18/07/2017 - 20:55

رام الله: "مدار" ينظم ندوة بعنوان "نصف قرن على احتلال 67"

أجمع المتحدثون في ندوة "نصف قرن على احتلال 67"، والتي نظمها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، في مقره في مدينة رام الله اليوم، على أهمية استخلاص العبر من النكسة ونتائجها المختلفة على صعيد القضية الوطنية، وإن تباينت وجهات نظرهم إزاء

رام الله:

أجمع المتحدثون في ندوة "نصف قرن على احتلال 67"، والتي نظمها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، في مقره في مدينة رام الله اليوم، على أهمية استخلاص العبر من النكسة ونتائجها المختلفة على صعيد القضية الوطنية، وإن تباينت وجهات نظرهم إزاء العديد من المسائل المرتبطة بآلية التعاطي مع ملف الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي.

وشارك في الندوة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ياسر عرفات" د. ناصر القدوة، ومدير وحدة المشهد الإسرائيلي في "مدار" أنطوان شلحت، ومدير تحرير مجلة "قضايا إسرائيلية" الخاصة بـ "مدار" د. رائف زريق.

وفي هذا السياق، قال القدوة: إن حرب الـ 67 شكلت زلزالا على صعيد المنطقة، وأحدثت تغيرا كبيرا فيها، وكانت لها نتائج عميقة بالنسبة للشعب الفلسطيني، وإن من سخريات القدر أن هذه الحرب وحدت الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة، باعتبار أنه لم تعد هناك سيطرة عربية مختلفة، بل أصبح الكل تحت الاحتلال.

وتحدث عن بعض الجوانب المتصلة بالمشروع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي وتطوره، ودور حرب الـ 67 في توحيد المركز القانوني للأراضي المحتلة في أعقاب هذه الحرب.

ولفت إلى صدور عدد كبير من القرارات الأممية التي تعترف بطبيعة المكانة القانونية لأراضي الضفة والقطاع كأراض محتلة، واعتبار المستعمرات غير قانونية.

ورأى أن فتوى محكمة العدل الدولية الخاص بالجدار العازل، يمثل تطورا نوعيا على صعيد الوضع القانوني لأراضي فلسطين، وإن أقر بأنه لم تتم محاولة الاستفادة من الفتوى فلسطينيا على الإطلاق.

وأشار إلى تباين وجهات النظر في أوساط الشعب الفلسطيني بخصوص عملية السلام، التي بدأت بـ "مؤتمر "مدريد"، مرورا بـ "اتفاق أوسلو"، مبينا أنه لا يتفهم كيف أن البعض أيد الأول بينما عارض الثاني، باعتبار أنهما مرتبطان ببعضهما البعض.

وقال: إن الهدف الوطني ليس حل الدولتين، بل إنجاز الاستقلال الوطني في دولة فلسطين على أراضي العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وسائر الحقوق ومن ضمنها حق العودة.

وانتقد الضعف الفلسطيني في مواجهة الاستعمار الاستيطاني "الاستيطان"، معتبرا أن هناك فشلا ذريعا على هذا الصعيد.

وقال: محاربة ومجابهة المشروع الاستعماري الاستيطاني هو قلب المشروع الوطني.

وأضاف: هناك حالة عجز غير طبيعية وغير منطقية على الصعيد الفلسطيني في مجابهة المشروع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي، وهذا يجب أن يعود إلى مركز الحدث.

وأكد معارضته الحديث عن خيار "الدولة الواحدة"، معتبرا أنه لا يمثل حلا.

وتابع: لا يوجد ما يسمى الدولة الواحدة، فهو ليس حلا، اذ يجب أن يفرض من طرف على الآخر، (...) كما أنه لا يوجد حل دولة واحدة بمواطنة متساوية للجميع.

واستدرك: حل دولة واحدة بمواطنة متساوية للجميع، يستدعي القضاء على المؤسسة الإسرائيلية، واستبدالها بأخرى جديدة، إذا فهو ليس حلا.

كما بين أنه إذا تم طرح مسألة الدولة الواحدة، فهذا سيمثل تشريعا للاستعمار الاستيطاني، والمستعمرات.

وختم بالإشارة إلى ثقته بقدرة الشعب الفلسطيني على إنجاز استقلاله الوطني وحريته في دولة فلسطين.

من جانبه، ركز شلحت، على قيام الطرف الإسرائيلي بالترويج للكثير من الأساطير خلال حربي الـ (48)، والـ (67).

وبين أن من ضمن هذه الأساطير أو الأكاذيب، أن الحرب التي شنها الطرف الإسرائيلي العام 1967، كانت دفاعية، بينما كشفت العديد من الوثائق التي نشرتها أوساط اسرائيلية مؤخرا، أن ذلك ليس صحيحا.

وقال: حرب الـ (67) لم تكن دفاعية، بل هجومية اختيارية، ولا أدل على ذلك من قيام اسرائيل بعدة تحضيرات، مثل تجنيد كل تشكيلات الاحتياط على طول الحدود مع مصر، والأردن، وسوريا.

كما أوضح أن من ضمن هذه الأساطير، التي فندتها وثائق اسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي كان أقل تسليحا من الجيوش العربية.

ونوه زريق في مداخلته إلى العلاقة بين السياسة والتاريخ، واختلاف التوجهات في التعاطي مع العلاقة التي تربطهما ببعضهما البعض، معتبرا أن حرب الـ (67) هي استمرار لحرب العام 1948.

وذكر أنه لم تكن هناك هدنة واضحة ما بين الحربين، باعتبار أن المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني لم تتوقف، ما اقترن بقتل آلاف الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى قراهم التي شردوا منها، مبينا أنه خلال العام 1967، تم طرد نحو 300 ألف فلسطيني من أراضيهم.

وتناول مسألتي "الدولة الواحدة" و"حل الدولتين"، مشيرا إلى أنه لا يميل إلى أي منهما، باعتبار أنه من غير الواضح إن كان أحدهما أكثر واقعية من الآخر.

وقال في هذا الصدد: أنا غير مقتنع بأن حل الدولتين أقرب من حل الدولة الواحدة، لأن حل الدولتين يشق المشروع الصهيوني.

وتابع: كلما مر الوقت، فإن التفكير بإمكانية إزالة الاستيطان، يصبح مستعصيا، (...) فإسرائيل يجب أن تولد من جديد حتى تنهي الاحتلال.

وقال: هناك ضرر بالحديث عن حل الدولتين، لأنه يوحي بأن الدولتين قائمتان هنا، وأن الاحتلال مؤقت، بينما هو في واقع الحال ليس كذلك.

وكانت استهلت الندوة، بكلمة موجزة للمديرة العامة لـ "مدار" د. هنيدة غانم، التي أشارت إلى أن الندوة، تندرج ضمن الفعاليات التي ينظمها المركز وتتعلق بالمشهد الإسرائيلي واسقاطاته على نظيره الفلسطيني.

ولفتت إلى أهمية حرب الـ (67) ونتائجها على مجمل الصراع العربي –الإسرائيلي، مبينة بالمقابل أن الفعالية تأتي بهدف تقديم قراءة مجددة للأحداث، بالاستناد إلى وثائق اسرائيلية رفع الحظر عن كشف مضمونها مؤخرا.

التعليقات