلى الغيرة المفرطة التي من شأنها أن تقود إلى فشل العلاقة ومن ثم الطلاق، كذلك لا يتقبل الشخص المسيطر أي انتقاد، وذلك لعدم امتلاكه الثقة في نفسه، فيكون من السهل إذن استفزازه بطريقة سهلة، وعادة ما يكون هذا الشخص غير قادر على تحمل المسؤولية.

وحول طبيعة الشخصية المسيطرة، يقول د. محمود غلاب، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة: الشخص المسيطر والذي يتدخل في حياة الغير بطريقة غير طبيعية، هو يعاني من اضطراب نفسي، وهنا يكون على الشخص الابتعاد عن هذا بالانشغال بالنفس، وبعمل جيد يشغل أوقاته، ولابد أن يجلس مع نفسه وأن يواجهها بسبب قيامه بهذا الفعل، وما هو الدافع وراء التدخل في حياة الآخرين وعندما يضع يده على المشكلة سيكون قادرا على مواجهة نفسه والسيطرة عليها.

كما تشير د. سهام حسن، استشارية نفسية، إلى أن السيطرة هي غريزة في الإنسان لكي يحافظ على الأشياء التي في حوزته ولا يستطيع أن يتركها بسهولة، وبالتالي يعرف قيمتها، ومن أهم العوامل التي تؤثر في ذلك المفهوم، الظروف الاجتماعية والبيئة التي تحيط بالإنسان، لافتة إلى أن حب السيطرة ينقسم إلى نوعين: الأول يكمن في حب امتلاك الأموال والسيارات وغيرهما من هذه الأشياء، أما النوع الثاني فهو حب تملك الأشخاص والسيطرة عليهم وعلى تفكيرهم، فهناك حب الامتلاك الجنوني الذي يكمن عند بعض الرجال للسيطرة على من يحبون، والذي يصاحبه غيرة مفرطة، ويكون أيضا مصحوبا بالخوف والشك.

وتضيف د. سهام حسن: هناك بعض العلامات التي تدل على حب امتلاك الشخص للطرف الآخر، والتي تتمثل في الغيرة المفرطة الشك والاتهامات، وهذا من شأنه أن يكون مصدر إزعاج لأي شخص ويمكن أن يقود الحياة إلى الفشل، كذلك الرغبة في تلبية جميع الأوامر بشكل ملح ومبالغ فيه، مشيرة إلى أنه يمكن علاج الرجل المسيطر من خلال إعطاء الثقة للمرأة لأن عدم الثقة مرض يقتل صاحبه، بالإضافة إلى البعد عن كل ما يعكر صفو الحياة الزوجية، ونشر روح المودة والمشاركة في إدارة شؤون الحياة والأسرة.

اقرأ/ي أيضًا| كيف تتصرف إذا قرر رئيسك طردك من الوظيفة؟

التعليقات