04/06/2018 - 16:48

تخريج الفوج الثاني من طلبة معهد الدوحة للدراسات العليا

احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا مساء أمسٍ، الأحد، بتخريج الفوج الثاني من طلابه، بحفل مهيب في الدوحة.

تخريج الفوج الثاني من طلبة معهد الدوحة للدراسات العليا

احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا مساء أمسٍ، الأحد، بتخريج الفوج الثاني من طلابه، بحفل مهيب في الدوحة.

استُهِل الحفل الذي شهد تخريج 157 طالبا وطالبة، والذي أقيم في فندق الشيراتون، بآيات من القرآن الكريم، تلاه كلمة لرئيس المعهد بالوكالة، الدكتور ياسر سليمان معالي، قال فيها "نحتفل اليوم بتخريج الفوج الثاني من طلبة المعهد بفرح وبروح من الأمل تحدونا بأنّ هذا الفوجَ سيواصل مسيرتَه العلميّة والعمليّة، متسلّحًا بالمعارف والمهارات التي اكتسبها على مدار عامين كانَاحافلَين بالتجارب والخبرات يؤمل أن تكون نبراسًا يضيء له الطريق نحو مستقبل زاهرًا لكل طلبة هذا الفوج وأهاليهم وأوطانهم".

وقال الدكتور معالي: "طلابُنا الخريجون هم قطريون وخليجيون وعرب بكل تنغيماتهم الثقافية التي تجمع ولا تفرِّق. وطلابنُا الخريجون هم أوروبيون وأفارقة بكل أطيافهم الجميلة والمتداخلة. والبيت المعهدي عامرٌ بهم جميعًا، يصهرُهُم في بوتقتِه ويصهرونَه بوحيٍ من تجاربهم فوجًا بعد فوج؛ ليزيدَهم ويزيدونَه تجذّرًا في أرض تنتظر؛ لترتوي وتستمرَّ في العطاء والتميّز بثقة المتسلّح ليس فقط بما يعرف، بل أيضًا بإدراكه أنّ هناك الكثيرَ الكثيرَ مما لا يعرف؛ إنّ هذا الإدراكَ بحجم ما لا نعرف، وتناميه، لَهُو المحفّزُ لكم ولنا على الاستمرار في مسيرة العلم والتعلّم من المهد إلى اللحد".

وأضاف "أن هذه اللحظة على غاية الأهمية بالنسبة إلى خريجينا، ليس لأنها لحظة نهاية تتلوها بداية، بل لأنها لحظة تأمل لطلبتنا ولنا أيضا أسرة المعهد.

وقال معالي: نحن في حاجة إلى الأطباء والمهندسين وإداريّي الأعمال، ولكنَّنا أيضًا في حاجة إلى الفيلسوف والمؤرّخ واللسانيّ والأديب وعالم الاجتماع، وغيرهم من المتخصصين في العلوم الاجتماعية والإنسانية؛ نحن في حاجة إليهم، لنضمن لمجتمعاتنا صحّةً متوازنةً، بين مدٍّ وجزْرٍ من المصالح المتشابكة. وهنا تكمن رسالةُ معهدنا الذي انتصر للمستضعفات من العلوم، إيمانًا منه بأن التنويرَ الذي تنشُده كلُّ المجتمعات لا يمكن أن يتحقق من خلال الصنعةِ والتكْنَلجة والمكننة والأتمتة والرقمنة، على أهميتها في نماء المجتمع. إنّ التنويرَ في حاجة إلى السؤال الذي ينفجر في عقولِنا ويفجّرُ معه حدود المعارف التي اختزنتها؛ فتتآكل المسلّمات وتتهاوى القوالب الجاهزة، وتنفتح الآفاق الواعدة، دون الابتعاد عن الواقع الذي نعيش فيه ونسعى إلى إنمائه. فالواقعُ هو مختبرُ النظرية ومِحَكُّها.

وختم معالي كلمته بقوله " إن معهد الدوحة للدراسات العليا من قطر إلى قطر، ومن قطر إلى "بلاد العرب أوطاني"، وإلى ما تجاوزها جغرافيًا والتحم معها إنسانيًا. وهذا ما يحدوني لشكر كل من يدعم هذا المعهد على هذه الأرض الطيبة، قيادةً عهدتم حكمتها، وشعبًا نعمتم وننعم جميعًا بكرم ضيافته ودماثة أخلاقه. وأن هذا الاعتراف بالامتنان نيابةً عن أسرة المعهد كاملةً: من مجلس الأمناء، إلى أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، إلى الطلاب الذين يقفون بين أيديكم، ومن وقف وسيقف بعدهم في مسيرة خيرٍ وتميّزٍ تقطِر بأفواج الخريجين".

من جهته، ألقى ضيف الحفل أستاذ التاريخ بجامعة ميتشغان والأستاذ الزائر في مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، البروفيسور خوان، كول كلمة قال فيها: "يسرّني أن أخاطبكم بمناسبة حفل تخرّج الفوج الثاني من طلاب معهد الدوحة للدراسات العليا. وإنّه لشرف لي أن أكون أوّل ضيفٍ يخاطب فوجًا من خريجي هذا المعهد الذي يُعدّ فريدًا من نوعه، حسب ما أعرف، في منطقة الخليج وسائر أقطار الوطن العربي".

وأضاف خوان كول بقوله: "إنّ تميّز هذا المعهد لا ينبع من كونه الأوّل الذي يختص في الدراسات العليا فقط، بل الأوّل في تخصُّصِه في العلوم الاجتماعية والإنسانية بأوسع معانيها. إن هذه العلوم قريبة إلى نفسي كمؤرّخ وباحث في تاريخ هذا الجزء من العالم؛ فقد قضيت حياتي في دراسته وتدريسه، وفي البحث في جوانب متشعبة من قضاياه. وبحكم موقعي كأستاذٍ في الدراسات العربية في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، فإني أعلم حجم الضغط الذي تتعرض له العلوم الاجتماعية والإنسانية في بلادي، وفي مناطق أخرى من العالم. إنّ إنشاء معهد كهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلّ على اهتمام قطر بهذه العلوم التي نحن بأمَسِّ الحاجة إليها في زماننا هذا. فهنيئًا لكم على هذا المعهد.

كما أشار إلى أن نهضة تعليمية في قطر "لا يمكن أن تنتجها الصدفة. إنّها نتيجة الإرادة ونتيجة التخطيط. معبرا بقوله بإنّ نجاح نهضة قطر هو نجاح لكل من يرى أنّ رفاه العالم لا يمكن أن يقوم على منطق النصر والهزيمة بين الشعوب".

وختم كول كلمته مخاطبا جمهور المتخرجين "إن نجاحكم فيما كنتم تسعون إليه من إنجاز علمي هو مصدر قوة ناعمة لكم أيضًا. وبما أنكم نتاجٌ لقوة ناعمة على هذه الأرض أساسُها العلم، فإننا نتوقع منكم أن تكونوا سفراء لمعهدكم ورسالته ورؤيته. وأؤكد لكم من خبرتي الشخصية أن كل مرحلة من مراحل تحصيلكم العلمي ستبقى لها في النفس حلاوة. لقد أقمتم في رِحاب معهدكم عامين. ولقد عَقدْتُم الصداقات فيما بينكم. فأرجو أن تحافظوا على هذه الصداقات التي لا شك لديّ أنها أثْرَت تجربتكم في المعهد، فأعطت لهذه التجربة قيمةً مضافةً تتخطى ما اكتسبتم من معارف ومهارات عمليّة في تخصّصاتكم. وتذكّروا دائمًا أن الصداقات ترتبط بالمكان، وأنّ للمكان عليكم حقّ الوفاء له، فتصبحوا بذلك من الذين إذا وعدوا أوْفوا".

كلمة المتخرجين

و كان قد ألقى الطالب عبد الرحمن المسلماني والطالبة سكينة أجعوط كلمة المتخرجين قالا فيها: " إنّ الصعودَ إلى منصّةِ التتويجِ وحملِ الشهاداتِ، لا يعنيانِ أنّ المشوارَ قد انتهى، وأنّ العلمَ قد خُتِم عليه وأنّ المعرفةَ قد أَفَلَتْ، أُولَى الـمُدرَكاتِ التي تعلمناها في معهدنا العتيدِ؛ فَأصبحت جزءًا من كِياننا المعرفيِّ، للاستمرار على دربِ البحثِ، والالتزامِ به، على مدى سنتين جمع معهد الدوحة للدراسات العليا كفاءاتٍ قطريةً شابةً وطموحة،وَطُلابًا دوليين جاؤوه من المحيط إلى الخليج،ليثروُه بثقافاتهم المختلفة، فأكسبوه بُعدًا عربيًا ودوليًّا متميزًا".

وأضافا: "إنّ خلقَ مؤسساتٍ ذاتِ نوعيةٍ في التكوين، المبنيِّ على حــريـةِ البحـــثِ والتفكيــرِ النقديِّ، هو السبيلُ لأنْ نُعيـدَ للبحثِ العلميِّ بعـض زَخَمِه وأَلَقِه، وسبيلُنا نحن فَـــرشَت طريقـَه فكرةٌ تَــفَـــتَّـقَــت عن القائمين على المؤسسةِ الأمِّ، المركزِ العربيِّ للأبحاثِ ودراسةِ السياساتِ، هذه المؤسسةُ الرائدة التي حَمَلَتْ على عاتِقِها مهَمّةَ إحياءِ علومٍ عانت التهميش لسنوات طوال، عبر تأهيلِ باحثينَ قادرينَ على حملِ لواءِ العلمِ في قضايا الاجتماعِ والإنسانياتِ والإدارة، بما يُتيحُ الاستفادةَ منه عمليًّا وليس فقط نظريًّا،على المستوى الوطنيّ، والقوميّ والعالميّ".

وفي ختام الحفل، قام رئيس المعهد بالوكالة الدكتور ياسر سليمان معالي والدكتورة هند المفتاح نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية وعمداء الكليات بتسليم الشهادات للخريجين البالغ عددهم 157 طالب وطالبة، وموزعين على 12 برنامج أكاديمي هي العلوم السياسية والعلاقات الدولية، علم الاجتماع والأنثربولوجيا، الإعلام والدراسات الثقافية، اللسانيات والمعجمية العربية، الأدب المقارن، التاريخ، الفلسفة، الإدارة العامة، اقتصاديات التنمية، السياسات العامة، الماجستير التنفيذي في الإدارة العامة، وإدارة النزاع والعمل الإنساني. تلا ذلك التقاط صور تذكارية جماعية للخريجين.

التعليقات