04/10/2020 - 11:33

مهندسة زراعيّة فلسطينية توفّر عملها باللجوء لزراعة سطح بيتها

بدأت الشابة الفلسطينية، مهندسة النباتات، هديل قشوع (27 عاما)، بزراعة نباتات الزنجبيل على سطح منزل عائلتها شمالي الضفة الغربية، في شهر أيار/ مايو الماضي، وهي تعد التجربة الأولى في زراعة الزنجبيل في هذه المنطقة.

مهندسة زراعيّة فلسطينية توفّر عملها باللجوء لزراعة سطح بيتها

المهندسة الزراعيّة الفلسطينية، هديل قشوع (الأناضول)

بدأت الشابة الفلسطينية، مهندسة النباتات، هديل قشوع (27 عاما)، بزراعة نباتات الزنجبيل على سطح منزل عائلتها شمالي الضفة الغربية المحتلة، في شهر أيار/ مايو الماضي، وهي تعد التجربة الأولى في زراعة الزنجبيل في هذه المنطقة.

بدأت هديل تجربتها بزراعة الزنجبيل بنحو 600 شتلة، مستفيدة من تخصصها في الهندسة الزراعية.

خمس سنوات مرت على تخرج هديل من جامعة خضوري بطولكرم، بتخصص الهندسة الزراعية، لكنها لم تتمكن من إيجاد وظيفة مناسبة، لتقرر عقب ذلك تشغيل نفسها بنفسها.

ولأنها لا تملك أرضا تزرعها، قررت هديل استغلال سطح منزل عائلتها، ببلدة "علار" قضاء طولكرم بمساحة تصل إلى 50 مترا مربعا.

بستان الزنجبيل على سطح منزل المهندسة الزراعية هديل قشوع في بلدة علار قضاء طولكرم

وتطمح للاستفادة من مشروعها الذي تشرف عليه جمعية الإغاثة الزراعية الفلسطينية (أهلية مقرها رام الله)، والتي وفرت لها منحة مالية، وتدريبا مكثفا لإطلاقه.

أوضحت هديل دوافعها بقولها إن "قلة الوظائف دفعتني للتوجه نحو المشاريع الريادية، ولفتني إعلان حول دعم المشاريع الزراعية الصغيرة، لأحصل عن طريقه على فرصتي".

وأضافت هديل: "اخترت نبات الزنجبيل، لفوائده الصحية الكبيرة، ولندرته وانقطاعه المتكرر من الأسواق، ولجدواه الاقتصادية، وكشكل من أشكال التحدي كونه لم تسبق زراعته في الضفة الغربية، نظرا لحاجته إلى ظروف خاصة".

وتابعت هديل "لم أستطع الحصول على أشتال زنجبيل لزراعتها، فقمت بتشتيله بنفسي، حيث أن زراعته تشبه إلى حد ما زراعة نبات البطاطا".

وبينما كانت تضيف السماد لمزروعاتها، قالت "مهندسة الزنجبيل": "أتوقع خلال كانون الأول/ ديسمبر المقبل، جمع نحو طن من ثمار الزنجبيل، وآمل التمكن من تسويقها".

وأردفت بقولها إن "كل شتلة تنتج كيلوغراما ونصف من الزنجبيل.. أنا متفائلة من أني سأبيع المحصول مقابل 35 ألف شيقل".

وفي حال حققت هديل نتائج مرضية، فإنها تطمح لتوسعة المساحات المزروعة.

وأكبر التحديات التي واجهت هديل في مشروعها، بحسب ما تقول، "هي الحصول على المعلومات المتعلقة بزراعة الزنجبيل".

وتشير إلى أنها "لجأت للشبكة العنكبوتية بحثا عن أساليب الزراعة والري والتسميد، ومعلومات مؤكدة وموثقة حول الأمر، وأخذت تجري تجارب بالطرق المختلفة التي تقرأ عنها".

كما ساعد مناخ مدينة طولكرم، حيث الرطوبة العالية، في نجاح زراعة أشتال الزنجبيل، كما تقول هديل.

ورأت قشوع، أنه "لا بد أن يتوجه الجميع نحو الزراعة المنزلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخاصة في ظل جائحة كورونا".

بدورها، تؤكد مديرة مشروع "نجاحها" في جمعية الإغاثة الزراعية، آثار هودلي، أن زراعة الزنجبيل تجربة رائدة ونادرة، لافتة أن المشروع يتابع مع هديل أولا بأول، حتى تحقق النجاح التام.

وأشارت هودلي، إلى "أهمية تشجيع الزراعة المنزلية، كون ذلك يسهم في التقليل من الاعتماد على المنتوجات الإسرائيلية، ويدعم الاقتصاد الفلسطيني".

وأوضحت أن جائحة كورونا "ساهمت في تشجيع العودة للأرض، والاستثمار فيها، بسبب الضائقة المادية التي تعرض لها الكثير من الفلسطينيين".

وأضافت هودلي "هذا عدا عن إجراءات منع التنقل خلال الفترة الماضية التي فرضتها الحكومة (الفلسطينية)، لمواجهة تفشي الفيروس في الضفة الغربية والتي جعلت الكثير يبحثون عن مشاريع قريبة منهم".

ومن المعروف أن الزنجبيل يحظى بمكانة متقدمة في الطب الصيني، لقدرته العلاجية في مواجهة بدايات نزلات البرد والروماتيزم، فيما تستخدمه بعض المستشفيات بالعالم في علاج المعدة والأمعاء، لتأثيراته المهدئة والمنشطة للدورة الدموية.

التعليقات