20/07/2016 - 21:55

احذروا العقارب: تهاجم في النهار وتلدغ ليلًا

العقرب من الحيوانات اللافقارية والتي تتمتع بمادة سمية عالية الخطورة تجعل الإنسان بمجرد أن يتعرض للدغته، يشعر بآلام شديدة في المنطقة المصابة مع التورم والاحمرار، كذلك زيادة إفراز اللعاب في الفم، وارتفاع درجات الحرارة

احذروا العقارب: تهاجم في النهار وتلدغ ليلًا

يعد العقرب من الحيوانات الخجولة التي تلدغ الإنسان ليلا، بينما تهاجمه نهارا مع بزوغ الشمس، خصوصا في المناطق الصحراوية والرمال وتجمعات مقالب القمامة، والتي غالبا ما يعيش بها، ما يجعل أي شخص عرضة لمهاجمة العقرب، والتي تعد لدغته من اللدغات السامة والأكثر خطورة على حياة الإنسان من باقي الحيوانات.

العقرب من الحيوانات اللافقارية والتي تتمتع بمادة سمية عالية الخطورة تجعل الإنسان بمجرد أن يتعرض للدغته، يشعر بآلام شديدة في المنطقة المصابة مع التورم والاحمرار، كذلك زيادة إفراز اللعاب في الفم، وارتفاع درجات الحرارة، والميل إلى التقيؤ والإسهال، وارتفاع ضغط الدم، وسرعة نبضات القلب، والتوسع في البؤبؤ، حيث يتكون سم العقرب من إنزيمات ومركبات تؤثر على الجهاز العصبي، وتقوم بتخدير الجسم وتسبب له اضطرابات في التنفس وهبوطا في القلب، وتزداد الاضطرابات والآلام بعد حوالي ساعة من اللدغة، وتستمر لمدة من ساعة إلى ساعتين وبعدها يبدأ في التحسن، وتنتهي كل الأعراض تدريجيا بعد يومين أو ثلاثة، وتختلف الحساسية بالسم من شخص لآخر بحسب العمر والوزن، فالصغار وكبار السن أكثر تأثرا بلدغة العقرب عن باقي الأشخاص.

يتكون جسم العقرب من الرأس والصدر كقطعة واحدة، وله أربعة أزواج من الأرجل تنتهي بمقرض صغيرة جدا، أما الذيل فيتكون من خمس حلقات ينتهي بما يشبه الإبرة التي تلدغ بها، وتعتبر العقارب صاحبة الأقراض الضعيفة ذات سميتها أقوى من أي نوع آخر، وتكون أغلب فرائسها من اللافقاريات الصغيرة، وهناك 12 نوعا من العقارب أخطرهم ذات اللون الأصفر، وهي عادة ما تختبئ في الصخور وبين الحجارة، وتوجد في لدغتها مادة سامة زلالية تدخل مجرى الدم، ومعظم اللدغات تكون في الأطراف السفلى للإنسان، كذلك هناك العقرب الأسود، والذي يعد أكثر أنواع العقارب خطورة وسمية.

وتوضح د. هبة يوسف، أستاذة الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بجامعة بورسعيد، أن العقرب يلدغ الإنسان من آخر فقرة من ذيله والذي يُعرف باسم “التلسون”، وهو يحتوي على غدد تقوم بإفراز مادة سامة، والتي هي عبارة عن مزيج من ناقلات الأعصاب مثل “الأستيل كولين وبرادي كينين والهستامين والبروستاجلاندين”، ويوجد من هذه الناقلات في جسم الإنسان، وهذا ما ينتج عنه تأثر شديد باللدغة، ويؤدي إلى حدوث اضطرابات في القلب وارتفاع في ضغط الدم وهبوط في الدورة الدموية والأوزيما الرئوية، وقد تؤدي لدغة العقرب إلى توقف القلب بشكل مفاجئ، مشيرة إلى أن الإسعافات الأولية للدغة العقرب هي مثلها تلك الإسعافات التي تستخدم لعضة الثعبان، ولابد أن يأخذ المصاب مصلا مضادا للدغات العقارب قبل مرور 4 ساعات على حدوثها.

وتضيف يوسف: هناك اختلاف كبير بين لدغة العقرب ولدغة النحلة، لأنها تعد الكائن الوحيد الذي يلدغ الإنسان ثم تترك ذنبها وتطير، وهذا الذنب يحتوي على المادة السامة، ويكون على هيئة مخروط أو قرطاس، مشيرة إلى أنه يجب الحرص عند إزالتها من الجسم لأن يتم عصرها وامتصاص المادة السامة بطريقة سريعة، محذرة من استخدام الملقاط في إزالة ذنب النحلة لأنه يتم عصره وامتصاص المادة السامة به، لذلك ينصح بإزالته بطريقة طبيعية عن طريق استخدام خافض اللسان الخشبي، وبعدها يتم تطهير المكان بعد إزالته بالماء والصابون والبيتادين ووضع كريم مضاد حيوي وأخذ حقنة “التيتانوس”.

وعن الإسعافات الأولية التي يجب إجراؤها بمجرد لدغ العقرب للإنسان، يقول د. محمود سامي، المتخصص في الإسعافات الأولية: إنه يجب العمل على تهدئة المصاب وطمأنته، وغسل مكان اللدغة بالماء والصابون، وعمل شفط مستمر بشفّاط إن وجد من مكان الإصابة، كذلك عمل كمادات ثلج إن وجد على مكان الإصابة، واستخدام رباط خفيف أعلى مكان اللدغة، ويمنع المصاب من الحركة، كما لابد من إسعاف المريض الذي يعاني من الصدمة إذا وجدت، ونقل المصاب للمستشفى لأخذ المصل والعلاج.

ويشير سامي إلى أن هناك بعض أنواع العقارب السامة المتواجدة في مصر في مناطق الواحات والأماكن الصحراوية وتكمن خطورة العقرب في الذيل، ناصحا بعدم محاولة الإمساك بالعقرب في حالة التعرض للدغ منه، ولكن لابد من الابتعاد عنه قدر الإمكان، ويمكن القيام بنفس الخطوات في حالة الإصابة بلدغة الثعبان، موضحاً أنه على المصاب أن يتذكر شكل العقرب أو الثعبان الذي أصابه حتى يسهل على الطبيب المعالج تحديد المصل المناسب للحالة، أما في حالة عدم وجود مسعف فيمكن نزع الشوكة وتبريد مكان اللسعة وتعقيم الجرح وتطعيم الثناتوس في حالة وجود ثقب بالجلد، مع ذهاب المصاب فورا لأقرب مستشفى.

اقرأ/ي أيضًا| كيف نحمي أطفالنا من الغرق؟

التعليقات