15/05/2017 - 20:47

"استمتعتم باحتفالات الاستقلال؟ انضموا لحفلة النكبة"

نظم ناشطون في أكاديمية "بتسلئيل" للفنون والتصميم بالقدس، اليوم الإثنين، نشاطَ ميديا يذكر بنكبة الشعب الفلسطيني تنديدًا واحتجاجًا على ما اعتبروه وقاحة الاحتفالات التي نظمت بما يسمى "عيد الاستقلال" ومحاولة فرضها وتثبيتها في الجو العام.

"استمتعتم باحتفالات الاستقلال؟ انضموا لحفلة النكبة"

نظم ناشطون في أكاديمية 'بتسلئيل' للفنون والتصميم بالقدس، اليوم الإثنين، نشاط ميديا يذكر بنكبة الشعب الفلسطيني تنديدًا واحتجاجًا على ما اعتبروه وقاحة الاحتفالات التي نظمت بما يسمى 'عيد الاستقلال' ومحاولة فرضها وتثبيتها في الجو العام، دون مراعاة لوجود السكان الأصليين للبلاد.

واعتمد النشاط، الذي حمل طابعا ساخرا، على ازدواجية المشاعر الإنسانية التي قد يحملها الشخص، في حال تناقضت مع قناعته الشخصية، حيث ثبّت الناشطون ملصقات على حيطان الأكاديمية موجهة للمشاركين في احتفالات 'الاستقلال' جاء فيها، 'احتفال النكبة... استمتعتم باحتفالات الاستقلال... هنالك المزيد'.

وفي نهاية الملصق/ المنشور، وبعد الدعوة التي حملت صبغة احتفالية، كشف الملصق عن معلومات قد تكون صادمة للمحتفلين بـ'الاستقلال' أهمها أن 'خلال نكبة الشعب العربي الفلسطيني قتل نحو 15 ألف شخص، وأنه هجر من البلاد 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني، وأن نحو 531 قرية فلسطينية هجرت خلال فترة النكبة كذلك'.

وعن دوافع النشاط، قال المشارك في تنظيمه، عمر عبد القادر، لـ'عرب 48'، إنه 'قبل أسبوعين قاموا الصهاينة بالاحتفال بما يُسمّى في الخطاب الإسرائيلي السائد بـ'عيد الاستقلال'. ردًا على ذلك، وللسخرية من وهم استقلال دولة تأسست على جرائم حرب بحق شعب صاحب أرض، حي ومناضل، قمنا بتوزيع مناشير في الأكاديمية تدعو للاحتفال بذكرى النكبة'.

منظمو النشاط (عرب 48)

وأضاف أن الفكرة اعتمدت على أن 'من سمح له ضميره بالاحتفال باستقلال دولة إسرائيل، بإمكانه أيضًا أن يكمل احتفاله بذكرى المذابح والتهجير القسري الذي مارسته العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، علانية، دون مسميات تُجمّل حقيقة وحشية القيم الصهيونية'.

وعن الصعوبات التي واجهتهم لإخراج الفعالية إلى النور، بيّن عبد القادر أن 'أكاديمية بتسلئيل تتظاهر بأنها أكاديمية تدعو للتعددية، ولكننا نعلم أنها تأسست على قيم صهيونية. من هذا المنطلق، المساحة متاحة للنشاط الطلابي عمومًا، ولكن في إطار الخطاب الإسرائيلي'.

وأضاف أن 'الفعالية كانت مثيرة للجدل، ولكن من الصعب على من يعتبر نفسه منفتح فكريًا، أن يأتيك بمخرج مبدأي يشرح من خلاله لماذا يرفض مثل هذا النشاط، ولذلك وجهوا لنا نقد تقني حول التنفيد، باعتبار أنه مضر للحيّز العام. رفضنا هذا الجدال السخيف وأكملنا نشاطنا'.

وتابع عبد القادر أنه 'بعد إنهاء الفعالية وانصرافنا من الحرم الأكاديمي، وكما توقعنا، قام البعض من الطلاب الإسرائيليين بتمزيق الملصقات. لو أقدم طالب عربي على تمزيق ملصقات تدعو للاحتفال بعيد الاستقلال، لاعتبروه عدوانيًا ومتخلفًا. هذا دليل قاطع على الحساسية الصهيونية لكل ما يعتبر مناهض لخطابها السائد'.

وأكد قيام بعض الطلاب "بالكتابة على المناشير، كتابات اتسم بعضها بالعنصرية فيما تصدى بعضها لفكرة إحياء ذكرى النكبة؛ نحن نرحب بهذا التفاعل لأنه يؤكد على نجاح المشروع وأنه قد حقق هدفه بفتح نقاش حول موضوع مهمّش كليًا". 

وعن الأجواء السياسية التي تسود الأكاديمية قال عبد القادر إنه 'عمومًا، ليست هنالك أجواء سياسية بمفهوم نشاطات أو أعمال ميديا في الأكاديمية. نسمع في بعض الأحيان ردود فعل متحفظّة من قبل الطلّاب بكل ما يخص السياسة'.

وأضاف أن 'من المستغرب جدًا أنه على مدار خمسة سنوات لم تحدث ولو فعالية واحدة في أكاديمية فنون وتصميم تذكر بنكبة الشعب الفلسطيني، علمًا بأن الأكاديمية تضم أكثر من مئة طالبة وطالب عرب. هذه ليس صدفة، بل نهج تضليل يهدف لدمج الطالب، كل وأي طالب، في الواقع الإسرائيلي وصهره فيه'.

وتابع أن "سيرورة صقل فكرة المشروع بالتعاون مع ثلاثة زملاء عرب، وتجربة العمل المشترك، هي من أهم التجارب التي ممكن أن يخوضها الطالب في أكاديمية من نوع بتسلئيل".

وختم عبد القادر حديثه بالقول 'علينا، الطلّاب العرب في مجالات الميديا، مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعنا وقضيتنا العادلة. العالم اليوم على إدراك كامل أنه من خلال هذه المجالات تتشكّل ثقافة الشعوب وتتطور. وجودنا في الأكاديمية هو وجود سياسي بحد ذاته، ووجب علينا أن نبادر من خلاله لتشكيل وعي ثقافي وعلمي من تعتمد منظومتنا الفكرية الخاصة'. 

التعليقات